تعتبر إطارات المركبات عناصر حيوية تتعرض للتآكل مع مرور الوقت، مما يؤدي إلى فقدان صلاحيتها للاستخدام. ومن هنا ظهرت مفهوم إعادة تدوير الإطارات، وهي عملية تهدف إلى تحويل الإطارات القديمة أو التالفة إلى مواد قابلة للاستخدام في مجموعة متنوعة من الصناعات. ويُظهر التآكل المستمر على الإطارات الحاجة المُلحة لهذه العملية.
تُعتبر إعادة تدوير الإطارات من أنجح مشاريع معالجة النفايات، حيث انخفضت الكميات المخزنة من الإطارات في مكبات النفايات من مليار دولار إلى 60 مليون دولار خلال الفترة بين عامي 1991 و2017.
تتطلب عملية إعادة تدوير الإطارات مجموعة من الخطوات، والتي تشمل:
تُعتبر مرحلة جمع الإطارات القديمة الخطوة الأولى، حيث يتم تجميع الإطارات التالفة أو غير المرغوب فيها من مختلف نقاط التجميع مثل مكبات النفايات.
تتبع هذه الخطوة معالجة الإطارات المجمعة من خلال نقلها إلى مصانع متخصصة، حيث يتم تقطيعها إلى قطع صغيرة لتسهيل التعامل معها. تقوم آلات المتخصصة بتقليل حجم الإطارات لأدنى مستوى ممكن.
الخطوة التالية تشمل فصل الأسلاك المعدنية من المطاط بواسطة عملية الغربلة، ليتم توجيه هذه الأسلاك إلى مصانع تصنع العجلات الجديدة بينما يتم استخدام قطع المطاط الصغيرة في صناعة العشب الاصطناعي للملاعب.
في هذه المرحلة، ينبغي فرز المطاط بدقة حسب الحجم والتأكد من عدم وجود بقايا أسلاك معدنية قبل التخلص من الزوائد غير المرغوبة.
تشمل مرحلة التنظيف معالجة المطاط المفروز باستخدام الماء ومواد التنظيف للحصول على نتائج أفضل.
تشكل هذه المرحلة الأخيرة من عملية إعادة التدوير، حيث يتم تغليف القطع النظيفة من المطاط ويتم تسليمها للمصانع التي تحتاجها كمواد خام، مثل مصانع الأحذية ومصانع العشب الاصطناعي.
تساهم عملية إعادة تدوير الإطارات في عدة مجالات مهمة، تتلخص أبرز فوائدها في:
يمكن استخدامها في صناعات مثل الأرضيات المطاطية وقطع المطاط المستخدمة في تصنيع العشب الملاعب، بالإضافة إلى ملفات الأسلاك الحديدية.
الإطارات تُشكل عبئًا على مكبات النفايات لأنها غير قابلة للتحلل، مما يسبب تلوث الموارد الطبيعية وضررًا للحياة البرية.
تعمل الإطارات كأماكن لتكاثر الآفات الحشرية مثل البعوض، مما يتطلب التخلص منها تقليلاً للمخاطر الصحية.
على الرغم من أن الإطارات يمكن أن تُستخدم كوقود، إلا أن حرقها ينتج عنه تلوث بيئي كبير يؤثر على الهواء والتربة والمياه.
تنتج عملية إعادة تدوير الإطارات عدة منتجات ثانوية ذات فائدة، تشمل:
يمكن استخدامه في مشاريع البناء والأشغال العامة، مثل الدعم الأسمنتي وتسوية المنحدرات وإصلاح الطرق.
تُستخدم بشكل واسع في تغطية أرضيات الملاعب لألعاب الأطفال، حيث تقوم بامتصاص الصدمات وتحسين أمان الأماكن المخصصة للأطفال.
تحتوي الإطارات على نحو 20% من الفولاذ، والذي يمكن استخراجه وإعادة استخدامه في عمليات التصنيع.
تتكون الإطارات أيضًا من أكثر من 15% من النايلون والألياف، يمكن استخراجها لاستخدامها في منتجات أخرى مثل مواد التنظيف والسجاد.
تمثل عملية إعادة تدوير الإطارات تحديات كبيرة بسبب متطلبات الأدوات والتقنيات. ومن أبرز هذه التحديات:
تُسبب الإطارات الكبيرة عبئًا في مكبات النفايات، وعادةً ما يتم حرقها لتوفير مساحة، مما يؤدي إلى تلوث الهواء.
يمكن أن تؤدي الإطارات إلى تلوث التربة بمكونات سامة، مما يزيد من مخاطر تلوث المياه الجوفية.
يميل المطاط المُعاد تدويره إلى أن يكون أقل جودة من المطاط الجديد، مما يُقلل من عمر استخدامه.
يمكن إعادة استخدام الإطارات القديمة بطرق بسيطة وفعّالة لتلبية احتياجات متعددة، ومن أبرز هذه الاستخدامات:
بشكل عام، تعتبر إعادة تدوير الإطارات عملية تحويل قيمة تعود بالنفع الاقتصادي والبيئي، من خلال جمع الإطارات التالفة، وتقطيعها، وفصل مكوناتها، ثم تنظيفها وتغليفها بهدف تصنيع منتجات جديدة، مما يُساهم في تقليل الضغط على مكبات النفايات ومنع انتشار الأمراض والحد من الحرائق.
أحدث التعليقات