يتساءل الكثيرون عن موقع وادي زبيد، الذي يعد من أبرز الأودية في العالم، وقد دعا الرسول محمد صلى الله عليه وسلم بأن تنزل البركة فيه.
هذا الأمر ساهم في جعل وادي زبيد واحداً من الأودية الغنية بالزراعات المتنوعة، ولهذا سنسلط الضوء في هذا المقال على موقع وادي زبيد وأهم المعلومات المتعلقة به.
سنتعرف في ما يلي على أبرز تفاصيل وادي زبيد:
يقع وادي زبيد في اليمن، حيث يتواجد بين جبال محافظة الحديدة الشرقية وسهول التهامة، ويشغل الوادي مساحة طويلة تمتد بمحاذاة الجبال التي تستقبل كميات كبيرة من الأمطار.
يمتاز الوادي بكونه موطناً للزراعات المتنوعة مثل الفواكه والقطن والسمسم، وتم إنشاء مدينة زبيد بجواره نسبة إلى الوادي، حيث تُعرف المدينة بازدهار زراعتها.
تقع مدينة زبيد بين سهلين مباركين هما وادي زبيد والوادي المجاور له، وتحديداً في جنوب محافظة الحديدة، غرب اليمن، حيث تطل المدينة على البحر الأحمر.
كانت المدينة تعرف قديماً بلقب “مدينة العلماء والعلم”، نظراً للمدارس العلمية العديدة التي أُسست فيها لتكون منارة علمية للطلاب.
وقد أدرجت هذه المدينة في القائمة الخاصة بالتراث العلمي لليونسكو في عام 1993، بسبب غناها بالنمط المحلي والفني والمعماري المتميز.
بلغ عدد سكان مدينة زبيد حوالي 155585 نسمة في عام 2004، موزعين على مساحة 585 كيلومتراً مربعاً، ويعمل معظم سكان المدينة في الزراعة بفضل وجود واديين مشهورين بالقرب منها هما وادي رماع ووادي زبيد.
تشمل المحاصيل التي يزرعها السكان الفواكه والقطن والسمسم والنخيل والتبغ، كما تحتوي المدينة على مينائين قديمين رئيسيين على البحر الأحمر، وهما ميناء الفازة وميناء غلافقة.
بعد أن تعرفنا على موقع وادي زبيد والمدينة المجاورة له، إليكم أهمية مدينة زبيد في الجوانب الثقافية والتاريخية:
تحتوي المدينة على خمس أبواب تاريخية:
تحتفظ منطقة زبيد بعدد من الآثار العلمية التي ما زالت قائمة حتى اليوم، ومن أبرزها:
شهدت منطقة زبيد تطوراً ملحوظاً خلال العصور الإسلامية.
كان من أبرز معالم هذا التطور إنشاء جامعة الأشاعر، التي أسسها محمد بن زياد و محمد بن هارون التغلبي، الذي شغل منصب دار الإفتاء.
خرّجت هذه الجامعة مجموعة من العلماء مثل أبو الفتوح بن محمد والحسن بن محمد عقامة وغيرهم.
تأثرت منطقة وادي زبيد بالعديد من المراحل التاريخية مثل الدولة النجاحية والزيادية والمهدية والرسولية.
لطالما كانت التجارة تحتل المرتبة الأولى في الاقتصاد باليمن ودول شبه الجزيرة العربية.
كانت تسيطر التجارة على العديد من المساحات الساحلية.
شهدت شمال الجزيرة العربية رحلات مشهورة تُعرف برحلة الشتاء والصيف، حيث كانت القوافل تتجه نحو اليمن بسبب أمطارها الصيفية.
كانت اليمن بمثابة مخزن للبضائع التي تجلبها القوافل، ويرجع ذلك إلى تنوع إنتاجها الصناعي والحيواني، حيث اعتمدت على ميناء الفازة وميناء الخوخة.
قامت الحكومات المتعاقبة في اليمن بالاهتمام بهذه الموانئ الاستراتيجية.
أُنشئت العديد من المدارس الإسلامية في مدينة زبيد، والتي تدرّس مختلف المذاهب الإسلامية في ذلك الوقت.
هذا التنوع يدل على انعدام التعصب لأية مذهب معين، مما جعل زبيد واحدة من أبرز وأشهر المراكز العلمية على مستوى العالم الإسلامي.
أحدث التعليقات