شهدت العصور الوسطى في العالم الإسلامي ظهور نخبة من أبرز المفكرين الطبيين الذين ساهموا في تقدم الطب والجراحة. قام هؤلاء العلماء بتأسيس المستشفيات وتطوير أساليب الرعاية الصحية. وفيما يلي يتم استعراض أبرز إنجازات العلماء المسلمين في هذا المجال:
تم إنشاء أول مركز طبي في بلاد فارس خلال القرن السادس الميلادي، حيث أدار الطبيب الإسلامي الشهير الرازي مستشفى أوديدي في بغداد، الذي ضم أكثر من عشرين طبيبًا. وقد تميزت المستشفيات الإسلامية آنذاك باستخدام المطهرات مثل الكحول والخل وماء الورد بشكل فعال لتنظيف الجروح.
قدّم ابن النفيس اكتشافًا مهمًا يتعلق بالقلب، حيث أشار إلى أن له نصفين وأن الدم يمر عبر الرئتين أثناء انتقاله بين جانبي القلب. كما أوضح أن القلب يتغذى عبر الشعيرات الدموية. بالإضافة إلى تقديمه لوصف الدورة الدموية، دعا ابن النفيس إلى أهمية التشريح لفهم علم التشريح وعلم وظائف الأعضاء.
اعترف الأطباء المسلمون بوجود أمراض معدية مثل الجذام والجدري والأمراض الجنسية. وقد أضاف ابن سينا مرض السل وقام بوصف كيفية انتشار هذه الأمراض وتحديد طرق الحجر الصحي اللازمة لمكافحتها.
أسس الطبيب العربي الزهراوي، الذي عاش في القرن العاشر، أسس الجراحة في الأندلس بمدينة قرطبة، حيث خدم كطبيب للخليفة الحكم الثاني. وقد اخترع الزهراوي أكثر من 200 أداة جراحية ولا يزال الكثير منها مستخدمًا حتى اليوم، مثل الملقط والمنظار وخيوط المنظار.
ركز الصيادلة المسلمون على التجربة العملية واستخدموا المواد ذات التأثير الإيجابي على المرضى. ومع تقدم علم العقاقير الإسلامي، اكتشف علماء مثل الرازي وابن سينا والكندي العديد من المواد العلاجية التي تُستخدم في المواقع الصيدلانية.
كان أبو بكر الرازي، الطبيب والفيلسوف والكيميائي والصيدلاني، والذي عاش بين عامي 865 و935م، من أبرز العلماء. يُعتبر الرازي رائدًا في تمييز مرض الحصبة عن الجدري، واكتشافه عدد من المركبات الكيميائية، بما في ذلك الكيروسين.
كان أيضًا من أوائل الأطباء الذين كتبوا عن علم المناعة والحساسية، وأشار التاريخ إلى اكتشافه للربو التحسسي. كما كان له الفضل في وصف الحمى كآلية دفاعية ضد الأمراض والعدوى، وقد شغل منصب كبير الأطباء في مستشفيات بغداد، بينما ألف أكثر من 200 كتاب ومقال علمي.
يعد ابن سينا أحد أهم العلماء في التاريخ، حيث وُصِف بأنه أبو الطب الحديث في العصور الوسطى. بدأت مسيرته الطبية في سن ال13، وبدأ ممارسة الطب في عمر 16 سنة. من أبرز اكتشافاته كان التعرف على إمكانية انتقال الأمراض عبر الهواء.
كما كان الأول الذي حدد بدقة الفرق بين شلل الوجه المركزي والمحيطي، وأجرى أبحاثًا رائدة حول الحالات النفسية.
أحدث التعليقات