تُقسم المصادر في اللغة العربية إلى نوعين أساسيين، النوع الأول هو المصدر الصريح، والذي يُستخدم للإشارة إلى الفعل كحدث معين، ويأتي بأشكال متعددة مثل الثلاثي والرباعي والخماسي. على سبيل المثال، الفعل “قرأ” يكون مصدره “قراءة”، و”أقبل” يصبح “إقبالًا”، و”انتقل” يُعرف بمصدره “انتقالًا”، بينما “استمر” يُعرّف بالمصدر “استمرارًا”.
جميع المصادر المذكورة تستخدم للإشارة إلى أفعال معينة، بينما المصدر الصريح للفعل “استكشف” هو “استكشاف”. يتم إعراب هذه المصادر وفقًا لموقعها في الجملة، حيث قد تتخذ مواقع رفع أو نصب أو جر، كما يتضح في الأمثلة التالية:
هنا “الاستكشاف” يأتي كمفعول به منصوب وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة على آخره.
في هذا المثال، “الاستكشاف” يُعرب كفاعل مرفوع وعلامة رفعه الضمة الظاهرة على آخره.
في هذه الجملة، “للاستكشاف” يتكون من اللام كحرف جر، و”الاستكشاف” اسم مجرور وعلامة جرّه الكسرة الظاهرة على آخره.
أما المصدر المؤول، فهو يتكون من حروف مصدرية تتبعها جملة اسمية أو فعلية، وله أشكال متعددة حسب الحرف المصدري المستخدم. ومن هذه الحروف:
تأتي مع فعل مضارع، كما في المثال: “قرّرَ الطالبُ أنْ يجتهدَ بدروسه”، حيث يكون المصدر المؤول “أن يجتهد”، مع تفسير يُفيد: “قرّر الطالب الاجتهادَ”.
هذا الحرف يشبه بالفعل، مع وجود اسمها وخبرها، مثل: “ظننتُ أنَّ العلمَ سهلُ المنالِ”، حيث يمكن تقدير الجملة كما يلي: “ظننتُ العلمَ سهلَ المنالِ”.
يستخدم كحرف امتناع، كما في: “وددتُ لو تزورني”، مما يعني: “وددتُ زيارتَك”.
يستخدم كما في: “أقوم بواجباتي كي أتجنّبَ الملامة”، أي يمكن تقديره كالتالي: “أقوم بواجباتي لتجنّبِ الملامة”.
تدخل على فعل وتستخدم مثل: “سأخلصُ لأصدقائي ما حييتُ”، والذي يمكن تقديره: “سأخلص لأصدقائي مدّة حياتي”.
تأتي بعد كلمة “سواء”، كما في: “سواءٌ أتتكلّم أم لم تتكلّم”.
يمكن إعراب المصدر المؤول كالمصدر الصريح عندما يتم استخدامه في مواضع مناسبة، وقد تأتي في حالات الرفع أو النصب أو الجر، بناءً على موقعها في الإطار العام للجملة. عند إعراب المصدر المؤول، يجب توضيح أجزائه وتفاصيل إعرابها.
كمثال على هذا، في الجملة: “يُعجبني أنك كريمٌ”، يمكن إدراك أن المصدر المؤول “أنك كريمٌ” يأتي في محل رفع فاعل، مع التقدير أن الجملة تعني: “يعجبني كرمُك”. يمكننا أيضًا تحويل المصادر الصريحة إلى مصادر مؤولة كما هو الحال في “أحبُّ اهتمامك بنفسك”، التي يمكن اعتبارها بمثابة “أحبُّ أن تهتمَّ بنفسك”.
التحويل أيضًا ممكن بإرجاع المصدر المؤول إلى المصدر الصريح، كما في “قرّر العمّال أن يتمّوا العمل مسرعين”، حيث يمكننا أن نعيد صياغتها إلى “قرّر العمال إتمامَ العملِ مسرعين”، باستخدام المصدر “إتمام”.
المصدر المؤول يتضمن عدة إعرابات عند وقوعه في محل الرفع:
إذا جاء المصدر المؤول في بداية الجملة، كما في: “أنْ تخلصوا خيرٌ لكم”، يمكن اعتبار “إخلاصكم خيرٌ لكم”، وبالتالي المصدر المؤول “أن تخلصوا” يأتي في محل رفع مبتدأ.
إذا اتخذ المصدر المؤول صفة الخبر لمبتدأ سبق له، كما في: “الحبُّ أن تخلصوا لمن تحبّون”، يمكن تقديره كالتالي: “الحبُّ إخلاصُكم لمن تحبّون”، وبالتالي “أن تخلصوا” يتموقع في محل رفع خبر.
