تُعتبر العمالة ركنًا أساسيًا في أي مجتمع، حيث يقوم كل فرد بأداء مهام محددة تسهم في سير الحياة اليومية بسلاسة. إن الاعتماد المتبادل بين الناس لا يمكن إنكاره، إذ لا يمكن لأي شخص الاستغناء عن الآخر.
في التاريخ، كان للأنبياء والرسل، الذين يُعتبرون من أشرف الخلق وأعظمهم منزلةً عند الله سبحانه وتعالى، دورٌ في ممارسة مهن متنوعة. فعلى سبيل المثال، كان سيدنا آدم عليه السلام مزارعًا، بينما عمل سيدنا نوح عليه السلام في التجارة، وكان سيدنا موسى عليه السلام يرعى الغنم، في حين أن سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم أيضًا كان يزاول رعي الغنم. كما جاء في قوله تعالى: “مَنْ عَمِلَ صَالِحاً مِن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُم بِأَحْسَنِ مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ” (سورة النحل: 97).
أولَى الإسلام أهمية كبيرة للعمال، حيث حثَّ على الحفاظ على حقوقهم وحمايتهم من استغلال أصحاب الأعمال. وقد وضع الإسلام معاييرًا تحدد الحقوق والواجبات المتعلقة بالعمال. وتشمل هذه المعايير حق الأجر العادل لكل العاملين، كما ورد في قوله تعالى: “ولا تبخسوا الناس أشياءهم ولا تعثوا في الأرض مفسدين” (سورة هود).
يحتفل بعيد العمال في الأول من مايو من كل عام، وهو يوم عطلة رسمية للعمال في العديد من الدول حول العالم.
تعود جذور هذا الاحتفال إلى ذكرى أحداث هايماركت، حيث نظم العمال في شيكاغو إضرابًا في الأول من مايو عام 1886، مطالبين بتقليص ساعات العمل إلى ثماني ساعات. وقد اُطلق عليهم شعار “ثماني ساعات عمل، ثماني ساعات نوم، وثماني ساعات من الراحة والمتعة”.
لكن، قوبل هذا الطلب بمعارضة شديدة من أصحاب العمل، مما أدى إلى اندلاع أحداث عنف أدت إلى مقتل عدد من المتظاهرين على يد الشرطة. كما شهدت تلك الليلة إلقاء قنبلة على مركز الشرطة، مما أسفر عن مقتل 7 أشخاص. أعقب ذلك اعتقال عدد من قادة العمال وتوجيه الأحكام عليهم، حيث تم الحكم على البعض بالإعدام والآخر بالسجن لمدد طويلة.
وفي عام 1894، شهد إضراب بولمان مقتل عدد من العمال على يد الجيش الأمريكي، مما دفع الرئيس الأمريكي غروفر كليفلاند إلى بحث سبل المصالحة مع حزب العمل. وبفضل تلك الأحداث، تم إقرار عيد العمال كحق لجميع العمال للاحتفاء بهم في هذا اليوم.
أصبح هذا اليوم عيدًا عالميًا يحتفل به في كافة دول العالم، حيث تُنظّم العديد من المنظمات فعاليات احتفالية كبيرة. ويتضمن الاحتفال أيضًا توزيع الهدايا على العمال كنوع من تقديرٍ لجهودهم في تطوير المجتمع.
أحدث التعليقات