إعراب الصفة وموصوفها: فهم العلاقة بين الكلمة والموصوف في اللغة العربية

العلاقة بين الصفة والموصوف

تتسم العلاقة بين الصفة والموصوف عند النحاة بالتطابق، وذلك لأهميتها في تحقيق التماسك داخل بناء الجملة. ويتحقق هذا التطابق في عدة جوانب، كما هو موضح أدناه:

  • المطابقة في الإعراب

عندما نقول: “هذا شاب مؤدب”، نجد أن الصفة “مؤدب” تتبع الموصوف “شاب”، حيث إن علامة إعراب الموصوف هي الضمة، كونها خبرًا للمبتدأ، والصفة مرفوعة بنفس العلامة التي تتابع الموصوف في الإعراب.

  • المطابقة في الإفراد والتثنية والجمع

عند قولنا: “مررت بفتاتين جميلتين”، يتضح أن الصفة “جميلتين” تتوافق مع الموصوف “فتاتين” في التثنية، وإذا كان الموصوف جمعًا، فإن الصفة يجب أن تكون أيضًا جمعًا.

  • المطابقة في التذكير والتأنيث

مثال ذلك: “هند فتاة مميزة” و”زيد فتى مميز”، حيث نلاحظ تطابق الصفة “مميزة” و”مميز” مع الموصوفين “هند” و”زيد” في التأنيث والتذكير.

  • المطابقة في التعريف والتنكير

عند قولنا: “هذا الطالب النشيط”، نجد أن الصفة “النشيط” تتطابق مع الموصوف “الطالب” من حيث التعريف. ويظهر الأمر ذاته في عبارة: “هذا طالب نشيط”، حيث تطابقت الصفة في التنكير.

كيفية إعراب الصفة والموصوف

من المهم ملاحظة أن هناك نوعين من الصفة (النعت): الأول هو النعت الحقيقي، والثاني هو النعت السببي. ولتفريق بينهما، يمكن مراجعة الجملتين التاليتين:

  • مررت برجلٍ شديد.
  • مررت برجلٍ شديدٍ ابنه.

في الجملة الأولى، نجد أن الصفة “شديد” تعتبر صفة حقيقية، لأنها تتبنى الموصوف “رجل” في الإعراب والإفراد والتذكير والتنكير. لذا، تُدعى الصفة “النعت” بالصفة الحقيقية لأنها تصف الموصوف الحقيقي بالكامل.

أما في الجملة الثانية، فإن الصفة “شديد” هنا تُعتبر صفة سببية، لأنها لا تصف الموصوف “رجل”، بل تصف عنصرًا مرتبطًا به وهو “ابنه”. وبالتالي، تُسمى هذه الصفة بالصفة السببية لأنها تصف الموصوف السببي، وليس الموصوف الحقيقي.

كذلك، نلاحظ أن الصفة السببية تتبع الموصوف الحقيقي فقط في علامات الإعراب، وفي التعريف والتنكير، بينما تتبع الموصوف السببي في التذكير والتأنيث.

فيما يخص الإفراد والتثنية والجمع، يجب إفراد الصفة السببية، حتى إذا كان الموصوف الحقيقي مثنى أو مجموعة مؤنثة، بينما في حالة جمع التكسير، يمكن أن تأتي الصفة السببية مفردة أو جمعًا.

إعراب الصفة الحقيقية وموصوفها

تعرب الصفة الحقيقية وفقًا لحركة إعراب الموصوف. إذا كان الموصوف مرفوعًا، كانت الصفة مرفوعة، وإذا كان منصوبًا، كانت الصفة منصوبة، وإذا كان مجرورًا، كانت الصفة مجرورة. هذا لأنها “النعت” تعد من التوابع التي تتبع حركة ما قبلها. ومن الأمثلة على ذلك:

  • قال طرفة بن العبد في ديوانه:

وَإِنّي لَأَمضي الهَمَّ عِندَ اِحتِضارِهِ ** بِعَوجاءَ مرقال تَروحُ وَتَغتَدي

  • بعوجاءَ: الباء حرف جر مبني على الكسر لا محل له من الإعراب، وعوجاء اسم مجرور علامة جره الفتحة لأنه ممنوع من الصرف.
  • مرقال: صفة حقيقية للموصوف “عوجاء” مجرورة بالكسرة الظاهرة على آخرها.
  • رأيت شابًا موهوبًا.
    • شابًا: مفعول به منصوب وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة على آخره.
    • موهوبًا: صفة حقيقية للموصوف “شابًا” منصوبة وعلامة نصبها الفتحة الظاهرة على آخره.

