توفّي أبو بكر الصِّدِّيق -رضي الله عنه- ودفن في المدينة المنورة، في أحد أركان المسجد النبوي الشريف، حيث يقع قبره بجانب قبر النبي -صلّى الله عليه وسلّم-. كان رأس أبو بكر محاذياً لكتف النبي -صلّى الله عليه وسلّم-، بينما وُضع عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- على الجهة المقابلة، حيث كان رأسه بين كتفي أبي بكر. وقد تمّ تنظيم هذه القبور بهذه الطريقة ليظل كل واحد منهما في منزلة تليق به، إلى جانب صاحبه الذي دفن بجواره.
إنّ السبب وراء دفن أبو بكر الصِّدِّيق -رضي الله عنه- بجوار قبر النبي -صلّى الله عليه وسلّم- يعود إلى وصيته لابنته عائشة، أمّ المؤمنين -رضي الله عنها- بأن يكون قبره قريبًا من قبر صاحب رسول الله في حجرتها.
كما أبدى أبو بكر الصِّدِّيق رغبةً في الحصول على الإذن من ابنته عائشة في هذا المكان، حيث كانت تأمل أن تكون قريبة من النبي -صلّى الله عليه وسلّم- عند وفاتها. وبعد وفاته، تم تنفيذ وصيته، إذ لم يرغب أبو بكر في هذا القُرب إلا لعلاقته العميقة بالنبي -صلّى الله عليه وسلّم-، وكان دائمًا يفتخر بأنه صديقه الأول. وبالتالي، أراد مجاورته في الآخرة كما جاوره في حياته، ولم يكن يرضى بأن يقترب منه أحد سواه.
أصيب أبو بكر الصِّدِّيق -رضي الله عنه- بمرض بعد انتهاءه من الاستحمام في ليلة باردة، مما جعله طريح الفراش لمدة أسبوعين، وقد تفاقم حاله يومًا بعد يوم، حتى وفاته في يوم الإثنين من شهر جمادى الآخرة في العام الثالث عشر للهجرة. وقد بلغ من العمر ثلاثة وستين عامًا.
أوصى بأن تتولى زوجته أسماء بنت عميس وابنه عبد الرحمن غسله، ووافته المنية بين صلاتي المغرب والعشاء. وتمّ حمله على سرير النبي -صلّى الله عليه وسلّم-، وأدى عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- صلاة الجنازة عليه في المسجد النبوي عقب صلاة العشاء، ودفن في الليل.
إنّ أبو بكر هو عبد الله بن عثمان بن عامر، حيث يلتقي نسبه مع النبي -صلّى الله عليه وسلّم- عند مرة بن كعب. والده هو عثمان المعروف بأبي قحافة، بينما والدته فهي أم الخير سلمى بنت صخر.
وُلِد أبو بكر في مكة المكرّمة بعد عام الفيل بثلاث سنوات، مما يجعله أصغر من النبي بثلاثة أعوام. وقد كان أبو بكر أوّل من أسلم مع النبي -صلّى الله عليه وسلّم- من الرجال، كما أنه كان أول الخلفاء الراشدين بعد وفاة الرسول -عليه الصّلاة والسّلام-.
حظي أبو بكر -رضي الله عنه- بألقاب متميزة، منها:
يُعَدُّ أبو بكر الصِّدِّيق أحد أعظم الصحابة على مر التاريخ. يقع قبره بالقرب من قبر النبي -صلى الله عليه وسلم- في المسجد النبوي، وقد أبدى حرصه على أن يدفن بجانبه وعبر عن ذلك بحب شديد للنبي -عليه الصلاة والسلام-.
أحدث التعليقات