نبي الله موسى عليه السلام، هو موسى بن عمران بن يصهر بن قاهث بن لاوي بن يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم، عليهم السلام جميعًا. وأخوه هارون وأمه يوحاند، ويُقال أيضًا “أياذخت”، والله أعلم.

تتعدد الروايات حول قصة سيدنا موسى في القرآن الكريم والعديد من الأحاديث النبوية. في هذا المقال، سنتناول بعض هذه الروايات ونستعرض مكان دفنه.

موسى عليه السلام

ميلاده

• علم فرعون بمولد نبي سيخرج من بين بني إسرائل، سيكون له دور كبير في جمع الناس على عبادة الله الواحد.
• لذا قرر فرعون قتل جميع الذكور من بني إسرائيل المولودين في تلك السنة، فيما عدا السنة التي تليها.
• وُلد سيدنا موسى عليه السلام في تلك السنة المقررة للقتل، حيث كانت الجنود تهاجم المنازل للتأكد من عدم وجود مواليد ذكور.
• خافت أم موسى عليه السلام على رضيعها، فرفعت يدها إلى الله تطلب حمايته من بطش الفرعون.
• أوحى الله إليها أن تلقى ابنها في البحر، فوضعت ابنها في صندوق خشبي وألقته في البحر.
• وقعت إرادة الله سبحانه وتعالى أن يعثر عليه جنود فرعون، فحملوه إلى القصر، حيث رأتهم امرأة فرعون واحتارت في أمره.
• طلبت من فرعون أن تأخذه ابنًا لها، حيث كانت تعاني من عدم الإنجاب.
• أخذه موسى إلى القصر وتربى فيه لكنها وجدت صعوبة في إرضاعه، مما أحزنها.
• قالت أخته: سأدلكم على مرضعة، فوافقت باهتمام.
• فقامت أمه بإرضاعه حتى أتمت فترة الرضاعة، لتطمئن عليه كما وعدها الله عز وجل.
  • ثم أعادته إلى قصر الفرعون مجددًا.
• كبر سيدنا موسى عليه السلام في قصر فرعون وعاش بين الرفاهية.

للتعرف على المزيد:

قتله لمصري

• ذات ليلة، خرج موسى عليه السلام ليتجول في المدينة، فشاهد رجلين يتشاجران؛ أحدهما مصري والآخر من بني إسرائيل.
• استغاث الإسرائيلي بموسى، فقام موسى بضرب المصري، مما أدى إلى مقتله.
• خاف موسى من افتضاح أمره، فانطلق بعيدًا عن القصر.
• ولما مر، رأى نفس الإسرائيلي يتشاجر مع مصري آخر، فعزم موسى على مساعدته.
• لكن المصري فاجأه قائلاً: “هل تريد قتلي كما قتلت أخي المصري بالأمس؟”
  • وهنا أدرك موسى أن الأمر قد شاع في المدينة.
• أخبره أحدهم بأن هناك مؤامرة لقتله بسبب قتله للمصري.

هروبه

• فر موسى إلى مدين هربًا من خطة قتله، واتجه إلى الصحراء.
• تجول في عدة بلاد حتى وهن شديد، وجد قدماه تقودانه إلى أرض مدين.
• جلس عند بئر الماء، حيث رأى فتاتين مع أغنامهما، تكتفيان بالانتظار.
• سألهم موسى لماذا تنتظران، فأخبرته الفتاتان بأنهما تخجلان من الزحام.
• أخبرته الفتاتان أن لديهما والدًا مسنًا لا يقوى على العمل، فتساعداه بدلًا عنه.
  • فقام موسى بإرواء أغنامهما ودخل بين الناس ليقوم بسقايتهما.
• بعد عودتهما إلى المنزل، أخبرتا والدهما بما حدث، فطلب منه مقابلة موسى.
• عندما رأى موسى شعيب والد الفتاتين، طمأنه شعيب وشجعه على البقاء بعيدًا عن فرعون.
• طرحت إحدى الفتاتين على أبيها استئجار موسى لرعاية الأغنام، نظرًا لقوته وأمانته.

زواجه

• تزوج موسى إحدى بنات شعيب بعد أن اتفق مع شعيب على رعاية الأغنام لمدة ثماني سنوات.
• أكمل موسى عشر سنوات، وعند انتهاء المدة رغبت بالرحيل مع زوجته، فوافق شعيب وأكرمهم.

