المضيق

يعرف المضيق بأنه قناة مائية تربط بين مسطحين مائيين كبيرين، حيث يحيط بها اليابس من كلا الجهتين. يمكن استخدام مصطلحات مثل الممر المائي أو القناة أو المضيق للإشارة إلى نفس المفهوم. تلعب المضائق المنتشرة حول العالم دوراً مهماً في المجالات الاقتصادية والسياسية. في بعض الأحيان، قد يكون المضيق هو المنفذ الوحيد للعديد من الطرق البحرية، مما يؤدي إلى نشوء نزاعات وصراعات من أجل السيطرة عليه.

من بين المضائق الأكثر شهرة وأهمية، نجد مضيق جبل طارق الذي يربط بين قارتي آسيا وأوروبا عبر المغرب وإسبانيا، حيث يصل بين البحر الأبيض المتوسط والمحيط الأطلسي. ومن بين المضائق الأخرى نجد مضيق باب المندب الذي يربط البحر الأحمر بالمحيط الهندي، ومضيق بنما، ومضيق زنجبار، ومضيق تيران، والمضيق التاريخي البسفور. في هذا المقال، سنتحدث بشكل خاص عن مضيق البسفور، موقعه، المسطحات المائية التي يربطها، وأهميته الاقتصادية.

مضيق البسفور

مضيق البسفور، المعروف أيضاً باسم “مضيق إسطنبول”، هو قناة مائية تربط بين البحر الأسود وبحر مرمرة، مشكلاً مع مضيق “الدرنديل” الحدود الجنوبية بين قاري آسيا وأوروبا. يمتد مضيق البسفور على طول ثلاثين كيلومتراً، بينما يتراوح عرضه بين خمسمئة وخمسين متراً وثلاثة آلاف متر. تشير بعض المعتقدات اليونانية إلى أن اسم المضيق يعني “المسار البقري” أو “معبر الثور”. وقد أطلق عليه هذا الاسم أيضاً لأنه يشرف على مدينة إسطنبول التركية. يتضمن المضيق ميناءين رئيسيين: “القرن الذهبي” في الجزء الغربي كميناء رئيسي، بينما يمثل “ميناء حيدر باشا” الجزء الشرقي الذي يشير إلى الجهة الآسيوية.

تعتبر مياه مضيق البسفور جزءاً من الملاحة الدولية، حيث تمر عبره السفن في اتجاه واحد، ويعبره سنوياً ما لا يقل عن خمسة وخمسين ألف سفينة تحمل شتى المحتويات. تعاني السفن في هذا المضيق من تيارات مائية قوية، مما يعوق حركتها أحياناً بسبب تصريف المياه الغزير من البحر الأسود. كما أن ضيق المضيق يجعل الملاحة فيه صعبةً في بعض الحالات، مما قد يؤدي إلى حوادث خطيرة، مثل الحادث الذي تسبب في وفاة خمسة وعشرين بحاراً في عام 1994 نتيجة تصادم سفينتين لنقل النفط، ومن ثم حادثة غرق سفينة بانامية في عام 2005 دون معرفة الأسباب. يربط بين ضفتي المضيق اثنان من الجسور، هما جسر “البسفور” وجسر “السلطان محمد الفاتح”. بالإضافة إلى ذلك، تم افتتاح نفق “مارماراي” من قبل رئيس الوزراء التركي احتفالاً بمناسبة مرور تسعين عاماً على تأسيس الجمهورية التركية.