تأسيس الشيخ زايد لدولة الإمارات العربية المتحدة
تأسست دولة الإمارات العربية المتحدة في 21 ديسمبر 1971، وصارت دولة ذات سيادة لها تأثير بالغ في الاقتصاد العالمي، مستفيدة من مواردها الطبيعية، وبالأخص النفط والغاز الطبيعي.
عند تولي الشيخ زايد آل نهيان مقاليد الحكم في أبوظبي في 6 أغسطس 1966، أظهر أهمية الاتحاد. على الرغم من كون الفكرة جديدة على الساحة الإقليمية، إلا أن الشيخ زايد آمن بقوة بالاتحاد استنادًا إلى التراث والهوية المشتركة. لدعم هذا التوجه، خصص جزءًا من إيرادات إمارة أبوظبي الناتجة عن النفط لصندوق تنمية الإمارات.
مع إعلان الحكومة البريطانية عن إنهاء معاهداتها في عام 1968 وسحب قواتها من الخليج بحلول عام 1971، أدى ذلك إلى خلق فراغ سياسي في المنطقة، مما جعل فكرة الوحدة أسهل للتحقيق. وقاد الشيخ زايد، بالتعاون مع الشيخ راشد بن سعيد آل مكتوم، أولى خطوات إقامة الاتحاد بهدف تعزيز وحدة الدولة المدنية وحماية مصادرها النفطية، مما أفضى إلى تأسيس دولة الإمارات العربية المتحدة في تلك الحقبة.
دور الشيخ زايد في تأسيس مجلس التعاون لدول الخليج العربية
بعد نجاحه في توحيد الإمارات العربية، تطلع الشيخ زايد لتحقيق أهداف أكبر من خلال دعوته إلى إنشاء مجلس التعاون لدول الخليج العربية، الذي ضم ست دول. وقد لقيت هذه الفكرة دعمًا من قادة دول الخليج، حيث عمل المجلس بمثابة منصة سياسية وإقليمية تشمل كل من المملكة العربية السعودية والإمارات العربية والكويت والبحرين وقطر وسلطنة عُمان.
انطلق المجلس من العاصمة الإماراتية أبوظبي في عام 1981، وكان تأسيسه ضروريًا في وقت كانت فيه دول الخليج بحاجة إلى وحدة وتماسك، وقد بذل الشيخ زايد جهودًا كبيرة لتحقيق الأمن والاستقرار وتعزيز القواسم المشتركة بين هذه الدول.
تولى الشيخ زايد آل نهيان الحكم عام 1966، ومنذ بداية ولايته عمل على تحقيق إنجازات عدة، حيث وحد الإمارات تحت حكومة واحدة، وكان له دور بارز في الدعوة لوحدة دول الخليج، فنجم عن ذلك إنشاء مجلس التعاون الخليجي عام 1981 لتحقيق الوحدة العربية والمصالح المشتركة.
إنجازات الشيخ زايد في مجال تحسين القطاع الصحي
تعد أعمال الشيخ زايد الإنسانية متعددة الأبعاد، وقد قدم الكثير لدعم وتحسين القطاع الصحي في الإمارات. وهنا بعض إنجازاته في هذا المجال:
- دعم مستمر للقطاع الصحي منذ بداية حكمه، بما في ذلك توفير المرافق والخدمات الصحية.
- تأسيس العديد من المستشفيات الحكومية والخاصة المجهزة بأحدث التقنيات.
- تحقيق قفزة في مستوى القطاع الصحي الإماراتي على الصعيدين المحلي والدولي.
- تميّزت الإمارات في ميادين عدة مثل علم الجينوم والتطبيب عن بعد، والملف الصحي الموحد.
- حازت الإمارات في عام 1997 على المرتبة الأولى في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في مجال الرعاية الصحية وتقدم المرأة، حيث ارتفع عدد الأطباء إلى 1530 طبيبًا وتم إجراء 66 عملية جراحية.
- انخفضت معدلات وفيات حديثي الولادة، وزادت العناية بصحة الأم.
- توجيه الشيخ زايد بتأسيس الجامعات التي تُركز على الطب والعلوم الصحية، مثل كلية الطب بجامعة الإمارات عام 1984 بالإضافة إلى جامعة رأس الخيمة الطبية.
إنجازات الشيخ زايد في مجال التعليم
اهتم الشيخ زايد آل نهيان بالتعليم وقدّم لنا نموذجًا يحتذى به في هذا المجال، حيث عمل بجد لجعل الإمارات من الدول الرائدة على الساحة الدولية. وهنا بعض إنجازاته في هذا الصدد:
- إتاحة التعليم لجميع المواطنين الإماراتيين.
- بناء العديد من المدارس والمعاهد التعليمية في كافة أرجاء الدولة.
- جلب المعلمين من البلدان العربية الأخرى لتعزيز الكادر التعليمي.
- تأسيس الجامعات والكليات المعتمدة مثل جامعة الإمارات والكليات التقنية العليا.
- دعم إنشاء جامعات خاصة مثل جامعة أبوظبي وجامعة عجمان.
- إدخال تقنيات الحاسوب في المناهج الدراسية.
- ظهور الإمارات كدولة تعليمية معروفة على الساحة الدولية.
