أين يوجد نهر الأردن؟

موقع نهر الأردن

يعتبر نهر الأردن من أبرز المعالم الجغرافية في منطقة الشرق الأوسط، حيث يتموقع في الجزء الجنوبي الغربي من قارة آسيا في منخفضٍ يتميز بانخفاضه، إذ يتواجد على ارتفاع يبلغ حوالي 430 متراً تحت مستوى سطح البحر. ينبع نهر الأردن من جبل الشيخ، الذي يقع بين سوريا ولبنان، ويتدفق نحو جنوب منطقة شمال فلسطين، ثم ينحدر إلى بحر الجليل. بينما يتواجد الفرع الجنوبي من النهر، الذي يتدفق بين أراضي فلسطين والضفة الغربية، قابعاً على الضفة الشرقية لغرب الأردن، حتى يصب في النهاية في البحر الميت.

تحوي المنطقة الفاصلة بين وادي الأردن وحفرة انهدام البحر الميت على الأخدود الذي يسير فيه نهر الأردن. يمر مجرى النهر بين سهل الحولة والأغوار الوسطى والشمالية، بالإضافة إلى بحيرة طبريا. تبلغ مساحة حوض نهر الأردن حوالي 43,535 كم²، حيث ترتفع منابع النهر إلى نحو 522 متراً فوق مستوى سطح البحر، بينما ينخفض مصبه إلى أكثر من 400 متراً تحت مستوى سطح البحر. ويصل طول مجرى النهر، بما في ذلك التعرجات والانحناءات، إلى نحو 320 كم. يُقسَّم حوض نهر الأردن إلى ثلاثة أقسام رئيسة، وهي:

  • المجرى العلوي: يرتفع هذا المجرى حوالي 70 متراً فوق مستوى سطح البحر، وتحده مرتفعات جبال الجليل وهضبة الجولان، حيث تمثل هذه المنطقة حوالي 16% من المساحة الكلية للحوض. من أبرز روافده:
    • نهر الحاصباني: ينبع من لبنان بالقرب من منحدرات جبل الشيخ.
    • نهر بانياس: ينبع من سوريا، تحديداً من هضبة الجولان.
    • نبع الودان: ينبع من فلسطين، بالقرب من منطقة تُعرف بتل القاضي.
  • المجرى الأوسط: يمتد هذا المجرى بين بحيرة طبريا ومنخفض الحولة، حيث تتدفق المياه هناك بسرعة عالية.
  • المجرى السفلي: يمتد من جنوب بحيرة طبريا، التي تقع على ارتفاع 212 م تحت مستوى البحر، إلى مصبه شمال البحر الميت.

أهمية موقع نهر الأردن

يتسم نهر الأردن بشهرته الواسعة نتيجة لعدة عوامل، أبرزها جغرافيته المتميزة وموقعه التاريخي المهم. يمر النهر عبر وادي الصدع العظيم، الذي يمتد عبر قارات آسيا وإفريقيا، ويُعرف في جزءٍ منه بوادي الأردن. تحيط بالنهر مرتفعات من الجانبين مع بناء العديد من الجسور لتسهيل التنقل بين ضفتيه. وأظهرت الدراسات الأثرية أن البشر قد استوطنوا هذه المنطقة منذ العصور القديمة، وخاصة على الجانب الشرقي، منذ العصر الحجري وحتى العصر الحديث، وهو ما تم إثباته من خلال الحفريات التي أجريت من نهر اليرموك حتى البحر الميت.

يشكل نهر الأردن نقطة التقاء بين قارات إفريقيا، وأوروبا، وآسيا، مما ساهم في خلق مناخ رطب وبيئة غنية بالتنوع البيولوجي. يعتبر النهر ممراً حيوياً للطيور المهاجرة، حيث يعبره نحو 500 نوع من الطيور مرتين في السنة. يتميز وادي نهر الأردن بأهميته الثقافية والتاريخية على الصعيد العالمي، حيث كان يعد قديماً ممراً للبشر المهاجرين من قارة إفريقيا، واستضاف العديد من الأحداث التاريخية الهامة مثل المعارك وبناء القلاع الصليبية والمدن الرومانية.

مناخ نهر الأردن

يتغير مناخ نهر الأردن بحسب أقسامه المختلفة. يتميز القسم السفلي بمناخ معتدل، في حين يتصف القسمان الجنوبي والأوسط بمناخ صحراوي. يبلغ معدل هطول الأمطار سنوياً في حوض نهر الأردن حوالي 380 ملم، لكن هذا المعدل يختلف من منطقة إلى أخرى. مثلاً، في الشمال قرب بحيرة طبريا، يصل المعدل إلى 1,400 ملم، بينما في المناطق الجنوبية لا يتجاوز 100 ملم.

تتواجد أكبر أراضي حوض نهر الأردن الخصبة في الأراضي الأردنية وأراضي الضفة الغربية، حيث تتراوح معدلات الأمطار في هذه المناطق ما بين 350 ملم سنوياً. في السياق ذاته، يبلغ المعدل السنوي لدرجات حرارة حوض نهر الأردن حوالي 18 درجة مئوية، حيث تتراوح درجات الحرارة في كانون الثاني بين 5 إلى 9 درجات مئوية، بينما تصل في آب إلى 26 درجة مئوية، وقد ترتفع لتصل إلى 30 درجة مئوية كحد أقصى.

جغرافية نهر الأردن

يشتهر نهر الأردن بعدم عمقه وكميات مياهه المحدودة. يرتفع منسوب المياه في النهر خلال الفترة الشتوية، تحديداً من كانون الثاني إلى آذار، بينما ينخفض في أواخر فصل الصيف وحتى بداية الخريف. يحتوي النهر على كميات كبيرة من الأتربة والرواسب التي تؤثر على حمولته، كما تتدفق مياهه بسرعة تجعل التنقل فيه صعباً بسبب طبيعته القاسية.

تُعتبر مياه نهر الأردن شديدة الملوحة، وذلك بفعل الينابيع الملحية الساخنة على الضفة الغربية لبحيرة طبريا، كما تحتوي المياه على نسبة مرتفعة من مادة الجبس، وقد تؤدي الاستخدامات الزراعية لمياه النهر إلى تراكم الأملاح في التربة. في الوقت الحالي، يُستخدم ما بين 70% إلى 90% من مياه النهر للاستخدامات البشرية، مما تسبب في انخفاض مستوى مياه البحر الميت الذي يتدفق إليه النهر، إلى جانب ارتفاع معدل التبخر في الآونة الأخيرة.

لمزيد من المعلومات حول المعالم الأخرى في الأردن، يمكنك الاطلاع على المقال معالم الأردن.

Published
Categorized as معلومات عامة