تباينت الآراء بشكل لافت فيما يخص تحديد الموقع الدقيق لجبل الجودي، المكان الذي استقرّت فيه سفينة نوح عليه السلام. ومن بين هذه الآراء، يمكن تلخيص ما يلي:
من الجدير بالذكر أنه قد يكون جميع هذه المواقع تشير إلى مكان واحد، حيث تقع الموصل، والجزيرة، وآمد في شمال العراق، بالقرب من بلاد الشام.
جعل الله سبحانه وتعالى سفينة نوح آيةً وعلامةً للأمم كافة، حيث يقول تعالى في محكم تنزيله: ((فَأَنجَيْنَاهُ وَأَصْحَابَ السَّفِينَةِ وَجَعَلْنَاهَا آيَةً لِلْعَالَمِينَ)). وقد أشار ابن عاشور إلى أن الله حفظ سفينة نوح من البلاء لتكون آية تذكر بها الأمم التي أُرسل إليها الرسل، وتمكين البشريّة من رؤيتها في محيط مكانها، كوسيلة لدعم رسل الله وإذكاء الخوف من عذاب الأمم التي كذبت رسلها. وتشير بعض الروايات إلى أن السفينة وُجدت على جبل الجودي من قبل الأمم التي جاءت بعد نبي الله نوح عليه السلام.
اصطفى الله سبحانه وتعالى أنبياء ورسل من بني آدم لهدايتهم ولإرشادهم إلى طريق النجاة، ومن هؤلاء الأنبياء نبي الله نوح عليه السلام، الذي أُرسِل للدعوة إلى عبادة الله وحده، في زمن كانت فيه قومه يعبدون الأصنام وكانوا طغاة ومتمردين. وبعد أن أمضى نوح ألف سنة إلا خمسين عاماً في دعوة قومه، واجه الإنكار والاتهامات بالكذب والجنون، وهدد بالقتل، ولم يتبعه إلا القليل من الفقراء والمهمشين. ومع ذلك، استمر نبي الله نوح في دعوته، مستغلاً جميع الظروف والأوقات. وفي نهاية المطاف، دعا ربه متضرعاً بسبب عدم استجابة قومه، فاستجاب الله لدعائه بإهلاكهم بالغرق، وأنقذ نوح ومن آمن معه.
أحدث التعليقات