دور الشيخ زايد في تمكين المرأة
أولى الشيخ زايد اهتمامًا كبيرًا بتمكين المرأة الإماراتية، حيث اعتبرها جزءًا لا يتجزأ من المجتمع ومن بناء الدولة. إليك بعض العوامل التي تبرز جهوده في هذا المجال:
- منح المرأة الإماراتية الحقوق الكاملة، حيث كانت شريكة في عملية التنمية المستدامة.
- دعم المشاريع الابتكارية التي تنطلق من المرأة من أجل رفعة الوطن.
- فتح الطريق أمام المرأة للمشاركة في التنمية الشاملة، حيث تبوأت العديد من المناصب العليا.
- وضع خطط استراتيجية لتمكين المرأة من خلال التعليم والتطوير.
- تشجيع المرأة على التعليم وتأسيس عدد من المبادرات التي تدعم تعليمها ومحو الأميّة.
إنجازات الشيخ زايد في تطوير قطاع الزراعة
نجح الشيخ زايد آل نهيان في تحويل الإمارات من منطقة صحراوية إلى دولة زراعية، ومن أهم إنجازاته في هذا المجال ما يلي:
- إطلاق مشاريع زراعية نوعية.
- زرع الحقول بأنواع متعددة من الأشجار المثمرة والقمح والفواكه.
- تطوير استراتيجيات لمكافحة التصحر وتحسين المظهر البيئي من خلال غرس الغابات.
- زيادة أعداد أشجار النخيل إلى 42 مليون شجرة، منها 33 مليون في أبوظبي.
- توزيع الشتلات مجانًا لتشجيع المواطنين على الزراعة.
- تعيين مهندسين متخصصين لمراقبة العمليات الزراعية.
- تقديم قروض للمزارعين لشراء المعدات والتجهيزات اللازمة.
إنجازات الشيخ زايد في مجال حماية البيئة
كان اهتمام الشيخ زايد بحماية البيئة بارزًا، حيث حقق العديد من الإنجازات الجوهرية في هذا المجال، ومن أهمها:
- التصدي للتحديات البيئية المختلفة.
- السعي لحماية الموارد الطبيعية وتعزيز استدامتها.
- زيادة الوعي البيئي بين المواطنين والمقيمين.
- تحقيق تنوع بيولوجي وحيوي كبير.
- إنشاء محميات طبيعية وحظر الصيد للحفاظ على الأنواع المهددة بالانقراض.
- تنفيذ مشاريع لتحلية المياه وحفر الآبار لمواجهة شح المياه.
- تعزيز دور الدولة في حماية البيئة.
إنجازات الشيخ زايد في مجال العمران والتنمية
تجسد إنجازات الشيخ زايد في مجالات العمران والتنمية ملامح ازدهار واضحة في الإمارات، حيث أسهم بشكل كبير في نهضة المدن وتطوير البنية التحتية. ومن أبرز ما قام به:
- تأسيس وتطوير مدن إمارة أبوظبي بطريقة الحديثة.
- إدارة مشاريع البناء بنفسه واستثمار رأس مال هائل في هذا المجال.
- تخطيط عمراني متسق لمدينة أبوظبي.
- القيام بمشاريع كانت تُعتبر صعبة التنفيذ وتحقيق إنجازات واضحة.
- ارتفاع عدد سكان أبوظبي بشكل ملحوظ من 4000 نسمة في 1962 إلى 405 آلاف نسمة بحلول 1995.
- إقامة بلدية يُعهد إليها بتحسين الخدمات العامة.
- تعزيز المسرح العمراني من خلال تشييد المباني الحديثة والتوسعات المختلفة.
إنجازات الشيخ زايد على الصعيد الدولي
على الصعيد الدولي، كان للشيخ زايد دور مؤثر، حيث برز في العديد من المحافل والمبادرات، ومن هذه الإنجازات:
- المشاركة الفعّالة في إنشاء مجلس التعاون الخليجي.
- العمل على حفظ السلام عبر إرسال قوات إماراتية إلى كوسوفو.
- دعم القضايا الإنسانية، مثل المساعدات لسوريا ومصر في حرب 1973.
- دعوة لعقد قمم عربية لدعم لبنان خلال الحرب الأهلية.
- الدعوة بعودة مصر إلى جامعة الدول العربية.
- تطوير مبادرات لنشر التعاليم الإسلامية في أنحاء العالم.
- تقديم دعم مالي لحجاج البيت الحرام وإنشاء معاهد للأبحاث الإسلامية.
الخلاصة
لقد كان الشيخ زايد آل نهيان حاكم دولة الإمارات العربية المتحدة، حيث ساهم بشكل فعّال في توحيد الإمارات في كيان واحد وقدّم إسهامات جليلة في مختلف المجالات، مما جعل الإمارات تتبوأ مكانة رائدة على المستوى الدولي. عزز من نظامها الصحي من خلال زيادة عدد المستشفيات وتقليل معدلات الوفيات، كما عمل على تحسين الزراعة وحماية البيئة، مما حول الإمارات إلى دولة غنية ومحافظة على تراثها. إن إنجازاته في العمران والتنمية كانت شاهدة على تحولات كبيرة في مدن مثل أبوظبي، إلى جانب حضوره الإنساني النبيل في السعي للسلام ودعم الدول العربية الشقيقة.
أحدث التعليقات