تميز ابن الهيثم خلال فترة إقامته في مصر بتطوير علم البصريات، حيث أثبت من خلال الرياضيات والهندسة أن العين لا تطلق شعاعاً ضوئياً نحو الأجسام، بل ترى الأشياء من خلال انعكاس الضوء المنبعث من هذه الأجسام على العين. من خلال ذلك، تمكن من دحض النظرية اليونانية التي قدمها إقليدس وبطليموس، والتي كانت تشير إلى أن العين تصدر شعاعاً ضوئياً نحو الجسم المرئي. كما قام ابن الهيثم ببرهنة كيفية رؤية الأشياء باستخدام العينين من دون حدوث ازدواجية في الرؤية، مما أسهم في وضع الأسس الأولية لاختراع الاستريسكوب.
يُعزى الفضل إلى العالم ابن الهيثم أيضاً لاكتشاف ظاهرة انعكاس الضوء، بالإضافة إلى الكشف عن ظاهرة انكسار الضوء، التي تشير إلى انحراف الصورة عن موضعها الأصلي عند انتقال الأشعة الضوئية من وسط معين إلى آخر غير متجانس. ولاحظ ابن الهيثم أن الانكسار لا يحدث عندما تنتقل الأشعة الضوئية بزاوية قائمة بين وسطين غير متجانسين.
ساهم ابن الهيثم بشكل كبير في علم الهندسة، حيث ألف حوالي ثمانية وخمسين مؤلفاً في هذا المجال. تضمنت هذه المؤلفات آرائه وأدلته المبتكرة للعديد من المسائل التقليدية التي طرحها إقليدس وأرخميدس، والتي كانت تفتقر إلى براهين تثبت صحتها. يُذكر أن المكتبات حول العالم تضم أكثر من واحد وعشرين مخطوطاً لابن الهيثم في علم الهندسة، تتواجد ببعض المكتبات في القاهرة ولندن وباريس وإسطنبول.
دعا ابن الهيثم إسهاماته المتميزة في مجال الحساب، حيث قام بتأليف ما لا يقل عن عشرة كتب في مجالات الحساب والجبر والمقابلة. لكن للأسف، الحفاظ على هذه المؤلفات لم يكن كاملاً، إذ لم تتوفر إلا عدد قليل من المخطوطات في مكتبة واحدة في تركيا، ومن بينها: “حساب المعاملات” و”استخراج مسألة عددية”.
استحق ابن الهيثم لقب “بطليموس الثاني” بفضل إسهاماته البارزة في علم الفلك، حيث وصلت إلينا حوالي سبع عشرة مقالة من أصل أربعة وعشرين مؤلفاً تناولت موضوعات فلكية مختلفة، بما في ذلك أبعاد الأجرام السماوية وأحجامها وطرق رؤيتها.
ألف ابن الهيثم كتابين في مجال الطب، وهما:
بالإضافة إلى ما سبق، قام ابن الهيثم بإجراء العديد من الأبحاث المتعلقة بتكبير العدسات، مما مهد لاستخدام العدسات المتنوعة في معالجة مشاكل العيون، وله أيضاً رسالة تتعلق بتشريح العين وآلية الإبصار.
أحدث التعليقات