صخرة الروشة

تُعتبر صخرة الروشة إحدى أبرز الوجهات السياحية الطبيعية، حيث تتميز بجمالها الفريد وعلوها الشاهق. يمكن للزوار ملاحظة الأعداد الكبيرة من النوارس واليمام التي تعيش على الصخرة، وتتغذى على الأعشاب والنباتات التي تتواجد فوقها. وتظهر روعة هذه الصخرة بشكل خاص عند مشاهدتها عن بعد، وخصوصاً خلال غروب الشمس. ويُعرف كورنيش بيروت بانتشار العديد من المطاعم والمقاهي على طوله، بالإضافة إلى وجود الفنادق، والأحياء السكنية، والمباني، والمحلات التجارية.

موقع صخرة الروشة

تقع صخرة الروشة في لبنان، بالقرب من الساحل الغربي لبحر بيروت، وهي تتألف من صخرتين ضخمتين موجودتين في منتصف البحر الأبيض المتوسط، بالقرب من منطقة الروشة. وتعتبر هذه الصخرة المعلم السياحي الأول الذي يراه السياح من الطائرة قبل الهبوط في مطار رفيق الحريري الدولي في العاصمة بيروت، كما تُعد نقطة جذب هامة للعديد من السياح للاستمتاع بمشاهدتها وممارسة الأنشطة السياحية المتنوعة.

أصل تسمية صخرة الروشة

يعتقد العديد من الباحثين أن كلمة “الروشة” مشتقة من الكلمة الآرامية “روش” التي تعني رأس. بينما يعتقد آخرون أن الروشة هي تعريب للكلمة الفرنسية “Rocher”، التي تعني صخرة بالعربية. كما تُعرف أيضًا باسم صخرة الحمام أو صخرة صباح نصار، وقد أطلق عليها اللقب الشهير “حارسة البحر” بين اللبنانيين.

نشأة صخرة الروشة

تشير دراسات بعض المختصين في علم الجيولوجيا إلى أن ظهور هذه الصخرة العظيمة يعود إلى عدة زلازل ضربت منطقة بحر بيروت، مما أدى إلى انقراض جزر عديدة كانت موجودة في هذا المكان المأهول بالسكان، لتحل محلها صخور متنوعة من بينها صخرة الروشة، وذلك في القرن الثالث عشر الميلادي. تشكل الصخرة كتلة صخرية ضخمة بارتفاع يقارب 70 متراً، وتحتوي على تجويف في منتصفها. يوجد بجوارها صخرة صغيرة ذات شكل مدبب، وقد تأثرت هذه الأخيرة بعوامل التعرية الطبيعية. كما عثر علماء الآثار في هذه المنطقة على أدوات تعود لحياة بشرية قديمة، وتم إرسال هذه الاكتشافات إلى المتحف الأثري في الجامعة الأمريكية في بيروت.

الأنشطة السياحية في منطقة الروشة

تتميز منطقة الروشة بكونها حيّاً تجارياً وسكنياً حيوياً، حيث يتواجد بها عدد كبير من المطاعم والمقاهي التي تقدم الأطباق اللبنانية التقليدية. يُعتبر شارع باريس من أبرز معالم كورنيش بيروت، وهو يجذب السكان المحليين والسياح خلال عطلات نهاية الأسبوع، خاصة في المساء. وتوفر صخرة الروشة مناظر خلابة، مما يجعلها مكاناً مثالياً لالتقاط الصور التذكارية.

يمكن للزوار الاستمتاع بالمشي أو الركض على طول كورنيش المنارة المزود بأشجار النخيل، كما يمكن استئجار دراجات للمزيد من المرح مع الأصدقاء. من بين الأنشطة البحرية المتاحة، يمكن للسباحين وهواة التسلق المشاركة في مسابقات القفز من أعلى نقطة من صخرة الروشة. وقد أظهر أحد الشباب من ذوي الإعاقة مثابرة كبيرة حين تسلق أعلى صخرة بمساعدة الجيش اللبناني. علاوة على ذلك، يمكن للسياح القيام بجولات بحرية عبر القوارب لاستكشاف التجويف ورؤية الصخرة من البحر. كما يستقطب الساحل العائلات للترفيه والاستجمام بأسعار مناسبة، وقد عملت وزارة السياحة اللبنانية على إضاءة محيط صخرة الروشة عند الغروب ليُضفي لمسة جمالية على المشهد خلال التقاط الصور التذكارية.

معالم سياحية أخرى في بيروت

إلى جانب صخرة الروشة، توجد العديد من المعالم السياحية التي تعكس الثقافة والحضارة في مدينة بيروت، ومنها:

• تمثال الشهداء: نصب تذكاري تخليداً لشهداء لبنان الذين أُعدموا من قبل الأتراك عام 1916 بتهمة التآمر على الدولة العثمانية، وتم إنشاؤه في الساحة نفسها التي تم فيها إعدامهم.
• قصر سرسق: القصر الذي أنشأه نقولا سرسق عام 1910، وتحول بعد وفاته إلى متحف للفنون الحديثة، حيث يعرض قطعاً فنية إسلامية وأعمالاً أدبية لفنانين عالميين ولبنانيين.
• مسجد محمد الأمين: مسجد بني على الطراز العثماني، يمتد على أكثر من 10 آلاف متر مربع، ويُعد أكبر مسجد في بيروت ولبنان، حيث تتميز قبابه باللون الأزرق ولديه أربع مآذن بارزة.
• تمثال رياض الصلح: يمثل أول رئيس وزراء لبناني في عهد الاستقلال، وقد أُسس في القرن التاسع عشر في المنطقة التي كانت تشكل حدود بيروت في ذلك الوقت.
• برج الساعة الحميدية: المعروف أيضاً ببرج الساعة العثماني، وقد صُمم لإظهار الفن المعماري العثماني في زمن السلطان عبد الحميد الثاني والتعريف بالأوقات.
• الجامع العمري الكبير: يكرم الخليفة عمر بن الخطاب، ويُعرف بأنه أحد أقدم المساجد في بيروت، حيث كان سابقاً معبداً وثنياً، ثم تحول إلى كنيسة أثناء الحروب الصليبية، وأُعيد تجديده ليصبح جامعاً للمسلمين.