وُلد إبراهيم باشا بالقرب من مدينة بارغا الواقعة على الساحل اليوناني، حيث كان والده يعمل كصياد أو بحار، وكانت أسرته تعتنق الديانة المسيحية. فُصل إبراهيم عن أسرته في مرحلة مبكرة من حياته، إما نتيجة اختطافه على يد القراصنة أو برغبته الشخصية، حيث تم بيعه إلى أرملة من ماغنيسيا، التي وقدمت له الرعاية وأتاحت له تعلم العديد من المهارات، منها العزف على الكمان. ثم انتقل إبراهيم إلى بلاد الأناضول، حيث كانت الخلافة العثمانية، وقد رصد العثمانيون ذكاءه ووسامته وجاذبيته، مما جعله قريبًا من ولي عهد السلطان سليم الأول، السلطان سليمان القانوني، الذي أصبح صديقًا له. تلقى إبراهيم تعليمه مع ولي العهد، مما ساعده على اكتساب مهارات معرفية وثقافية رفيعة. تولى منصب الصدر الأعظم في زمنه، ليكون أول شخص يعينه سليمان بعد جلوسه على العرش.
شارك إبراهيم باشا في العديد من المعارك التي قادها السلطان سليمان، ورافقه في حملات عديدة، فضلاً عن توليه قيادة مجموعة من الحملات العسكرية. عينه السلطان على رأس جيش لمواجهة تمرد والي مصر أحمد باشا ونجح في تحقيق ذلك. قام أيضًا بتنفيذ العديد من المشاريع في مصر، أبرزها وضع القوانين التي ساهمت في الحفاظ على استقرار البلاد، وتقليل الضرائب المفروضة، والاستماع لمطالب المواطنين، بالإضافة إلى إعادة ترميم جامع عمرو بن العاص. يُعتبر إبراهيم باشا مهندس معركة موهاكس التي حقق العثمانيون خلالها انتصارات أدت لفتح مدينة بودابست. كما قاد معركة ضد الدولة الصفوية، ونجح في احتلال مدينة تبريز، عاصمة الصفويين، وفتح قلعة وان، بالإضافة لأريجون، ثم تمكن من احتلال مدينة بغداد. اشتهر عهد السلطان سليمان القانوني بفتح نحو 360 قلعة، حيث قام إبراهيم باشا بمفرده بفتح نصف تلك القلاع، مما يجعله أحد أبرز القادة العسكريين المسلمين من حيث عدد الفتوحات.
أصدر السلطان سليمان القانوني أمرًا بإعدام الصدر الأعظم إبراهيم باشا، بعد عودة الجيوش العثمانية من حربها ضد الدولة الصفوية. ويُعتبر إبراهيم باشا واحدًا من اثنين وعشرين صدرًا أعظم تم إعدامهم بناءً على أوامر من سلاطينهم. وقبل أن يتعرض للإعدام، تناول السلطان السحور مع إبراهيم لسبع ليالٍ متتالية، مانحًا إياه فرصة للهرب أو لقتل السلطان. وقد كشفت رسائل إبراهيم التي كتبها قبل أيام من إعدامه عن معرفته بنوايا السلطان، ولكنه ظل وفيًا له. عُثر عليه في ليلة الثاني والعشرين من شهر رمضان في عام 942هـ وقد وُجد مختنقًا في غرفته بقصر الباب العالي.
اختلف المؤرخون في تفسير أسباب إعدامه؛ فبعضهم أشار إلى أن السلطان كان يخشى من تزايد نفوذه، بينما رأى آخرون أن إبراهيم باشا أصبح ضحية لمؤامرات السلطانة خرم، زوجة السلطان سليمان القانوني، التي سعت لتقويض علاقته بالسلطان بعد أن أظهر دعمًا كبيرًا لابن السلطان الأكبر، مصطفى، من زوجته ماه دوران، في خطوة كانت تهدف إلى تأمين حكم ابنها الملك سليم للدولة العثمانية بعد وفاة والده سليمان.
أحدث التعليقات