يكون المصدر المؤول فاعلًا كما في: “يُعجبني أنّكَ مسافرٌ”، والتقدير: “يعجبني سفرُكَ”، فالمصدر المؤول “أنّك مسافر” يأتي في محل رفع فاعل.
يأتي المصدر المؤول نائب فاعل بعد فعل مبني للمجهول مثل قوله تعالى: “قل أوحي إليّ أنّه استمع نفرٌ من الجن”، حيث المصدر المؤول “أنّه استمع” يُعرَب في محل رفع نائب فاعل.
عند وقوع المصدر المؤول في النصب، مُمكن أن يأتي بعدة إعرابات أيضاً:
يكون المصدر المؤول مفعولاً به كما في: “أحبُّ أن تتواصلوا فيما بينكم”، حيث التقدير: “أحبُّ تواصلَكم”، وبالتالي “أن تتواصلوا” تأتي في محل نصب مفعول به.
تكون الحالة عندما يأتي المصدر المؤول بعد فعل يتطلب مفعولين. كما في: “ظننتُ أنّكَ مسافرٌ”، حيث “أنّ وما بعدها” تسد مسد مفعولي “ظنّ”.
عندما يرتبط الحرف المصدري مع فعله بمعنى الزمان، كما في: “سأخلصُ لأصدقائي ما حييتُ”، حيث: “ما حييتُ” تُعتبر لمدة حياتي، و”المصدر المؤول” يأتي في محل نصب على الظرفية الزمانية.
يمكن إعراب المصدر المؤول في حالة الجر عن طريق حالتين:
عند مجيء المصدر المؤول بعد اسم نكرة غير معرف أو بعد أسماء تدلُّ على الزمن أو المكان، كما في: “زرتُ صديقي قبل أن يسافر”، حيث “أن يسافر” تعود في محل جر بالإضافة.
توجد حالتان هنا:
إليكم بعض الأمثلة المتنوعة لتوضيح هذه القاعدة:
“أن تصوموا” يأتي كمصدر مؤول من “أن وما بعدها” في محل رفع مبتدأ، والتقدير هو: “صيامُكم خيرٌ لكم”.
“ما تبيّن” تُعتبر مصدر مؤول من “ما وما بعدها” في محل جر بالإضافة، والتقدير: “بعدَ بيانِهِ”.
“ما دمتُ حيًّا” تأتي كمصدر مؤول من “ما وما بعدها” في محل نصب على الظرفية الزمانية، والتقدير: “مدّةَ حياتي”.
“لكي لا يكون” تُعتبر كمصدر مؤول من “كي وما بعدها” في محل جر بحرف الجر.
“أنّ الله يعلم” تُعتبر مصدر مؤول من “أن وما بعدها” في محل نصب مفعول به للفعل “تر”، والتقدير: “ألم ترَ علمَ الله”.
“أن تذهبوا” تأتي كمصدر مؤول من “أن وما بعدها” في محل رفع فاعل، والتقدير: “يحزنني ذهابُكم”.
“ما أقام” تُعتبر كمصدر مؤول من “ما وما بعدها” في محل نصب على الظرفية الزمانية، والتقدير: “مدّة قيام عسيب”.
“لو وصفت” تُعتبر كمصدر مؤول من “لو وما بعدها” في محل رفع فاعل للفعل “ضرّك”، مشيرةً إلى: “ضرّك وصفُ شاعرٍ”.
إليكم مجموعة متنوعة من التدريبات حول إعراب المصدر المؤول:
ابحث عن المصادر المؤولة في الجمل الآتية وحدد مواقعها الإعرابية:
فيما يأتي جمل تحتوي على مصدر مؤول، قم بتحديد المصدر وأعرِبه:
في الجمل التالية، حوّل هذه المصادر الصريحة إلى مصادر مؤولة:
جملة المصدر الصريح | جملة المصدر المؤول |
ولبسُ عباءة وتقرّ عيني | |
يعجبني ذهابك إلى المدرسة | |
دراستُك خيرٌ لك. |
تجدر الإشارة إلى أن المصدر المؤول هو المصدر القيمة الممكنة بعد مجموعة من الحروف في اللغة العربية، ويتم إعرابه وفقًا لموقعه في الجملة والبنى المحيطة به. قد يتواجد كمبتدأ أو فاعل أو مفعول به، أو حتى في موضع جر.
أحدث التعليقات