يعتبر البشير الإبراهيمي أحد أبرز العلماء في مجال الدعوة والجهاد في الجزائر خلال آخر فترة من الاحتلال الفرنسي، وكذلك في مرحلة الاستقلال وما بعدها. لقد استثمر قلمه ومعارفه في خدمة الأمة الإسلامية والدفاع عن اللغة العربية وبلده. نتيجة لمساهماته العديدة، تم وضعه تحت الإقامة الجبرية حتى وفاته.
لقد عُرف الإبراهيمي كأحد الشخصيات العلمية البارزة، حيث اجتمع فيه العلم والشرف والقوة. كان بمثابة حائط صد أمام الخطط الاستعمارية والمطامع الأجنبية في الجزائر، حيث وقف ضد محاولات طمس الهوية اللغوية والدينية والثقافية في بلده. قاد جهود التغيير والإصلاح ونبذ كافة المشاريع التدميرية التي كانت تهدف إلى إضعاف البلاد.
قدّم البشير الإبراهيمي مساهمات عديدة في مختلف القضايا الجزائرية والإسلامية، ومن أبرز ما قدمه للحضارة الإنسانية ما يلي:
نشأ الشيخ في ظروف خاصة فرضها الاستعمار على الجزائر، وعلى بقية البلدان العربية والإسلامية، مما أوقع الأمة في حالة من القهر والانحطاط خلال تلك الفترة.
وُلِد الشيخ البشير الإبراهيمي يوم الخميس، 13 يونيو 1889م، الموافق 14 شوال 1306هـ، لعائلة لها مكانتها العلمية في قرية رأس الوادي شرقي الجزائر. بدأ دراسة القرآن الكريم في سن الثالثة على يد عمه الشيخ المكي الإبراهيمي، الذي كان له الفضل في تنشئته دينيًا وعلميًا وثقافيًا.
حفظ الشيخ القرآن الكريم كاملاً في سن التاسعة، ثم درس ألفية ابن معط الجزائري وابن مالك، وألفيتي السير والأثر للحافظ العراقي. بعد وفاة عمه في سن الرابعة عشر، تولى تدريس الطلاب حتى بلوغه سن العشرين، حين اضطر للهجرة إلى المدينة المنورة متخفيًا خوفًا من انتقام الفرنسيين.
مر الشيخ بالبداية بمدينة القاهرة قبل وصوله للمدينة المنورة، حيث حضر العديد من دروس العلم في مجلس الأزهر. وعند وصوله إلى المدينة، التقى بعدد من المشايخ أبرزهم الشيخ العزيز الوزير التونسي، والشيخ حسين أحمد الفيض أبادي الهندي، وتعلّم العديد من العلوم، بما في ذلك علوم الحديث والرواية والتفسير.
توفي الشيخ البشير الإبراهيمي في منزله تحت الإقامة الجبرية التي فرضتها القوات الفرنسية قبل الاستقلال، وأيضًا من قبل الحكومة الجزائرية بعد انتهاء الاحتلال. كان ذلك يوم الخميس، 20 مارس 1965م، والذي يعتبر يومًا مشهودًا في التاريخ.
أحدث التعليقات