يعد نهر سيحون وجيحون من أبرز الأنهار في آسيا الوسطى، وهما من الأطول في القارة. كانت المنطقة المعروفة اليوم باسم ما وراء النهر، والتي تقع بين هذين النهرين، تُعتبر في السابق منطقة صحراوية ذات غلبة سكانية محدودة، وعرفت أيضًا في وقت لاحق باسم بلاد القوقاز. وقد أطلق العرب المسلمون على هذه المنطقة هذا الاسم بعد الفتوحات الإسلامية، بينما كانت تُعرف قديمًا بتركستان الكبرى.
كان نهر جيحون يُعرف في الماضي باسم (أوكسس)، في حين كان نهر سيحون يُشار إليه بـ(جكزرتس). وقد أطلق الروس تسميات مختلفة عليها، حيث أطلقوا على نهر جيحون اسم (أمور داريا) ونهر سيحون اسم (سار داريا). يحتوي نهر جيحون على عدد من الأنهار ويحيط به عدة مدن، منها مدينة (شيرخان بندر) و(حيرتان بندر) اللتان تربطان بين أفغانستان وجمهوريات آسيا الوسطى. أما نهر سيحون، فيقع إلى الشرق منه مدينة (طشقند) التي تعتبر عاصمة أوزباكستان.
تشمل منطقة ما وراء النهر خمس جمهوريات إسلامية كانت تحت سيطرة الاتحاد السوفييتي سابقًا، وهي: أوزباكستان، وطاجيكستان، وكازاخستان، وتركمانستان. يتدفق هذان النهران عبر وسط قارة آسيا وينبعان من المناطق الجبلية في قرغيزيا وطاجيكستان، ليصبّا في الساحل الجنوبي لبحر الآرال، والذي يُعرف أيضًا ببحر خوارزم، والذي يُعتبر من أكبر التجمعات المائية ويحتوي على عدة جزر صغيرة تطفو على سطح الماء.
لقد أسهم هذان النهران في إحياء الإقليم الصحراوي، حيث تتخللهما الأراضي القاحلة. ساعدت وفرة الماء وروافدهما المتعددة على خصوبة التربة وزيادة النشاط الزراعي والعمراني، مما جذب السكان إلى هذه المنطقة. وتنقسم بلاد ما وراء النهر إلى عدة أقاليم، وهي:
وتجدر الإشارة إلى أن العرب المسلمين واجهوا الأتراك في منطقة ما وراء النهر، حيث كانت هناك تنوع عرقي كبير، من ضمنه قبائل البختيين والهياطلة التي تعتبر من أكبر الفئات التركية في ذلك الحين. وقد بدأ العرب المسلمون بالتوجه إلى هذه المنطقة منذ عهد الخليفة عثمان بن عفان رضي الله عنه.
أحدث التعليقات