ما هو شبه الجملة؟

شبه الجملة تشير إلى الظرف أو الجار والمجرور اللذين يتعلقان بالفعل أو الاسم، وسُميت بذلك لأنها تتكون من كلمتين أو أكثر، فهي ليست كلمة واحدة ولا جملة كاملة في تركيبها والمعنى المقصود منها، لذا تُعرف بشبه الجملة. وغالبًا ما تعبر عن الزمان أو المكان. يرى النحاة أن شبه الجملة أحيانًا يمكن أن تحل محل الجملة الأصلية وتعبر عن معناها.

إعراب شبه الجملة

قبل التطرق إلى إعراب شبه الجملة، من المهم توضيح مفهوم يرتبط ارتباطًا وثيقًا بها، سواء كانت ظرفية أو جار ومجرور، وهو موضوع التعلق. نستعرض في السطور التالية تعريف هذا المفهوم.

التعلق في النحو العربي

تعتبر شبه الجملة بكلا نوعيها غير قادرة على نقل معنى واضح دون التعلق بالفعل أو الاسم، سواء كانا ظاهرين أو مقدرين. لذلك، يعد التعلق أمرًا ضروريًا بالنسبة للنحاة. وعندما يتعلق الظرف أو الجار والمجرور بكلمة معينة، فإنه يضيف معنىً فرعياً يعزز من المعنى الكلي الذي تشير إليه الكلمة، سواء كانت اسمًا أم فعلًا. بالتالي، يمكن تعريف التعلق على أنه صلة الفعل أو ما يشابهه بشبه الجملة إلى المعنى.

على سبيل المثال: إذا قلنا “سافر زيد”، يتضح أن العبارة تعبر عن معنى واضح وهو سفر زيد. لكن إذا قلنا “سافر زيد يوم الجمعة”، يتضح أن فعل السفر تم في يوم الجمعة، وبالتالي فإن وجود الظرف يضيف معنى فرعياً مرتبطًا بالفعل “سافر”، ويمكننا الاستغناء عنه في حال كانت الجملة تعطينا معنىً كاملاً يمكن الإكتفاء به.

إعراب شبه الجملة الظرفية

شبه الجملة الظرفية قد تعبر عن مكان وقوع الفعل، كما في قوله “وضعت الكتاب فوق الطاولة”، أو عن زمان حدوث الفعل، مثل قولنا “أفطر الصائم بعد المغرب”. وتعرب شبه الجملة الظرفية على النحو التالي:

• وضعتُ الكتاب فوق الطاولة:
  • وضعتُ: فعل ماضٍ مبني على السكون لاتصاله بتاء الفاعل، والتاء ضمير متصل مبني على الضم في محل رفع فاعل.
  • الكتاب: مفعول به منصوب وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة على آخره.
  • فوق: ظرف مكان منصوب وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة على آخره.
  • الطاولة: مضاف إليه مجرور وعلامة جره الكسرة الظاهرة على آخره، وشبه الجملة الظرفية متعلق بالفعل “وضعت”.

• أفطر الصائم بعد المغرب:
  • أفطر: فعل ماضٍ مبني على الفتح.
  • الصائم: فاعل مرفوع وعلامة رفعه الضمة الظاهرة على آخره.
  • بعد: ظرف زمان منصوب وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة على آخره.
  • المغرب: مضاف إليه مجرور وعلامة جره الكسرة الظاهرة على آخره، وشبه الجملة الظرفية متعلق بالفعل “أفطر”.

• كانت إذاعة المدرسة يوم الثلاثاء:
  • كانت: فعل ماضٍ ناسخ مبني على الفتح، والتاء للتأنيث ضمير متصل مبني على السكون لا محل له من الإعراب.
  • إذاعة: اسم كان مرفوع وعلامة رفعه الضمة الظاهرة على آخره، وهو مضاف.
  • المدرسة: مضاف إليه مجرور وعلامة جره الكسرة الظاهرة على آخره.
  • يوم: ظرف زمان منصوب وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة على آخره، وهو مضاف.
  • الثلاثاء: مضاف إليه مجرور وعلامة جره الكسرة الظاهرة على آخره، وشبه الجملة الظرفية متعلق بمحذوف خبر كان تقديره “كائن”.

إعراب شبه الجملة الجار والمجرور

تتميز حروف الجر بتعددها واختلاف معانيها، وهي تتعلق فقط بالأسماء حيث تقوم بجرها إما بحركة ظاهرة أو مقدرة وفقاً لآخر الاسم. وتُعرب حروف الجر كحروف مبنية دائماً، وتتعلق شبه الجملة الجار والمجرور بالاسم أو الفعل لإكمال المعنى. إذا وردت بدون ما يتعلق بها، فقد يصبح المعنى غامضاً. وفيما يلي الإعراب:

• رجع عمرو من سفره:
  • رجع: فعل ماضٍ مبني على الفتح.
  • عمرو: فاعل مرفوع وعلامة رفعه الضمة الظاهرة على آخره.
  • من: حرف جر مبني على السكون لا محل له من الإعراب.
  • سفره: اسم مجرور بحرف الجر وعلامة جره الكسرة الظاهرة على آخره، والهاء ضمير متصل مبني على السكون في محل جر مضاف إليه، وشبه الجملة الجار والمجرور متعلقان بالفعل “رجع”.

• زار المعلم الطالب في المشفى:
  • زار: فعل ماضٍ مبني على الفتح.
  • المعلم: فاعل مرفوع وعلامة رفعه الضمة الظاهرة على آخره.
  • الطالب: مفعول به منصوب وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة على آخره.
  • في: حرف جر مبني على السكون لا محل له من الإعراب.
  • المشفى: اسم مجرور بحرف الجر وعلامة جره الكسرة المقدرة على آخره للتعذر، وشبه الجملة الجار والمجرور متعلقان بالفعل “زار”.