مرت 971 عامًا على وفاة هذا العالم البارز، الذي يُعتبر من أعظم علماء الإسلام وصاحب الموسوعات العلمية الشهيرة، وهو الرحالة والفيلسوف المحنك.
إنجازات البيروني في مجالات الرياضيات والفلك
عند التعمق في إنجازات البيروني في الرياضيات والفلك، نجد أن أبرزها تتمثل في:
- تأليفه 95 كتابًا في مجالي الفلك والرياضيات.
- كان لتأثير ثقافته الدينية دور كبير في كل دراساته الفلكية، لذا حرص على معرفة اتجاه القبلة لأداء الصلاة،
- مما أدى إلى تحديد الاتجاهات في مناطق مختلفة عبر دراسات فلكية دقيقة.
- استندت دراساته في علم الفلك على الأساليب الرياضية والعلمية، رافضًا التنبؤات التي تعتبر علم الأبراج مصدراً للشعوذة.
- نفى الفرضية القائلة بثبات الشمس كما أوضحها بطليموس.
- لم يستطع إثبات حركة الأرض من عدمها، ومال نحو فرضية حركة الأرض.
- وضع أسس فرضيات الإسطرلاب وقدم شروحات وتحليلات دقيقة حول كيفية عمله.
- رسم نماذج أولية لبعض الاختراعات الحديثة مثل الإسطرلاب والساعة.
- ادعى قدرته على حل مسألة دوران الأرض في كتابه “مفتاح علم الهيئة”،
- لكن هذا الكتاب لم يعد متوفرًا في العصر الحالي.
- انتقد النظريات الفيزيائية التي قدمها أرسطو عن الأجرام السماوية بشكل متكرر،
- مؤكدًا على أن الخلاء الفيزيائي يمكن أن يوجد في مبادئ التجربة.
- وأضاف أن حجة أرسطو ضعيفة فيما يتعلق بالمدارات الإهليجية.
- استخدم بيانات الكسوف التي جمعها دانثرون في عام 1749م لتحديد تسارع القمر.
- تم إدراج أعماله في السجلات التاريخية الفلكية ولا تزال قيد الاستخدام في الزمن الحاضر.
من هو البيروني؟
إنه العالم أبو الريحان محمد بن أحمد البيروني، الذي وُلد عام 362هـ (973م):
- ذو أصل فارسي، حيث وُلد في مدينة خوارزم، التي تُعرف حاليًا بجمهورية أوزبكستان.
- تأثر بعلم ابن سينا بعد لقائه به، بالإضافة إلى تأثره بأعمال أبو بكر الرازي وأرسطو ومحمد بن جابر بن سنان البتاني.
- لقب بالبيروني أو “الغريب” بلغة أهل خوارزم، نظرًا لتجواله المستمر، كما أن بلده سُمّي باسمه تكريمًا له.
- يعتبر من أعظم العلماء عبر العصور، حيث أظهر براعة في العديد من العلوم،
- منها الفلك، الفلسفة، الجغرافيا، الجيولوجيا، علم الإنسان، الفيزياء، التاريخ، وعلم الاجتماع.
- كما عمل كمؤرخ ومترجم.
- أتقن عدة لغات بجانب لغته الأم، مثل السريانية والعربية والسنسكريتية واليونانية.
- عاش في العصر الذهبي للإسلام، وكان يهتم بالعلم والعلماء بشكل عام، وبتوافق العلوم مع الشريعة الإسلامية.
- التف الكثير من الملوك حوله، مما شجعه على الاستمرار في البحث العلمي،
- وناقش العديد من القضايا العلمية المختلفة.
كما يمكنكم التعرف على:
أبرز إنجازات البيروني في مجالات العلوم المختلفة
بالإضافة إلى إنجازاته في الرياضيات والفلك، نذكر أبرز إنجازاته الأخرى في مختلف العلوم، وهي كالتالي:
- اهتم بعلم الهنديات، الذي شمل الحياة العلمية والمدنية للشعب الهندي،
- تضمن توضيع العديد من المجالات مثل الجغرافيا والدين والرياضيات والتاريخ والجيولوجيا.
- على الرغم من ذلك، لم يركز على الحياة العسكرية والسياسية في الهند.