إعراب الصفة السببية وموصوفها

كما ذكرنا، فإن الصفة السببية تتبع الموصوف الحقيقي الذي يتقدمها في الإعراب. إذا كان الموصوف الحقيقي مرفوعًا، كانت الصفة السببية مرفوعة، وإذا كان منصوبًا كانت الصفة منصوبة، وإذا كان مجرورًا كانت الصفة مجرورة. أما ما يتعلق بالموصوف السببي الذي يلي الصفة، فإنه يُعرب: فاعلًا أو نائب فاعل حسب نوع الصفة. ومن الأمثلة على ذلك:

  • هذه جامعة نظيفة قاعاتها.
    • جامعة: خبر المبتدأ مرفوع وعلامة رفعه، الضمة الظاهرة على آخره.
    • نظيفة: صفة حقيقية سببية مرفوعة، وعلامة رفعها الضمة الظاهرة على آخرها.
    • قاعاتها: فاعل للصفة المشبهة “نظيفة” مرفوع، وعلامة رفعه الضمة، والهاء ضمير متصل مبني على السكون، في محل جر مضاف إليه.
  • سمعتُ الشاعر القوي صوته.
    • الشاعر: مفعول به منصوب، وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة على آخره.
    • القوي: صفة سببية منصوبة، وعلامة نصبها الفتحة الظاهرة على آخرها.
    • صوته: فاعل للصفة المشبهة “قوي” مرفوع، وعلامة رفعه الضمة الظاهرة على آخره، والهاء: ضمير متصل، مبني على السكون، في محل جر مضاف إليه.

أمثلة على إعراب الصفة والموصوف

إليكم مجموعة متنوعة من الأمثلة على إعراب الصفة، بصيغتيها مع الموصوف:

  • مررتُ بطالبة نشيطة.
    • مررت: فعل ماضٍ مبني على السكون؛ لاتصاله بتاء الفاعل، والتاء: ضمير متصل مبني على الضم، في محل رفع فاعل.
    • بطالبة: الباء حرف جر مبني على الكسر، طالبة اسم مجرور بحرف الجر، وعلامة جرها الكسرة الظاهرة على آخره.
    • نشيطة: صفة حقيقية للموصوف “طالبة” مجرورة، وعلامة جرها الكسرة الظاهرة على آخرها.
  • مررت برجل مكسور ابنه.
    • مررت: فعل ماضٍ مبني على السكون؛ لاتصاله بتاء الفاعل، والتاء: ضمير متصل مبني على الضم” ،في محل رفع فاعل.
    • برجل: الباء حرف جر مبني على الكسر، لا محل له من الإعراب، رجل: اسم مجرور بحرف الجر، وعلامة جره الكسرة الظاهرة على آخره.
    • مكسور: صفة سببية مجرورة، وعلامة جرها الكسرة الظاهرة على آخرها.
    • ابنه: نائب فاعل لاسم المفعول، مرفوع وعلامة رفعه الضمة، والهاء ضمير متصل مبني على السكون، في محل جر مضاف إليه.
  • قابلت رجالًا قويين.
    • قابلتُ: فعل ماضٍ مبني على السكون، لاتصاله بتاء الفاعل، والتاء: ضمير متصل، مبني على الضم، في محل رفع فاعل.
    • رجالًا: مفعول به منصوب، وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة على آخره.
    • قويين: صفة حقيقية منصوبة، وعلامة نصبها الياء؛ لأنها جمع مذكر سالم.
  • هذا طفلٌ جميلٌ.
    • هذا: اسم إشارة مبني على السكون، في محل رفع مبتدأ.
    • طفل: خبر المبتدأ مرفوع، وعلامة رفعه الضمة الظاهرة على آخره.
    • جميل: صفة حقيقية للموصوف: “طفل” مرفوعة، وعلامة رفعها، الضمة الظاهرة على آخره.
  • رأيت المعلم المجتهد ابنه.
    • رأيت: فعل ماضٍ مبني على السكون؛ لاتصاله بتاء الفاعل، والتاء: ضمير متصل مبني على الضم، في محل رفع فاعل.
    • المعلم: مفعول به منصوب، وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة على آخره.
    • المجتهد: صفة سببية منصوبة، وعلامة نصبها الفتحة الظاهرة على آخرها.
    • ابنه: فاعل لاسم الفاعل، “المجتهد” مرفوع، وعلامة رفعه الضمة، والهاء: ضمير متصل مبني على السكون، في محل جر مضاف إليه.

تدريبات على إعراب الصفة والموصوف

أقدم مجموعة من التدريبات المتنوعة على إعراب الصفة والموصوف، لتوضيح المعلومات أكثر:

صوب الخطأ في الجمل التالية

  • تكلمت مع شخصٍ نشيطًا.
  • رأيت معلمةً جميل في المدرسة.
  • هؤلاء المعلمون رائعين.
  • هذا ولدٌ سيئ سيرته.

اضبط الكلمات التي تحتها خط

  • رأيتُ طالبًا محمودة أخلاقه.
  • هذا العامل نظيفة ملابسه.
  • سلمتُ على المعلم الرائع.
  • رأيت مهندسًا مهذبًا.

أعرب الكلمات التي تحتها خط

  • رأيتُ رجلًا سبَاقة يده لفعل الخير.
  • أحمد شيخٌ مهذبٌ.
  • هذان طالبان كسولان.
  • شاهدتُ بيتًا صغيرةً غرفه.
Published
Categorized as معلومات عامة