إنجازات الحضارة المصرية القديمة وتأثيرها على التاريخ البشري

فهم الحضارة المصرية القديمة

يعود تاريخ الفراعنة في مصر القديمة إلى حوالي 3100 عام قبل الميلاد، ويشمل ذلك الأُسرتين الفرعونيتين الأولى والثانية، حيث يُعتبر هذا الوقت نقطة البداية للتاريخ المدون لتلك الحقبة. ومع ذلك، قد ازدهرت المجتمعات خلال العصر الحجري الحديث (حوالي 9300-4000 قبل الميلاد)، لكن الباحثين لم يركزوا بشكل كبير على دراسة هذه الشعوب مقارنةً بالمصريين القدماء.

إنجازات الحضارة المصرية القديمة

الأهرامات

أولى الفراعنة اهتمامًا كبيرًا لبناء الأهرامات، وأبرزها هرم خوفو، الذي يقع في الجيزة والذي شُيد في عهد الفرعون خوفو (حوالي 2551 قبل الميلاد). يصل ارتفاعه إلى 138 مترًا، وكان يُعتبر واحدًا من عجائب العالم السبع القديمة. تلاه بناء هرم خفرع (الذي بدأ حكمه حوالي 2520 قبل الميلاد)، الذي يُعد أصغر قليلًا من هرم خوفو لكنه يقع على مرتفع.

الهرم الثالث في الجيزة هو هرم منقرع (الذي بدأ حكمه تقريبًا في 2490 قبل الميلاد) والذي يُعتبر أصغر حجمًا، إذ يبلغ ارتفاعه 65 مترًا. وقد ساعدت أوراق البردى الأثرية الباحثين في اكتشاف نظرية الدفع المائي التي استعملها الفراعنة لرفع الأحجار أثناء عملية بناء الأهرامات.

تمثال أبو الهول

يقع تمثال أبو الهول في الجيزة، وهو تمثال ضخم مصنوع من الحجر الجيري ويعود تاريخه إلى 4500 عام. يتميز بطول يصل إلى 73 مترًا وارتفاع يُقدر بـ 20 مترًا، ويُعتبر من أكبر المعالم الأثرية المتبقية حتى اليوم، ولا تزال أصوله وتاريخه غير مؤكدة تمامًا.

يُعتبر أبو الهول من الشخصيات الأسطورية البارزة في التراث المصري والآسيوي واليوناني، حيث يجسد مخلوقًا بخصائص جسد أسد ورأس إنسان؛ إلا أن ملامحه تختلف قليلاً بين الثقافات. في مصر القديمة، كان يُعتقد أن أبو الهول يلعب دور الوصي الروحي، وقد اعتقد بعض الباحثين أن هناك هدفًا سماويًا وراء بناءه ومحيط المعبد؛ وهو تجسيد روح الفرعون خفرع من خلال توجيه قوى الشمس إلى الآلهة.

ورق البردى

ورق البردى هو الورق الذي كان مستخدمًا في الكتابة في العصور القديمة، وقد اشتُق اسمه من نبات البردي الذي كان يتواجد بكثرة على ضفاف دلتا النيل. يتم صنع ورق البردى عن طريق قطع سيقان النبات واستخراج اللب، وتقسيمه إلى شرائح رقيقة ثم ضغطه وتشكيله حتى يجف.

استعمل المصريون القدماء ساق نبات البردي في صناعة الورق وكذلك الأشرعة والأقمشة والحبال والحصير. كانت زراعته معروفة حتى قبل عصر الفراعنة، لكنهم طوروا الصناعة ليتميز ورقهم بكونه خاليًا من البقع والتجاعيد ولونه أبيض نقي، مما سمح للورق باللف فوق بعضه دون تلف باقي الأوراق، حيث كانت كل لفّة تحتوي على حوالي عشرين ورقة.

الطب في زمن الفراعنة

تشكل الحضارة المصرية القديمة نقطة انطلاق مفهوم الصحة والعلاج. اكتشف الباحثون أقدم لفائف طبية وتشريحية، ومع أن الفراعنة اعتمدوا على الصلاة والسحر في علاج المرضى، كانوا يعرفون أيضًا العديد من الأعشاب والتوابل الطبية لعلاج مختلف الأمراض. كما كان لديهم أطباء وكهنة مختصون في هذا المجال.

أظهر المصريون القدماء معرفتهم بوظائف القلب وبعض التفاصيل عن الدماغ والكبد، وسجلوا حالات الأمراض العقلية مثل الاكتئاب والخرف. وتطرقوا أيضًا إلى وسائل تنظيم النسل، وعلاجات للبشرة وأمراض العيون والجهاز الهضمي، حيث قاموا بعلاج تسوس الأسنان، وتحليل الشرايين والأوردة ومعرفة أي منها قد يؤدي إلى الصلع، وعرفوا أهمية الوقاية من الأمراض عبر الحفاظ على النظافة وتجنب تناول السمك النيئ، إلى جانب الكثير من الأمور الأخرى.

Published
Categorized as الآثار المصرية القديمة