أين يمكن العثور على الزئبق الأسود؟

الزئبق الأسود

يعتبر الزئبق الأسود من المعادن التي تُحاط بالأساطير، حيث يتزايد البحث عنه على مر العصور. يُنظر إليه ككنز من قبل الكثيرين، بعضهم يؤمن بوجوده بينما يتردد الآخرون في ذلك. يُعتقد أن هذا السائل يمنح صاحبه سر الخلود والطاقة الهائلة، وقد استغله المشعوذون للاحتكار والخداع، مما جعلهم يُشعرون الناس بأنهم يملكون الثروة والقوة والسيطرة.

تاريخ اكتشاف الزئبق الأسود

قَسّم العالم الكبير جابر بن حيان الزئبق إلى نوعين رئيسيين. النوع الأول هو الزئبق الطبي الرمادي، الذي يُستخدم في مجالات متعددة مثل أدوات قياس الضغط. أما النوع الثاني، فهو الزئبق المركب من مجموعة من المواد الكيميائية الموجودة في الجدول الدوري، والذي أثار فضول الناس والعرافين، وعُرف في بعض الثقافات بـ “الزئبق الفرعوني” أو “زئبق الكهنة”. ويُعتقد أن الفراعنة كانوا يقيمون قارورة زجاجية صغيرة عند عنق الملك وفي رحم الملكة أثناء عملية التحنيط، لتزويدهم بالقوة والحماية من الأرواح الشريرة. في أوائل الأربعينيات من الأسرة السابعة والعشرين التي حكمت مصر، ومع الملك أمون تف خامون تحديداً، وُجدت زجاجة تحتوي على سائل أحمر يميل إلى السواد تحت رقبة الملك. ولكن بعد الفحوصات، تبين أن هذه الزجاجة كانت تحتوي على دم الملك ومواد التحنيط، التي تحللت لتكون سائلًا لزجًا قريباً من كثافة الزئبق.

الزئبق الأسود: الحقيقة والخيال

استغلت الأساطير حول الزئبق الأسود من قبل الدجالين بشكل كبير. كان أحد أبرز الخرافات هو أن الجن يستهلكون الزئبق الأحمر، وهو أحد أشكال الزئبق الأسود، بغرض إطالة أعمارهم وزيادة قوتهم. ومع ذلك، يُزعم أن الجن لا يمكنهم إحضار الزئبق بأنفسهم لكي لا يفقد مفعوله. وقد كان الدجالون يُوهمون الشيوخ وأصحاب الثروات بأن تسليمهم الزئبق للجن سيؤدي إلى تدفق المال عليهم كما تتساقط الأمطار. وفي هذا السياق، قام الدجالون ببيع كميات ضئيلة من سائل مغشوش بأسعار خيالية تصل إلى ملايين الدولارات.

لكن في عام 1968، استطاع العلماء الروس اكتشاف الزئبق الأحمر بعد أبحاث مطولة. ووفقاً للجنرال الروسي يوجيني، الذي أدلى بتصريحات لصحفي يدعى جون روبرتس، فإن كثافة هذا الزئبق تصل إلى 23 جرام، وهي أعلى كثافة من أي مادة أخرى، حتى من البلوتونيوم الذي تبلغ كثافته 20 جرام. وقد أخفى الروس المعلومات حول هذه الاكتشافات خشية من ردود فعل الأوروبيين والأميركيين، حيث يُمكن لكميات ضئيلة منه أن تُستخدم في تصنيع قنبلة نووية قوية بما لا يُقارن، تفوق قوتها تلك المستمدة من التيتانيوم واليورانيوم بمئات المرات. ولذلك، يعود السبب وراء الارتفاع الكبير في أسعار بضع جرامات من هذا الزئبق.

ولقد تناول جابر بن حيان هذا الموضوع، حيث أكد على تقسيم الزئبق إلى نوعين، أحدهما ناتج عن تفاعلات المواد في الجدول الدوري. وكان والد جابر، حيان بن عبد الله، معروفاً بخبرته في تركيب المواد، وقد نصح ابنه بأخذ العلوم الأساسية من المواد المركبة وترك البحث عن حجر الفلاسفة حتى لا يُفسد عقله. يُشار هنا إلى أن حجر الفلاسفة هو الزئبق الأحمر المعروف.

Published
Categorized as معلومات عامة