لم يُثبت في أي من الروايات المذكورة في القرآن الكريم أو السنة النبوية الصحيحة موقع خاتم نبي الله سليمان -عليه السلام-، حيث تأتي جميع الأحاديث المتعلقة بالخاتم كأحاديث ضعيفة وبدون ذكر لمكانه، بالإضافة إلى روايات استندت إلى مصادر إسرائيلية تم استبعادها من قبل العلماء. ولكن من المرجح أن خاتم سليمان -عليه السلام- بقي معه حيث دُفن، والله أعلم.
توجد بعض القصص والروايات التي تُذكر في بعض المراجع، وهي تعتبر من الإسرائيليات التي لا تستند إلى أدلة صحيحة. ومن ضمنها أن النبي سليمان -عليه السلام- كان يُسيطر بواسطة هذا الخاتم على جنوده من الإنس والجن والطير والحيوانات، ولذلك كان دائمًا يرتدي الخاتم دون أن يخلعه.
كما قيل في روايات أخرى لم تُثبت صحتها، أنه في أحد الأيام دخل سيدنا سليمان ليطهر نفسه، فنزع الخاتم من إصبعه وأعطاه لزوجته. فظهر الشيطان في صورة سليمان وأخذ الخاتم منها، وتزوج بها، واستمر في حكم الناس لأربعين يومًا. وبعد ذلك أضاع الشيطان الخاتم وأسقطه في البحر، مما أدى إلى أن تبتلعه سمكة كانت من نصيب سيدنا سليمان. وقدّم الصيادون له سمكتين كأجرة على عملهم، فوجد الخاتم في إحداهما، واستعاد الحكم، مع الأخذ بعين الاعتبار أن هذه القصة لم تُذكر في أي نص من القرآن الكريم أو السنة النبوية الصحيحة، بل هي من الإسرائيليات التي ليست لها أسس واضحة.
فهو نبي الله سليمان، ابن نبي الله داود -عليهما السلام-، وقد أورثه الله -تعالى- الملك على بني إسرائيل بعد وفاة والده. وقد اختاره الله -تعالى- للنبوة ومنحه خصائص فريدة؛ حيث آتاه الحكمة والرشد في الحكم والقوة. شهدت فترة حكمه ازدهارًا كبيرًا ورفاهية، وكانت مملكة بني إسرائيل في عهده من أقوى الممالك.
لقد دعم الله -تعالى- نبيّه سليمان -عليه السلام- بمجموعة من المعجزات، مثل تسخير الجن وإجبارهم على الطاعة، وتيسير الرياح له، حيث قال تعالى: (فَسَخَّرْنَا لَهُ الرِّيحَ تَجْرِي بِأَمْرِهِ رُخَاءً حَيْثُ أَصَابَ وَالشَّيَاطِينَ كُلَّ بَنَّاءٍ وَغَوَّاصٍ). كما علمه الله -تعالى- لغة الطيور والمخلوقات، مما مكّنه من فهم و التحدث معها.
كان سليمان -عليه السلام- يتفقد حال جنوده من الجن والمخلوقات، ولم يجد الطائر «الهدهد» بينهم، ما أثار غضبه، وهدد بالمعاقبة إن لم يُقدم الهدهد سببًا مبررًا لغيابه. وعندما ظهر الهدهد، أخبر سليمان بأن هناك قومًا في اليمن في سبأ ضلهم الشيطان وجعلهم يعبدون الشمس، وأنهم يحكمهم امرأة تُدعى بلقيس، ولها عرش عظيم.
أراد سيدنا سليمان التأكد من veracity هذا الخبر، فقرر إرسال رسالة مع الهدهد إليهم. وعندما تلقت الملكة بلقيس الرسالة، ناقشتها مع وزرائها، فتركوا لها خيار اتخاذ القرار. فأرسلت هدية إلى سليمان لتختبره، فاستلم سليمان الهدية وأجاب رسل الملكة بأنه مُرسل من قبل الله لهداية الناس وعبادته، وقد منح الله -تعالى- سليمان من الملك والمال ما يكفي.
بعد عودة رسل الملكة بلقيس إليهم، أخبروها عن عظمة مُلك سليمان وقوته، فعزمت على زيارته وذهبت برفقة وفد من أمة سبأ. وعلِم سليمان بزيارة بلقيس، فأمر حاشيته بإحضار عرشها قبل وصولها، وبالفعل تم إحضاره في لمح البصر. وعندما رأت بلقيس عرشها أمام سليمان، أسلمت لله رب العالمين، معبرة عن انبهارها بمعجزات نبي الله.
أحدث التعليقات