أين يقع قصر طوب قابي التاريخي؟

مدينة إسطنبول

تعتبر مدينة إسطنبول إحدى أبرز المدن التركية، وهي تعدّ فريدة من نوعها حيث تمتد عبر قارتين: أوروبا وآسيا. يبلغ عدد سكانها حوالي 14 مليون نسمة، وقد عُرفت المدينة عبر العصور بأسماء متعددة مثل القسطنطينية، والأستانة، وبيزنطة، وإستنبول. كما حصلت على ألقاب مميزة مثل مدينة التلال السبع، ومدينة المآذن، وروما الجديدة. تأسست هذه المدينة العريقة في عام 660 قبل الميلاد.

موقع قصر طوب قابي

يمثل قصر طوب قابي أكبر قصر في مدينة إسطنبول التركية، ويقع تحديدًا في منطقة السلطان أحمد. كان هذا القصر مقرًا للسلاطين العثمانيين لمدة 391 سنة، بدءاً من عام 1465 ميلادي حتى عام 1856 ميلادي، حيث كان يعيش فيه حوالي 4000 فرد. أمر السلطان محمد الفاتح ببناء القصر في عام 1478 ميلادي، وكان أيضًا مركزًا لإدارة شؤون الدولة العثمانية لمدة 380 سنة، قبل أن ينشئ السلطان عبد المجيد القصر الجديد المعروف بقصر دولمة باغجة.

تمتد مساحة قصر طوب قابي إلى 700.000 متر مربع، بينما تبلغ مساحة البناء الفعلية 80.000 متر مربع. على الرغم من تحويل مركز الحكم من القصر، إلا أنه احتفظ بأهميته ومكانته التاريخية عبر القرون، حيث كان السلطان وعائلته يقيمون فيه لمدة شهر كل عام، وهو شهر رمضان المبارك.

افتتحت أبواب القصر كمتحف لأول مرة في عهد السلطان عبد المجيد، وتم عرض مجموعة من المقتنيات التي كانت تحتفظ بها خزائن القصر لأحد السفراء البريطانيين في ذلك الوقت. ومنذ تلك اللحظة أصبح عرض هذه المقتنيات على الزوار الأجانب تقليدًا متبعًا في القصر.

قام السلطان عبد العزيز بتأثيث المقتنيات داخل منازلات زجاجية لعرضها بطريقة جديدة، وكان السلطان عبد الحميد يحتفظ برغبة في فتح القصر للزيارات العامة خمسة أيام في الأسبوع، ولكن لم يتحقق هذا الأمر بسبب عزلته عن العرش. في 3 أبريل 1924، أقدم السلطان مصطفى كمال أتاتورك على فتح الزيارات العامة للزوار من شتى الفئات، وكان القصر حينها تابعًا لمديرية المتاحف القديمة، والتي تُعرف الآن بمديرية متاحف طوب قابي سراي.

يحتوي القصر على مجموعة متنوعة من الأجنحة، منها جناح العهد الخاص بالسلطان، جناح لوالدة السلطان ووصيفاتها، إضافة إلى ديوان يجتمع فيه السلطان مع وزرائه، وأجنحة عديدة للجواري، حيث لكل جارية جناح خاص بها. كما يحتوي القصر على جناح خاص بالمتحف والجند والحراس والخدم، وهو يعدّ مكانًا ذا طابع ديني ومقدس، حيث عُثر فيه على مجموعة من الأمانات المقدسة التي تم نقلها إلى المدينة المنورة.

Published
Categorized as معلومات عامة