- كشف عن العلاقات بين الهندوس والمسلمين والصراعات بينهم.
- لاقى ترحيبًا كبيرًا من الباحثين والعلماء الهنود، مما شجعه على تعلم اللغة السنسكريتية.
- مكّنه تمكنه من نقد العديد من علوم الهندوس وتبيان تحريف الوثائق العلمية لديهم.
- انتقد أيضًا افتقارهم لعنصر الفضول في مجالات التاريخ والدين.
- درس التقويم الهندي لتطوير نظم التواريخ المستخدمة لدى العرب والفرس والإغريق.
- كتب عن ملوك الهند وطريقة حكمهم وتعاملاتهم مع شعبهم.
- لم يتطرق إلى تعاملات الملوك مع الدول الأخرى، بل اكتفى بذكر التواريخ العسكرية والسياسية فقط.
- وصف الجغرافيا الهندية وظواهرها الطبيعية ومجاري المياه فيها.
- اهتم بعلم الإنسان من خلال توثيق التقاليد والعادات والأديان التي عاش معها،
- وعلى الرغم من اختلاف الآراء حول كونه عالم إنسان بالشكل التقليدي، إلا أنه يُعتبر من أوائل العلماء في هذا المجال.
- أسهم في علم الجغرافيا، حيث وضع وسائل لقياس نصف قطر الأرض،
- تم ذلك في منطقة باكستان، نتيجة لشغفه بعلم الأرض.
- توقع وجود قارة أو أكثر بين آسيا وأوروبا.
- انغمس في علم الفيزياء، حيث أجرى حسابات للعوامل المتعلقة بالوزن والكثافة، وجمع بين مفاهيم الفيزياء الساكنة والحركة،
- وقدم فرضيات عن الضوء والحرارة.
- أرسى قواعد علم الهيدروديناميكية وجعلنا نقترب من مفهوم الجاذبية، الذي طوّره نيوتن لاحقًا.
- ساهم بشكل كبير في الفلسفة والأدب، حيث كتب العديد من المؤلفات الأدبية،
- شمل ذلك شرحه لديوان أبي تمام.
- أصدر كتاب “الآثار والأشعار”.
- ألف أيضًا عدة كتابات فلسفية مثل “مفتاح علم الهند” و”كتاب المقالات” و”جوامع الموجود في خواطر الهنود”.
- أصدر موسوعة شاملة للأدوية، مما يظهر اهتمامه بعلم الصيدلة والمعادن،
- حيث ذكر أنواع عديدة من الأدوية السائدة في عصره مع ترجمة أسمائها.
- صنع جهازًا لقياس كثافة المعادن والعناصر الطبيعية نسبيًا.
- اهتم بتاريخ المنطقة من خلال كتابه “المسامرة في أخبار خوارزم”،
- يعتبر هذا الكتاب تنوعًا في التاريخ السياسي ويتضمن اقتباسات من المسعودي والبهيقي.
- كما تناول تاريخ الأرض ونشأتها، فضلاً عن العناصر الطبيعية وأُسسها الدينية.
- تصنفه بين أعظم العلماء في تاريخ الأديان،
- حيث كان بارعًا في دراسة الأديان المقارنة.
- درس المسيحية والهندوسية والإسلام والزرادشتية وغيرها،
وتعامل بقليل من حيادية مع كل الأديان سعياً للوصول إلى منطق وأفكار مناسبة دون إنكار معتقدات الآخرين.
أهم مؤلفات البيروني
بعد استعراض إنجازات البيروني في مجالات الرياضيات والفلك، نورد أهم مؤلفاته:
- الصيدلة في الطب.
- التفهيم لأوائل صناعة التنجيم بالفارسية والعربية.
- الآثار الباقية عن القرون الخالية.
- كتاب الهند.
- حيث يتضمن كتاب الإسطرلاب.
- وموسوعة القانون المسعودي.
- كتاب الجماهير في معرفة الجواهر.
وفاة أبو الريحان البيروني
توفي “بطليموس العرب”، كما أطلق عليه المستشرقون، عام 440هـ (1048م) في مدينة غزنة.
أحدث التعليقات