يعتبر مبنى البيت الأبيض المقر الرئيسي لعمل رئيس الولايات المتحدة منذ تأسيسه في عام 1792. يقع هذا المعلم البارز في العاصمة واشنطن، ويشكل محوراً هاماً تُدار منه الشؤون السياسية في البلاد. يحتوي البيت الأبيض على المكاتب الرئيسية للرئيس الأمريكي، بالإضافة إلى مساعدين مدنيين وعسكريين، مما يجعله رمزاً للسياسات الأمريكية الداخلية والخارجية ومركزاً لاتخاذ القرارات في مختلف المجالات.
يتميز البيت الأبيض بتصميمه المعماري الفخم، إذ يضم 132 غرفة على مساحة تقارب سبعة هكتارات. أطلق عليه اسم “البيت الأبيض” خلال القرن التاسع عشر في عهد الرئيس ثيودور روزفلت. يمتد المبنى على طول 53 متراً بارتفاع يصل إلى 26 متراً، ويشمل جناحان رئيسيان: الجناح الشرقي الذي يحتوي على مكاتب المعاونين العسكريين للرئيس، والجناح الغربي الذي يضم مكاتب الرئيس وفريقه بالإضافة إلى غرفة المجلس.
صمم المهندس المعماري الأيرلندي الأصل جيمس هوبان البيت الأبيض في عام 1792، مستلهماً تصميمه من قصر دبلن في لينسر هاوس، حيث نشأ وتأثر بتلك المنطقة خلال طفولته. نجح هوبان في تحقيق تحفة فنية تعتبر بسيطة ومذهلة في آن واحد. اكتمل البناء عام 1800، حيث كان أول رئيس يسكنه هو جون آدمز وزوجته. في عهد الرئيس توماس جيفرسون، تم إجراء عمليات توسيع وتحسين على المبنى. خلال فترة الحرب في عام 1812، تعرض القصر القديم للحرق، لكن الرئيس جيمس ماديسون أعاد بناءه وترميمه. وأدخل الرئيس تيودور روزفلت تحسينات جديدة على المبنى، مما جعله يُعرف بالبيت الأبيض.
أجرت الإدارة التي يترأسها الرئيس هاري ترومان بين عامي 1948 و1952 عمليات توسيع وإصلاح شاملة للبيت الأبيض. استخدم القائمون على هذه العمليات الخرسانة المسلحة والمواد القوية لتعزيز الأسس التي بدأت بالضعف. بالإضافة إلى ذلك، أضيف طابق ثالث للمبنى مع توفير أروقة ومكاتب جديدة لتلبية احتياجات زيادة عدد العاملين، وذلك تماشياً مع مكانة الولايات المتحدة كقوة عظمى بعد الحرب العالمية الثانية.
كانت التوسعة الكبيرة الثانية في عهد الرئيس جون كينيدي عام 1961، حيث زاد عدد الغرف من 125 إلى 132 غرفة. تأسست جمعية خاصة عُرفت باسم “جمعية البيت الأبيض” بهدف إصدار منشورات وتوضيحات حول هذا المعلم التاريخي. كما تم شراء قطع أثرية لتعزيز الجاذبية التاريخية للقصر. وفي عهد الرئيس ريتشارد نيكسون في عام 1970، شهد البيت الأبيض تحديثات وإعادة تصميم لبعض الغرف لتعود إلى شكلها الأصلي خلال القرن التاسع عشر.
أحدث التعليقات