قام الله -تعالى- بإرسال نبيّه هود -عليه السلام- إلى قوم عاد، الذين أكتفوا عن الاستجابة لدعوته ولم يؤمنوا بها، وبدلًا من ذلك، استمروا في إعراضهم عنه بطرق متعددة، وكان ذلك الإعراض على النحو التالي:
من سنن الله -تعالى- العادلة أنه إذا أرسل رسولاً إلى الناس وكذّبوه، فإنه يُعجل لهم العقاب في الدنيا قبل الآخرة. لذا كانت عاقبة قوم عاد عندما أعرضوا عن هود -عليه السلام- أن أرسل الله -تعالى- عليهم ريحًا صرصراً شديدة استمرت لمدة سبع ليالٍ متواصلة، حيث دمرت كل شيء، من الزروع والبساتين، وأهلكتهم جميعًا، حتى لم يبقَ لهم أثر. وكان هذا هو العذاب الذي وقع عليهم في الدنيا، وفي الآخرة تبعهم اللعنة في البرزخ، حيث تنتظرهم لعنة يوم القيامة.
تعود أسباب إعراض قوم عاد وتكبرهم ورفضهم لدعوة نبيهم هود إلى غرورهم بالنعم الكثيرة التي أنعم الله -تعالى- عليهم، فقد كان لهم ميزات عدة منها:
قوم عاد هم من العرب، وقد كانوا يقيمون في جنوب الجزيرة العربية، في منطقة تعرف بالأحقاف، وهي أراضٍ رملية تقع بين اليمن وعُمان. وقد أرسل الله -تعالى- نبيه هود، وهو واحد منهم، لدعوتهم لعبادة الله وحده ورفض عبادة الأصنام، كما قال الله -تعالى-: (وَإِلَى عَادٍ أَخَاهُمْ هُودًا قَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ إِنْ أَنْتُمْ إِلَّا مُفْتَرُونَ).
لكن قوم عاد تجاهلوا دعوة نبيهم هود إلى عبادة الله وحده، وتمسكوا بمعتقداتهم وعبادتها للأصنام، واتهموا نبيهم بالسفه. فعاقبهم الله -تعالى- بريح قاسية لم تترك لهم شيئًا، بعدما صدوا دعوة الله وغرورهم بالنعم الكثيرة التي كانوا يعيشونها.
أحدث التعليقات