تتعدد الروايات حول مكان دفن نبي الله يوسف -عليه السلام-، حيث تشير بعض المصادر إلى أن قبره كان في نهر النيل حتى جاء النبي موسى -عليه السلام-، الذي نقله إلى بيت المقدس ودفنه بالقرب من قبر والده يعقوب وجدّه إسحاق في مدينة الخليل بفلسطين. وهناك مقولات أخرى تشير إلى دفنه في نابلس. ومن الجدير بالذكر أنه لم يُؤكد سوى مكان قبر النبي محمد -صلى الله عليه وسلم-، لذا نوضح أدناه التفاصيل المتوفرة عن وفاة يوسف -عليه السلام- ومكان دفنه.
تجدر الإشارة إلى أن أهل مصر قد اختلفوا حول مكان دفن يوسف -عليه السلام-، حيث تعددت آراؤهم بشأن ذلك. وفي النهاية، اتفق البعض كما تشير الروايات على وضع جثته في صندوق من المرمر ودفنه في نهر النيل. وظل يوسف -عليه السلام- مستقرًا هناك حتى أُوحي إلى النبي موسى -عليه السلام- بنقل قبره إلى بيت المقدس بالقرب من آبائه.
ويُقال إن موسى -عليه السلام- لم يكن على علم بمكان دفن يوسف -عليه السلام-، فأخبرته إمرأة مسنّة من بني إسرائيل أنها تعرف مكانه، فذهب لها وسألها فأعلمته بأن قبر يوسف -عليه السلام- في صندوق داخل النيل. وبعد ذلك، استخرجه موسى -عليه السلام- وأخذه إلى بيت المقدس، حيث دُفن بجوار والده يعقوب وجدّيه إسحاق وإبراهيم -عليهم السلام- في مدينة الخليل، وتوجد روايات أخرى تشير إلى أنه دُفن في نابلس.
بعد أن جمع الله -تعالى- بين يوسف وأبيه يعقوب -عليهما السلام- وإخوته في مصر، مكث يعقوب -عليه السلام- في مصر لمدة تقدر بحوالي سبع عشرة سنةً. وعندما شعر بدنو أجله، جمع أبناءه حوله ومن بينهم النبي يوسف -عليه السلام-، وأوصاهم بإيمانهم بالله -تعالى- والحفاظ على التوحيد. كما ذكر في كتاب الله على لسان يعقوب: (أَمْ كُنتُمْ شُهَدَاءَ إِذْ حَضَرَ يَعْقُوبَ الْمَوْتُ إِذْ قَالَ لِبَنِيهِ مَا تَعْبُدُونَ مِن بَعْدِي قَالُوا نَعْبُدُ إِلَـٰهَكَ وَإِلَـٰهَ آبَائِكَ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ إِلَـٰهًا وَاحِدًا وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ). وهكذا أتمَّ النبي يعقوب -عليه السلام- رسالته، حيث أوصى ابنه يوسف أن يحمل جسده إلى بيت المقدس ليدفنه بجوار والده إسحاق وجدّه إبراهيم -عليهم السلام- كما تذكر بعض الروايات.
وبعدما أنعم الله على سيدنا يوسف -عليه السلام- بنعمة العيش في الدنيا، بدأ يشعر بالشوق للقاء الله -عزّ وجلّ- وتمنى الموت، ويُذكر أنه كان أول نبي يتمنى ذلك. كما جاء في قوله تعالى: (رَبِّ قَد آتَيتَني مِنَ المُلكِ وَعَلَّمتَني مِن تَأويلِ الأَحاديثِ فاطِرَ السَّماواتِ وَالأَرضِ أَنتَ وَلِيّي فِي الدُّنيا وَالآخِرَةِ تَوَفَّني مُسلِمًا وَأَلحِقني بِالصّالِحينَ). هناك روايات تفيد بأنه عندما شعر يوسف بالموت، جمع قومه من بني يعقوب وأوصى أخاه يهوذا. وتوفي -عليه السلام- عن عمر يناهز مئة وعشرين سنة.
أحدث التعليقات