تُعرَف النواسخ في اللغة العربية على أنها عبارات تدخل على الجملة الاسمية لتغيير حكمها إلى حكم آخر. تنقسم النواسخ إلى قسمين: أفعال وحروف، حيث تشمل الأفعال التي ترفع المبتدأ تنصب الخبر، والأفعال التي تنصب المبتدأ والخبر، بالإضافة إلى الحروف التي تؤثر في إعراب المبتدأ والخبر. ومن الأفعال المستخدمة في النواسخ: كان وأخواتها، وأفعال المقاربة والرجاء والشروع، بالإضافة إلى ظن وأخواتها. فيما يلي تفاصيل إعراب كل نوع من هذه الأفعال:
تُعتبر “كان” وأخواتها أفعالًا ناقصة، وعددها ثلاثة عشر فعلًا وهي: (كان، ظل، بات، أصبح، أضحى، أمسى، صار، ليس، زال، برح، فتئ، انفك، دام). تدخل “كان” وأخواتها على المبتدأ فترفعه ويسمى اسمها، وتدخل على الخبر فتُنصِبه ويسمى خبرها، وتنقسم من حيث العمل إلى:
وهي ثمانية أفعال: “كان، أمسى، أصبح، أضحى، ظل، بات، صار، ليس”، كما في المثال التالي:
كان المسجدُ مزدحمًا
كلمة “كان” فعل ماضٍ ناقص مبني على الفتح الظاهر على آخره. “المسجدُ” هو اسم “كان” مرفوع وعلامة رفعه الضمة الظاهرة على آخره. “مزدحمًا” هو خبر “كان” منصوب وعلامة نصبه تنوين الفتح الظاهر على آخره.
وهي أربعة أفعال: “زال، انفك، فتئ، برح”، كما في المثال:
ما فتئ الظلامُ منتشرًا
عبارة “ما فتئ” فعل ماضٍ ناقص مبني على الفتح الظاهر على آخره. “الظلامُ” هو اسم “ما فتئ” مرفوع وعلامة رفعه الضمة الظاهرة على آخره. “منتشرًا” هو خبر “ما فتئ” منصوب وعلامة نصبه تنوين الفتح الظاهر على آخره.
وهو فعل واحد: “دام”، كما في المثال:
{وَأَوْصَانِي بِالصَّلَاةِ وَالزَّكَاةِ مَا دُمْتُ حَيًّا}
“ما دمتُ” فعل ماضٍ ناقص مبني على السكون لاتصاله بتاء المتكلم، والتاء ضمير متصل مبني في محل رفع اسم “ما دام”. “حيًا” هو خبر “ما دام” منصوب وعلامة نصبه تنوين الفتح الظاهر على آخره.
تُسمى هذه الأفعال “كاد وأخواتها” وتعمل عمل “كان وأخواتها”، ولكن تختلف عنها في شرط خبرها، حيث يجب أن يكون جملة فعلية مصدرة بأن أو غير مصدرة. وتنقسم من حيث العمل إلى:
تدل على قرب حدوث الخبر، ومنها: (كاد، أوشك، كرب)، ويجوز لخبرها أن يكون مصدرًا بأن، ولكنه غالبًا ما يأتي مجردًا من (أن)، مثل:
أوشكَ القطارُ أن يصلَ.
كلمة “أوشكَ” فعل ماضٍ ناقص مبني على الفتح الظاهر على آخره. “القطارُ” هو اسم “أوشك” مرفوع وعلامة رفعه الضمة الظاهرة على آخره. “أن” حرف مصدري ونصب مبني على السكون لا محل له من الإعراب. “يصلَ” فعل مضارع منصوب وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة على آخره، والفاعل ضمير مستتر تقديره هو، المصدر المؤول من (أن يصلَ) في محل نصب خبر “أوشك”.
تشير إلى الأمل في وقوع الخبر، وهي (عسى، حرى، اخلولق). يمكن للفعل “عسى” أن يأتي خبره بـ (أن) وأيضًا بدونها، أما (حرى، اخلولق) فيجب أن يأتي خبرها ب (أن)، مثل:
عسى العروبةُ أن تصحو.
كلمة “عسى” فعل ماضٍ ناقص مبني على الفتح المقدر على الألف منع من ظهوره التعذر. “العروبةُ” هي اسم “عسى” مرفوع وعلامة رفعه الضمة الظاهرة على آخره. “أن” حرف مصدري ونصب مبني على السكون لا محل له من الإعراب. “تصحو” فعل مضارع منصوب وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة على آخره، والفاعل ضمير مستتر تقديره هي، المصدر المؤول من (أن تصحو) في محل نصب خبر “عسى”.
تشير إلى البدء بفعل الخبر، والكثير منها: (شرع، أنشأ، طفق، أخذ، بدأ، جعل، هلهل، هبَّ). يجب أن تكون هذه الأفعال بمعنى (شرع) وإلا فإنها تخرج من هذا السياق. يتوجب في خبر هذه الأفعال أن يتجرد من (أن)، كما في المثال:
هبَّتْ الرياحُ تشتدُ.