وفاة سيدنا موسى عليه السلام

• تُروى العديد من الروايات حول وفاة سيدنا موسى عليه السلام.
• إحدى الروايات تقول إن موسى كان يسير مع يوشع بن نون، وقد هبت رياح عاصفة، فخاف يوشع من عند الله.
• لكن موسى قال: “لا تقوم الساعة وأنا ملتزم.”
• استُل موسى من تحت قميصه، بينما احتفظ يوشع بالقميص.
  • عندما عاد يوشع إلى بني إسرائيل، اتهموه بقتل موسى، لكنه أنكر ذلك.
• طلب يوشع منهم أن يمهلوه ثلاثة أيام ليثبت براءته، ولاحظ الجميع العلامات في منامهم.
• صعد الله روح موسى إلى عنده، وذُكر أنه رأى الملائكة يحفرون قبرًا فاستفسر عن ذلك.
• قالوا له إن هذا القبر لعبد كريم من عباده، فتمنى موسى أن يكون له، ودعوه أن ينزل ليقبض الله روحه.
• ومن المعروف عن موسى عليه السلام تواضعه وزهده في الدنيا.
• كما ذُكر أن ملك الموت جاء لموسى، وعندما انتزع روحه، كان عمره 120 عامًا.
• ووردت الأحاديث التي تشير إلى دفنه في الأرض المقدسة، وهنالك إشارة إلى موقع قبره بالقرب من الطريق عند الكثيب الأحمر، حيث لا يوجد تأكيد على مكان دفنه الحقيقي.

مكان دفن موسى عليه السلام

ما يزال مكان دفن النبي موسى عليه السلام غير معروف بدقة، حيث لم يُحدد في المصادر الإسلامية أو غيرها بشكل قاطع. ومع ذلك، هناك بعض الروايات التي تشير إلى أماكن محتملة.

في الإسلام:

• يُعتقد أن نبينا موسى دُفن قرب الأرض المقدسة (بيت المقدس)، ومن الروايات أنه دُفن في منطقة “الكثيب الأحمر” قرب جبل نيبو في الأردن. إلا أن هذه المعلومات ليست قاطعة.
• وذكر النبي محمد صلى الله عليه وسلم أنه لو كان هناك لأرواكم قبره بجانب الطريق عند الكثيب الأحمر، لكنه لم يُحدد مكانًا معينًا.

في التقاليد اليهودية:

• تشير التقاليد اليهودية إلى أن موسى عليه السلام دُفن في وادٍ بأرض موآب بالقرب من جبل نيبو، لكن هذه المعلومات غير مؤكدة أيضًا.

آراء العلماء عن الكثيب الأحمر

اختلف العلماء حول مكان الكثيب الأحمر، ولم يتم تحديده بدقة، مما أدى إلى تنوع الآراء. إليك بعض آراء العلماء بشأنه:

التوقف في معرفة مكانه:

• اختار بعض العلماء عدم التصريح بمكان الكثيب الأحمر، مؤكدين أن الله أخفى مكان قبر موسى لحكمة معينة.
• يرون أن الحديث الذي يشير إلى الكثيب الأحمر هو إشارة لموقع تقريبي.

القول بأنه في جبل نيبو:

• يرى بعض العلماء أن الكثيب الأحمر قد يكون بالقرب من جبل نيبو في الأردن.
• يُعتبر جبل نيبو موقعًا مهماً رابطًا بالأرض المقدسة التي كان يسعى موسى للوصول إليها.
• تعزز بعض التقاليد اليهودية هذا الرأي بناءً على الأماكن التي ارتبطت بمسيرته وموته.

آراء أخرى:

قيل إن قبره موجود في الأراضي الفلسطينية، وأيضًا هناك آراء أخرى تتعلق بموقعه:

• هناك من يُؤكد وجوده في المسجد الأقصى.
• بعض العلماء قالوا إنه في الشام.
• ورأى آخرون أن قبره قد يكون في كل من الأراضي الفلسطينية والأردنية.
• بعض الروايات تشير إلى أنه في باب اللد بالقدس.

حقيقة دفن موسى في الأردن

يعد موضوع دفن النبي موسى عليه السلام مسألة غامضة بشدة، ولم يُحدد بدقة، حيث تباينت الروايات والتقاليد عبر التاريخ حول مكان دفنه.

بعض العلماء والتقاليد تشير إلى الدفن بالقرب من جبل نيبو في الأردن، وهو المكان الذي يُعتقد أن موسى صعد إليه قبل وفاته، مما يُشير إلى احتمالية ارتباط الكثيب الأحمر بهذا الجبل.