يُعتبر مسجد قباء من أبرز المساجد المهمة بالنسبة للمسلمين حول العالم، حيث يُعدّ الأول الذي تم تأسيسه في الإسلام وأول مسجد بُني في المدينة المنورة. قام المسلمون ببنائه بعد هجرة النبي صلى الله عليه وسلم من مكة إلى المدينة، حيث أسّس النبي عليه الصلاة والسلام المسجد فور وصوله، وصلى فيه. وقد اهتم الخلفاء من بعده بتجديد المسجد وتوسيع نطاقه، بدءاً بعثمان بن عفان تلاه عمر بن عبد العزيز خلال حكم الوليد بن عبد الملك. كما قام السلطان قايتباي بإجراء توسعات واسعة، وتوالت أعمال التحسين في عهد السلطان العثماني محمود الثاني. وقد شهد المسجد تحديثات جديدة في العصر الحديث على يد الملك فهد آل سعود في المملكة العربية السعودية.
يقع مسجد قباء في الجهة الجنوبية الغربية من المدينة المنورة، على بُعد 3.5 كيلومتر عن المسجد النبوي الشريف في منطقة تُعرف باسم قباء. تقع هذه المنطقة على الطريق الذي سلكه النبي صلى الله عليه وسلم خلال هجرته مع أبو بكر الصديق من مكة إلى المدينة. وقد تم استقبال النبي بفارغ الصبر من قبل أهل المدينة من الأنصار، حيث أقام في بيوت بني عمر بن عوف لعدة أيام وأسّس هذا المسجد التاريخي.
مرّ على مسجد قباء عدد من الأئمة والخطباء والقرّاء المتميزين، ومن أبرزهم: محمد عابد، صالح المغامسي، الدكتور عماد زهير حافظ، محمد الغامدي، محمد خليل، وأحمد الحذيفي، وغيرهم من الشخصيات البارزة في مجال العلم والدعوة.
يُعتبر مسجد قباء مكاناً مباركاً له فضل عظيم في الإسلام. وقد ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه كان يقوم بزيارة مسجد قباء يومياً، سواء مشياً أو راكباً، ليُصلي فيه. فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “من تطهر في بيته ثم أتى مسجد قباء فصلى فيه ركعتين كان كعمرة”. وهذا يعني أن من تطهر في منزله وعقد نيته للصلاة في قباء يحصل على هذا الأجر العظيم. أما بالنسبة للمسلمين الذين يعتادون على الصلاة فيه دون عقد النية، فإن لهم أجراً كبيراً، لكن ليس بمقدار أجر العمرة الكاملة.
كما أشار النبي إلى وجود آية في سورة التوبة في القرآن الكريم نزلت في أهل قباء، حيث قال تعالى: “لاَ تَقُمْ فِيهِ أَبَداً لَّمَسْجِدٌ أُسِّسَ عَلَى التَّقْوَى مِنْ أَوَّلِ يَوْمٍ أَحَقُّ أَن تَقُومَ فِيهِ فِيهِ رِجَالٌ يُحِبُّونَ أَن يَتَطَهَّرُواْ وَاللّهُ يُحِبُّ الْمُطَّهِّرِينَ”.
أحدث التعليقات