يُعتبر إحسان عباس أحد أبرز المحققين العرب على مدار 60 عامًا، حيث أسهم بشكلٍ كبير في الأدب العربي من خلال تأليفه لكتب نقدية وترجمته لعددٍ من روائع الأدب العالمي. وُلد إحسان عباس في قرية عين غزال، الواقعة جنوب مدينة حيفا في فلسطين، لأبوين من عائلة قروية بسيطة.
كان والد إحسان، رشيد، تاجر مواشي يعاني ظروفًا اقتصادية صعبة، بينما كانت والدته تُدعى فاطمة. ينتمي إحسان إلى عائلة تتكون من ثلاثة إخوة، توفيق وبكر، وأخت واحدة تُدعى نجمة. وُلد إحسان في عام 1920 وتوفي في 29 يوليو 2003.
على الرغم من صعوبة الظروف المالية لعائلته، كانت لدى إحسان عباس شغف كبير بالعلم. التحق بالمدرسة الابتدائية في قريته، ثم انتقل إلى مدرسة يافا الحكومية لاستكمال دراسته الثانوية على مدى أربع سنوات، قبل أن ينتقل إلى مدرسة عكا لإنهاء المرحلة الثانوية الثانية بتفوق.
تمكن إحسان من تحقيق حلمه في الالتحاق بالكلية العربية في القدس، التي كانت تُشكل محطة تميز للمتفوقين، والتي درس فيها لمدة أربع سنوات من 1937 إلى 1941. عقب تخرجه، عُين كمعلم في مدرسة صفد الثانوية، واستمر في هذه المهنة حتى عام 1947.
حصل إحسان على منحة لدراسة الأدب العربي في جامعة القاهرة (المعروفة سابقًا بفؤاد الأول) وتخرج منها عام 1949. ولكن بسبب احتلال قريته وهجرة عائلته إلى بغداد، لم يتمكن من العودة، واستمر في القاهرة بين التدريس والدراسة حتى سفره إلى الخرطوم عام 1951.
وصل إحسان إلى الخرطوم عام 1951 مع عائلته لتدريس الأدب العربي في جامعة الخرطوم، حيث قام أيضًا بتدريس مادة التاريخ الإسلامي في السنة الأولى ومادة الأدب العربي في السنة التالية. بالإضافة إلى ذلك، عمل على إعداد رسالة الماجستير التي حصل عليها من جامعة القاهرة عام 1952.
بعيدًا عن ذلك، نشر دراسة شعرية عن الشاعر البياتي في لبنان تحت عنوان (عبد الوهاب البياتي والشعر العراقي الحديث)، بعد أن أنجز سابقًا كتابة (الحسن البصري). كما حصل على شهادة الدكتوراه من جامعة القاهرة عام 1954، مقدّمًا رسالة بعنوان (حياة الزهد وأثرها في الأدب الأموي)، ولكن لم يتم نشرها بعد الانتهاء منها.
خلال تنقلاته بين القاهرة والخرطوم، أسس إحسان مكتبة مركزية لجامعة الخرطوم، موفرًا لها الكتب من القاهرة تحت إشراف مدير المكتبة، واستمر في عمله لمدة عشر سنوات، حيث أنجب طفله الثالث أثناء إقامته هناك.
في عام 1961، تم انتدابه لتدريس اللغة العربية في الجامعة الأمريكية في بيروت، حيث شغل منصب رئيس قسم اللغة العربية. قضى في تلك الأثناء ربع قرن، أسهم فيه في كتابة عددٍ من مؤلفاته في النقد والتحقيق الأدبي.
لقد ساعدته بيئة الجامعة الثقافية على حضور مؤتمرات علمية متعددة، بالإضافة إلى تلقيه دعوات لإلقاء محاضرات في مختلف الدول. ومن المناصب التي شغلها في بيروت، مدير مركز الدراسات العربية ودراسات الشرق الأوسط ورئيس تحرير مجلة الأبحاث، وكان عضوًا في المجمع العلمي العربي في دمشق والمجمع العلمي الهندي ممثلًا لفلسطين.
أمضى إحسان عباس حوالي عامين في جامعة برنستون الأمريكية خلال الحرب الأهلية اللبنانية في 1976، ثم عاد إلى بيروت وظل بها حتى عام 1986 عندما انتقل للإقامة في عمان حتى وفاته.
نال إحسان عباس العديد من الجوائز التي تعكس إنجازاته، أبرزها:
يُعتبر إحسان عباس قامة أدبية عملاقة حيث ألّف أكثر من 75 كتابًا في ميادين التحقيق والترجمة والنقد، ولذلك من الصعب تلخيص إنجازاته الفردية. وفيما يلي قائمة ببعض من أهم أعماله:
أحدث التعليقات