إبداع الله في خلق الكون عجائب لا حصر لها

إبداع الله في تنسيق الكون

خلق الله -سبحانه وتعالى- الكون بأكمله وأبدع في تصميمه، مما يعد دليلاً على عظمته وقدرته. يعتبر التنسيق في الكون أحد أبرز صفاته، حيث تتحرك النجوم والمجرات والكواكب والمذنبات بشكل منتظم ورائع دون أي تصادم.

عند النظر إلى تنسيق خلق الأرض وما يحيط بها، نرى أن المطر ينزل ويتلقفه الأرض لتنمو الزروع، والشمس تشرق وتسخن السطح مما يؤثر على الطقس. الرياح تدفع السحب المحملة بالمطر، وتقوم بنقل حبوب اللقاح لينمو الزرع، وهذا يعكس نظامًا متناسقًا حيث تكمل كل حركة الأخرى. كل شيء يسير بتقدير من العليم الحكيم -سبحانه وتعالى-.

شواهد إبداع الله في خلق السماء

تُعد السماء مجالًا واسعًا للتأمل في إبداع الخالق -سبحانه وتعالى-، بدءًا من الغيوم ومرورًا بالقمر والكواكب، وصولاً إلى النجوم والمجرات. مع زيادة المعرفة بحقائق الكون، يزداد إدراك الإنسان لربه ويشعر بخوف محمود منه، كما جاء في قوله عز وجل: (إِنَّمَا يَخْشَى اللَّـهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ).

إبداع الله في خلق النجوم والكواكب

خلق الله -سبحانه وتعالى- كائنات تُدعى النجوم، وعددها يشكل معجزة في حد ذاته. ففي كل تجمع نجوم يُعرف بالمجرة، توجد مئات الآلاف بل ملايين النجوم، وقد أشار العلماء إلى وجود آلاف الملايين من المجرات في الكون. لذا، من قال “إن عدد النجوم كعدد رمال الأرض” لم يكن مبالغًا في وصفه. والجدير بالذكر أن حجم كل نجم، في المتوسط، يعادل حجم الأرض مليون مرة!

إبداع الله في تعاقب الليل والنهار

تم تصميم الأرض -سبحانه وتعالى- على شكل كرة تدور حول محورها، مما يُنتج الليل والنهار كجزء من رحمته. فالنهار يُعتبر وقت النشاط والعمل، بينما الليل يُخصص للراحة والسكينة. إن استمرار النهار بدون انتهاء سيؤدي إلى تعب الأجسام، كما أن استمرار الليل سيعطل حياة الناس. ولكنه الخالق المبدع الذي يُدبر كل شيء بمقدار.

حتى وإن كان بالإمكان قيام الإنسان بالنوم في النهار والعمل ليلاً، فإن تعاقب الليل والنهار واختلاف طولهما عبر الفصول يبعدان الملل عن النفوس. وتكرار ذلك يوميًا يُذكرنا بخالق الكون -سبحانه وتعالى-.

شواهد إبداع الله في خلق الأرض

يمكن للمرء أن يتبين إبداع الله -سبحانه وتعالى- في كل ذرة من ذرات الأرض. من ينظر حوله بتفكرٍ سيصل إلى حقيقة عظيمة مفادها فرادته -سبحانه وتعالى- بالعظمة والحكمة والإبداع. فالبحار، الجبال، الزرع، الحيوانات، تعاقب الفصول، واختلاف أشكال البشر والمخلوقات، جميعها تدل على ذلك. وسنسلط الضوء على جانبين من الأرض وهما:

  • إبداع الله في خلق البحار

تُعد البحار من آيات الله -سبحانه وتعالى- حيث تتوزع إلى طبقات متدرجة، بدءًا من طبقة الموج التي تفصل بين البحر والجو. ومع النزول إلى الأعماق، يبدأ ضوء الشمس في الانحسار تدريجيًا حتى نصل إلى عمق حوالي 200 متر، حيث تلتقي أمواج أخرى ويفقد الضوء المزيد من قوته.

الأمواج الداخلية للبحر تعد علامة رائعة أيضًا، فهي تصل إلى أبعاد هائلة، حيث يتراوح طولها بين عشرات ومئات الكيلومترات، وارتفاعها يصل إلى ما بين عشرة إلى مئة متر. ما ينطبق على ظلمات البحر والأمواج المتراكبة يأتي في سياق قوله -سبحانه وتعالى- في سورة النور: (أَوْ كَظُلُمَاتٍ فِي بَحْرٍ لُّجِيٍّ يَغْشَاهُ مَوْجٌ مِّن فَوْقِهِ مَوْجٌ مِّن فَوْقِهِ سَحَابٌ ظُلُمَاتٌ بَعْضُهَا فَوْقَ بَعْضٍ).

  • إبداع الله في خلق الجبال

من صور إبداع الله -سبحانه وتعالى- في خلق الجبال، أنها على شكل أوتاد مغروسة في الأرض، بحيث يظهر قسم ضئيل منها فوق السطح، بينما يبقى الجزء الأكبر مدفونًا تحتها. وهذا الشكل يساعد في تثبيت القشرة الأرضية. ويتوافق هذا مع العديد من الآيات القرآنية التي تشبه الجبال بالأوتاد: (وَالْجِبَالَ أَوْتَادًا)، وهو ما أكده العلم الحديث. فللَّه در قائل الكتاب وخالق الجبال. تأمل جبال الهملايا وقمة إيفيرست التي ترتفع قرابة تسعة كيلومترات عن سطح الأرض، وتخيل جذورها التي تمتد لعشرات الكيلومترات تحت السطح.

Published
Categorized as عجائب الطبيعة الخلابة