تتعدد طرق التخلص من الشعر غير المرغوب فيه، بدءًا من القص والحلاقة وصولًا إلى الشمع وغيرها، ورغم أن لكل منها مزايا خاصة، إلا أنها تفتقر إلى الفعالية في إيقاف نمو الشعر بشكل دائم. تعتبر تقنية إزالة الشعر بالليزر وسيلة حديثة ومريحة تهدف إلى التخلص من الشعر نهائيًا، وذلك عن طريق توجيه حزمة ضوء مركزة إلى بصيلات الشعر، حيث تمتص هذه الصبغة الضوء مما يؤدي إلى تلف البصيلات نتيجة الارتفاع الملحوظ في الحرارة.
تتسم تقنية إزالة الشعر بالليزر بالانتقائية، حيث يتم توجيه الضوء على المنطقة المستهدفة نحو صبغة الشعر الطبيعية التي تمتص ذلك الضوء حتى تصل الحرارة إلى جذع الشعرة، مما يؤدي إلى تدمير بصيلة الشعر وتوقفها عن النمو. من المهم الإشارة إلى أن العملية تتطلب عدة جلسات نظرًا لوجود مراحل متعددة لدورة حياة الشعر، والتي تشمل مرحلة السكون، المرحلة الانتقالية ومرحلة النمو. لذا، يحتاج الشعر الموجود في مرحلة السكون بعض الوقت ليظهر على السطح ويكون عرضة للتأثيرات الناتجة عن الليزر. وتتراوح فترة العلاج الكامل ما بين شهرين إلى ثلاثة أشهر.
تعمل نبضات الليزر على معالجة العديد من الشعيرات في أجزاء من الثانية، وتستغرق جلسة الليزر الواحدة حوالي ساعة للتعامل مع مناطق واسعة مثل الظهر. بينما يحتاج العلاج في مناطق مثل المنطقة فوق الشفتين لبضع دقائق فقط. يمكن ملاحظة بعض النتائج بدءًا من الجلسة الثالثة للعلاج، وتختلف فترة العلاج حسب المنطقة؛ فمثلاً، منطقة فوق الشفتين التي تنمو بسرعة قد تحتاج إلى أربعة إلى ثمانية أسابيع، بينما منطقة الظهر قد تتطلب فترة تصل إلى ستة عشر أسبوعًا.
تعتبر طريقة إزالة الشعر بالليزر وسيلة دائمة إلى حد كبير، رغم أن بعض الشعر قد يعود للنمو مجددًا، إلا أنه يظهر بشكل أضعف وأفتح مقارنةً بالسابق. حتى في حال لم يتم القضاء على بصيلة الشعر بالكامل، فإنها تتعرض لضعف كبير. للتخلص من الشعر الخفيف الذي ينمو من جديد يُنصح بإجراء جلسات متباعدة بعد العلاج لضمان عدم عودته نهائيًا، وإذا استمر الشعر في النمو، يمكن البحث عن خيارات أخرى لإزالته مثل النتف. تعتمد سرعة عودة الشعر على كيفية تمرره بالمراحل الثلاث لنموه، والتي تختلف من شخص لآخر، حيث ينمو بعض الأشخاص أسرع من غيرهم، ويحتاج الشعر في مرحلة السكون إلى وقت أطول ليظهر. وعادةً ما تعتمد فرص الرجوع للنمو على طبيعة الشعر ومهارة المعالج الذي يقدم جلسة الليزر.
يلعب لون البشرة ونوع وشكل الشعر دورًا حيويًا في فعالية إزالة الشعر باستخدام الليزر. فالبشرة الفاتحة مع الشعر الأسود تُعتبر الأكثر ملاءمة للعلاج، نظرًا لتجمع الصبغة في الشعر مما يسهل على الليزر استهداف جذع الشعر ومن ثم الوصول إلى البصيلات لتدميرها. يحتاج الأفراد ذوو البشرة الداكنة أو الشعر الفاتح إلى عدد أكبر من الجلسات لتحقيق نتائج ملحوظة، وقد يلاحظون نمو الشعر بعد العلاج بشكل أكبر مقارنة بالآخرين. أوضحت بعض الدراسات التي أجريت عام 2013 أن استخدام أشعة الليزر ذات الأطوال الموجية الطويلة يقدم نتائج أفضل للأشخاص ذوي البشرة الداكنة، لذا يجدر بالفني المعالج أن يكون ملمًا بكيفية استهداف الشعر ونوع الليزر الأنسب للصورة العلاجية.
من الضروري اختيار العيادة الصحيحة والطبيب المؤهل ذو الخبرة في تقديم جلسات الليزر، أو أن يكون الشخص المعالج مدربًا تحت إشراف طبيب مختص. يجب الحذر من المنتجعات الصحية والصالونات التي قد تقدم خدمات الليزر بواسطة عاملين غير مؤهلين. في الزيارة الأولى للطبيب، سيتم جمع بعض المعلومات الضرورية مثل التاريخ الصحي، تاريخ مشكلات البشرة، والطرق السابقة لإزالة الشعر، مما يساعد الطبيب على تقييم الحالة وتحديد ما إذا كانت جلسات الليزر مناسبة. فيما يلي نصائح يوصي بها المتخصصون عند اتخاذ قرار إزالة الشعر بالليزر:
أحدث التعليقات