حقق أحمد المنصور الذهبي العديد من الإنجازات في مجالات متعددة، بما في ذلك السياسية والاجتماعية والإدارية والعمرانية والثقافية، مما جعل عهده يُعرف بالعصر الذهبي. ومن أبرز إنجازاته ما يلي:
تمت مبايعة أحمد المنصور الذهبي بعد انتهاء معركة (وادي المخازن) إثر وفاة أخيه عبد الملك المعتصم. وقد جمع أحمد المنصور كبار القادة والجنود لإبلاغهم بخبر توليه الحكم، إلا أن ثمة مؤامرة حيكت ضده من قبل الأتراك الذين حاولوا استغلال سمعة المعتصم لإحداث انقسام بين المغاربة.
طالبت بعض الأطراف بأحقية إسماعيل بن عبد الملك، ولكن المغاربة أصروا على مبايعة أحمد المنصور الذهبي. وبعد استقرار الأوضاع، عمل المنصور على تحويل بلاده إلى قوة سياسية واقتصادية وعسكرية وثقافية، حيث بدأ فور توليه الحكم بوضع خطة للتوسع خارج حدود بلاده.
امتدت إمبراطورية أحمد المنصور الذهبي حتى شملت السودان، حيث أنشأ طريق القوافل بين السودان والمغرب. لقد كان لهذا التوسع تأثير عميق على الرفاهية الاقتصادية، مما أتاح له الفرصة لإطلاق العديد من المشاريع الضخمة، وشهدت البلاد ازدهاراً عمرانياً وتنوعاً في مجالات العمل في الصناعة والتجارة، الأمر الذي عزز من توسع التجارة وازدهار الدولة.
لم يقتصر تقدم أحمد المنصور على الجانب الاقتصادي فقط، بل ترك بصمة كبيرة في المجال الثقافي، حيث كان له دور بارز في تطوير الحركة العلمية. فقد قام بتأسيس العديد من المدارس، مثل مدرسة ابن يوسف، واهتم ببناء عدد من المساجد مثل: مسجد المواسين، ومسجد باب دكالة، ومسجد أبو العباس البستي.
كما كانت له رؤية لتنظيم المسابقات العلمية، مما جعل طلبة العلم يتنافسون للفوز بهذه الجوائز، وساهم هذا الاهتمام في زيادة عدد العلماء والطلاب وتحفيز الابتكار والإبداع في المجتمع.
نشأت علاقات سياسية بين الدولة السعدية والدول الأخرى، بما في ذلك الإنجليز، حيث اعتُبر أحمد المنصور ذهبي حليفاً قوياً للإنجليز، الذين اعتقدوا أن ذلك سيمكنهم من الحصول على مواقع استراتيجية بالقرب من إسبانيا بفضل دعمه. إلا أن هدف المنصور كان التوسع نحو إفريقيا الغربية وبلاد السودان.
أما فيما يخص علاقة السعديين بالعثمانيين (الأتراك)، فقد بنيت على السمعة التي اكتسبها العثمانيون جراء جهادهم ضد أعداء الإسلام، حيث سعى كل طرف للاستفادة من الجوانب الدفاعية، خاصة في ظل القضية الأندلسية التي كانت حاضرة في ذلك الوقت.
أحدث التعليقات