تُعد الحضارة الفرعونية واحدة من أرقى الحضارات في تاريخ الإنسانية، حيث أثارت إعجاب العالم بعظمتها وقدرتها على الاستمرار لفترات طويلة. وكان لقب الملك في تلك الفترة هو “فرعون”، حيث كان يُعتبر إلهًا وحاكمًا مطاعًا، وقد وُجد الكثير من المخلوقات البشرية لتكون في خدمته، مما جعله غالبًا ما يتحلى بجانب من الظلم والتسلط.
بعث الله نبيه موسى عليه السلام إلى قوم بني إسرائيل لتوجيههم نحو دين التوحيد والإيمان، الذين كانوا يعيشون في مصر ويتعرضون لأسوأ أنواع المعاملة على يد فرعون وكبار حاشيته. فقد قام فرعون بقتل أبنائهم واستعباد نسائهم. وعندما جاء النبي موسى برسالته، رفض فرعون تصديقها، فطلب منه موسى السماح له وللقوم المغادرة إلى أرض أخرى.
رفض فرعون طلب موسى بدافع من الكبرياء والسلطوية، مما اضطر موسى عليه السلام للخروج مع قومه بشكل سري. ولكن فرعون اكتشف خطتهم ولحق بهم بجيشٍ عظيم. وعندما وصلوا إلى شاطئ البحر، تمزق البحر إلَى قسمين بأمر الله، وتجاوز موسى وقومه والدواب بسلام. إلا أن فرعون وجنوده اقتحموا البحر أيضًا، وعند منتصفه، أمر الله البحر بالعودة إلى حالته الطبيعية، مما أدى إلى غرق كل من كان داخله، بما في ذلك فرعون نفسه.
بعد أن جرفت أمواج البحر جثث الغرقى من جنود فرعون، حمل بعض الناجين جثة فرعون إلى القصر. وبعد عملية التحنيط، تم نقل الجثة إلى مقبرة وادي الملوك في طيبة، حيث تبعه الكهنة والوزراء ومقربوه. وقد أعد فرعون قبره قبل وفاته، حيث أنه كان يؤمن بوجود حياة بعد الموت، لذا كان يُدفن مع المتوفى جميع ممتلكاته من مجوهرات وذهب. وكانت القبور تحتوي على عدة حجرات تُزيَّن برسوم جنائزية وأدعية.
كان الناس يعرفون أنه يتم إيداع كنوز ضخمة من الذهب والفضة والمجوهرات الثمينة مع مدفني الملوك، مما جعل قبورهم هدفًا للصوص. ومع تكرار عمليات نهب القبور، قرر كهنة أمون حماية جثث الملوك وجثة رمسيس بصفة خاصة. فقاموا بنقل جثته إلى مقبرة والده برفقة عدة جثث أخرى لملوك سابقين، وتم نقلها مرة أخرى إلى مقبرة تقع في الدير البحري. كما تم ردم المدخل وإخفاء المعالم المحيطة بها للحد من التعرف عليها من قبل اللصوص، وأطلق على هذه المقبرة اسم “خبيئة الدير البحري”.
وُجهت جثة الفرعون إلى فرنسا بناءً على طلب الرئيس الفرنسي ميتران لإجراء دراسات علمية حولها. وبعد الأبحاث، تبين للعلماء أن سبب وفاته كان الغرق، ليُعاد الجثمان بعد ذلك إلى مصر.
أحدث التعليقات