كلمة “هبَّتْ” فعل ماضٍ ناقص مبني على الفتح الظاهر على آخره، والتاء تاء التأنيث الساكنة لا محل لها من الإعراب. “الرياحُ” اسم “هبَّ” مرفوع وعلامة رفعه الضمة الظاهرة على آخره. “تشتدُ” فعل مضارع مرفوع وعلامة رفعه الضمة الظاهرة على آخره، والفاعل ضمير مستتر تقديره هي، والجملة الفعلية (تشتد) في محل نصب خبر “هبَّ”.
بعض الأفعال الناسخة تؤدي إلى تحويل المبتدأ والخبر إلى مفعولين منصوبين، ولا يمكن الاستغناء عن أي منهما.
سميت بذلك لأنها تتعلق بمعاني القلب مثل اليقين والشك والإنكار، وتنقسم إلى قسمين:
أفعال اليقين التي تشير إلى حدوث الفعل، ومنها: (علم، وجد، درى، ألفى، تعلَّم، رأى)، كما في المثال:
كلمة “علمتُكَ” فعل ماضٍ مبني على السكون لاتصاله بتاء المتكلم، والتاء ضمير متصل مبني في محل رفع فاعل، والكاف ضمير متصل مبني في محل نصب مفعول به أول. “مناضلًا” مفعول به ثانٍ منصوب وعلامة نصبه تنوين الفتح الظاهر على آخره.
أفعال الرجحان التي تدل على احتمال حدوث الفعل (ظن وأخواتها)، وهي: (ظن، خال، حسب، زعم، عدَّ، حج، هبْ)، كما في المثال:
كلمة “ظننتُ” فعل ماضٍ مبني على السكون لاتصاله بتاء المتكلم، والتاء ضمير متصل مبني في محل رفع فاعل. “الدراسةَ” مفعول به أول منصوب وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة على آخره. “سهلةً” مفعول به ثانٍ منصوب وعلامة نصبه تنوين الفتح الظاهر على آخره.
تُفيد التحويل من حال إلى حال، ومنها: (صيَّرَ، جعل، اتخذ، ترك، حوَّل، ردَّ)، كما في المثال:
كلمة “صيّرَ” فعل ماضٍ مبني على الفتح الظاهر على آخره. “الحائكُ” فاعل مرفوع وعلامة رفعه الضمة الظاهرة على آخره. “القماشَ” مفعول به أول منصوب وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة على آخره. “ثوبًا” مفعول به ثانٍ منصوب وعلامة نصبه تنوين الفتح الظاهر على آخره.
توضح الفقرات السابقة أنواع النواسخ الفعلية وإعرابها، وفيما يلي إعراب بعض الشواهد القرآنية والشعرية للنواسخ الفعلية:
كلمة “ووجدكَ” تتكون من الواو حرف عطف، و”وجدَ” فعل ماضٍ مبني على الفتح، والفاعل ضمير مستتر تقديره هو، والكاف ضمير متصل مبني في محل نصب مفعول به أول. “ضالًا” مفعول به ثانٍ منصوب وعلامة نصبه تنوين الفتح الظاهر على آخره.
عبارة “إنهم” تتكون من “إنَّ”: حرف توكيد ونصب، و”هم”: ضمير متصل مبني في محل نصب اسم إن. “يرونه” فعل مضارع مرفوع وعلامة رفعه ثبوت النون، والواو ضمير متصل مبني في محل رفع فاعل، والهاء ضمير متصل مبني في محل نصب مفعول به أول، والجملة الفعلية في محل رفع اسم إن. “بعيدًا” مفعول به ثانٍ منصوب وعلامة نصبه تنوين الفتح الظاهر على آخره.
كلمة “لستُ”: فعل ماضٍ ناقص مبني على السكون لاتصاله بتاء المتكلم، والتاء ضمير متصل مبني في محل رفع اسم ليس. “زائلًا” خبر ليس منصوب وعلامة نصبه تنوين الفتح الظاهر على آخره.
كلمة “طفقا” فعل ماضٍ ناقص مبني على الفتح الظاهر على آخره، وألف الاثنين ضمير متصل مبني في محل رفع اسم طفق. “يخصفان” فعل مضارع مرفوع وعلامة رفعه ثبوت النون لأنه من الأفعال الخمسة، وألف الاثنين ضمير متصل مبني في محل رفع فاعل، والجملة الفعلية (يخصفان) في محل نصب خبر طفق.
بعد الاطلاع على ما سبق، يمكن أن تعزز بعض التدريبات المعلومات المكتسبة. وفيما يلي بعض التدريبات على النواسخ الفعلية:
المثال | النواسخ الفعلية | نوع النواسخ الفعلية |
أمسى الرجلُ سعيدًا | ||
عسى الدعاءُ أن يُجابَ | ||
ظننتُ الجوَ مشمسًا | ||
وجدتُ البيتَ هادئًا | ||
ما زال التعديلُ جاريًا |
تم تناول أنواع النواسخ الفعلية وكيفية إعرابها، حيث يُعرَب ما بعد “كان” وأخواتها وكذلك أفعال المقاربة والرجاء والشروع اسمًا لها يليها خبرها. بينما تأتي أفعال القلوب والتحويل بعدها فاعل، ومفعول به أول، ومفعول به ثانٍ.
أحدث التعليقات