تتناول هذه الإذاعة موضوع التميز والإبداع السلوكي، حيث يُعتبر الإبداع السلوكي عملية تحويل الأفكار المبتكرة والخيالية إلى واقع ملموس. يتميز الإبداع بقدرته على رؤية العالم بطرق جديدة، واكتشاف أنماط خفية، وإقامة روابط بين ظواهر قد تبدو غير مرتبطة، فضلاً عن إيجاد حلول جديدة. يشمل الإبداع عمليتين أساسيتين: التفكير والممارسة.
يُعتبر السلوك الإبداعي بمثابة عمل منطقي ومبدع، وهو لا يقتصر على مجالات الفكر فحسب، بل يؤثر أيضًا على إنتاج نتائج أصلية ونافعة. يُتيح هذا النوع من السلوك للفرد أن يعبر عن نفسه بحرية، بعيدًا عن القيود الذاتية أو الخارجية، لممارسة الاكتشاف، التصميم، وحل المشكلات بطرق جديدة.
إذا كان لديك أفكار رائعة ولكنك لا تقوم بتحويلها إلى أفعال، فأنت تعتبر مفكرًا ولكنك لست مبدعًا. فالإبداع يمثل القدرة على دمج مجموعات من الموارد الذاتية مثل المعرفة والدراية والإلهام، وكل ما تراكم لديك عبر السنين من خلال التجارب الحياتية.
إن الإبداع هو تلك العملية التي من خلالها يتم إحياء الأفكار الجديدة، ويتطلب ذلك شغفًا واهتمامًا عميقين. فهو يكشف في عقولنا ما تم إخفاؤه سابقًا ويستدعي تجارب جديدة تمثل وعياً متزايداً.
إن القدرة على إنتاج أفكار مبتكرة لا تقتصر على العقل فقط، بل تعتمد أيضًا على خمسة سلوكيات رئيسية تعزز من القدرة الإبداعية:
لا شك أن الإبداع يحتاج إلى ممارسة، وإذا قمت بتطبيق المهارات الخمسة يوميًا، ستتمكن من تعزيز قدراتك الإبداعية.
الإبداع هو الطريقة التي نرى بها العلاقات التي قد لا تكون واضحة. على سبيل المثال، يمكنك مقارنة شركتك مع شركات أخرى خارج مجال عملك. الأسئلة التي أطرحها على فرق العمل قبل جلسات التفكير هي: أي الشركات تثير إعجابك ولماذا؟ وماذا تفعل تلك الشركات بحيث يمكنك تطبيقها أو الاستفادة منها؟
تظهر الأبحاث أن كل فرد يمتلك قدرات إبداعية، ومع زيادة التدريب، تزداد الفوائد الإبداعية. فالكمية مستندة إلى الجودة، حيث تعني الأفكار الأكثر تنوعًا عادة نتائج أفضل في النهاية، وأعلى جودة للأفكار تتظهر غالبًا في نهاية القائمة.
تعزز الاعتقادات بأن الأفراد الموهوبين فقط هم القادرون على الإبداع من الشعور بعدم الثقة في قدرات الأفراد، وقد أثبتت الدراسات أن الشخصيات العبقرية مثل شكسبير وبيكاسو وموزارت لم تكن تتبع مبدأ “الموهبة الفطرية” كما هو شائع.
حيث أظهرت الأبحاث أن التميز يعتمد بشكل أساسي على:
يعد الابتكار الجماعي حجر الزاوية لكل شركة ناجحة، حيث يميز الأعمال التجارية في الأسواق المتنافسة ويساعد على النمو. يعد تحفيز الموظفين على التفكير بطريقة إبداعية أمرًا في غاية الأهمية ولكنه ليس بالمسألة السهلة.
تعتبر العقبات التي تعيق تحقيق الإنجازات التنظيمية غالبًا ناشئة عن عدم وجود أفكار جديدة، بالإضافة إلى البيروقراطية المفرطة والمهام اليومية التي تحاصر الإبداع.
إذا كان الموظفون غير متصلين بأهداف الشركة، فلن يكون هناك دافع للإبداع. لذلك، عليك التأكد من أن يظل الفريق على تواصل دائم مع استراتيجيات وتحديات الشركة.
يجب أن يشعر الموظفون بأمان عند اتخاذ المخاطر والبحث عن طرق مبتكرة، لذا من الضروري أن تتحلى بالصبر عند ظهور أي عقبات.
وفي ختام إذاعتنا المعنية بالتميز والإبداع السلوكي، يجب أن نتبع النصائح والإرشادات للتعبير عن إبداعنا، حيث إن الإبداع ليس مجرد موهبة، بل هو فطرة تحتاج إلى التحفيز والدعم لتحقيق نتائج إيجابية للفرد والمجتمع.
أحدث التعليقات