يُعتبر منزل مفتاح باب الكعبة المشرفة هو الموقع الذي يحتوي على المفتاح نفسه، ويقع هذا المنزل في الاتجاه المقابل للمسجد الحرام، حيث يبعد عن نقطة انطلاق السعي حوالي 36 متراً في حالة السير المستقيم. يوضح موقع منزل مفتاح الكعبة قربه من الكعبة المشرفة ومنطقة السعي.
يتولى مسؤولية مفتاح الكعبة عدد من الأفراد يُعرفون بالسدنة، ويشير مصطلح السدانة في اللغة العربية إلى الحجابة. هنا يُقصد بالسدانة حجابة الكعبة وإشرافها. يقوم أحد رجال السدنة، الذي يحفظ المفتاح، بفتح الكعبة خلال موسم الحج ومنح الإذن للناس لدخولها تحت إشرافه ومعرفته. وتُعتبر عائلة آل شيبة هي الجهة الرسمية المسؤولة عن سدانة الكعبة في الوقت الحالي.
مفتاح الكعبة ليس بالتصميم التقليدي الذي قد يتبادر إلى ذهن الفرد. بل إن له تصميمًا خاصًا يحمل دلالات دينية ومعاني تتعلق بصناعته. وفيما يلي سنستعرض مواصفاته بالتفصيل:
يتميز المفتاح بشكل عام بأنه قطعة بطول 13 سنتيمتر، ويتضمن حلقة دائرية بقطر 63 سنتيمتر، متصلة بمكعب ذو زوايا قابلة للحركة، كما يرتبط بمقبض المفتاح، الذي يتكون من كتلتين لوزيتين صغيرتين بين ثلاث كتل تتسم بالشكل المستطيل.
يحمل المفتاح نصوصًا ذات معاني دينية مأخوذة من القرآن الكريم، من بينها قوله تعالى: (إِنَّا فَتَحْنَا لَكَ فَتْحًا مُّبِينًا* لِّيَغْفِرَ لَكَ اللَّهُ مَا تَقَدَّمَ مِن ذَنبِكَ وَمَا تَأَخَّرَ وَيُتِمَّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكَ وَيَهْدِيَكَ صِرَاطًا مُّسْتَقِيمًا* وَيَنصُرَكَ اللَّهُ نَصْرًا عَزِيزًا* هُوَ الَّذِي أَنزَلَ السَّكِينَةَ فِي قُلُوبِ الْمُؤْمِنِينَ لِيَزْدَادُوا إِيمَانًا مَّعَ إِيمَانِهِمْ). تشير هذه الآيات إلى المعاني الجامعة للإسلام والمسؤولية الملقاة على عاتق رسوله محمد صلى الله عليه وسلم.
تشمل هذه الكتابات قوله تعالى: (إِنَّ أَوَّلَ بَيْتٍ وُضِعَ لِلنَّاسِ لَلَّذِي بِبَكَّةَ مُبَارَكًا وَهُدًى لِّلْعَالَمِينَ* فِيهِ آيَاتٌ بَيِّنَاتٌ مَّقَامُ إِبْرَاهِيمَ وَمَن دَخَلَهُ كَانَ آمِنًا وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلًا وَمَن كَفَرَ فَإِنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ عَنِ الْعَالَمِينَ).
تتناسب الآيات المرسومة على جسم المفتاح مع وظيفته، حيث تتضمن عبارات مؤكدة عن فريضة الحج وألفاظ ترتبط بموقع مكة، مثل: “بكة”، و”البيت الحرام”، و”البلد الأمين”، و”أم القرى”، ومقام النبي إبراهيم عليه السلام.
يحتوي المفتاح على معلومات مثل اسم الحافظ له وتاريخ صنعه. من بين هذه المعلومات، يمكن رؤية نصوص على أحد مفاتيح الكعبة تقول: “مما عمل لبيت الله الحرام في أيام مولانا السلطان الملك الأشرف” بالإضافة إلى التاريخ: “شعبان بن حسين- في سنة خمس وستين وسبعمائة”.
أحدث التعليقات