من المعروف أن غار حراء هو المكان التاريخي الذي اختلى فيه النبي محمد صلى الله عليه وسلم لتفكر في عظمته وعظمة خالقه قبل أن ينزل عليه الوحي، وهو يمثل نقطة تحول مهمة في الإسلام.
ولكن ما هو غار حراء بالتحديد؟ وأين يقع؟ وما هو الوصف الجغرافي للغار؟ ولماذا تم تسميته بهذا الاسم؟ في هذا المقال، سنستعرض كافة المعلومات المتعلقة بهذا الموضوع الشيق.
موقع غار حراء
- تقع غار حراء بالقرب من مدينة مكة المكرمة، حيث يوجد في أعلى جبل حراء.
- يفصل بين جبل حراء ومدينة مكة حوالي 8 كيلومترات، ويمتاز ارتفاع الجبل بنحو 634 مترًا.
- يمكن للحجاج مشاهدة هذا الجبل أثناء تنقلهم من مكة إلى مشعر منى.
- يقع الغار تحديدًا في الجزء الشرقي من جبل حراء، وهو عبارة عن فتحة في قلب الجبل يتجه بابها نحو الشمال.
للمزيد من التفاصيل:
وصف غار حراء
- كما ورد في بداية المقال، غار حراء هو المكان الذي اعتاد النبي محمد صلى الله عليه وسلم أن يختلي فيه ويتعبد قبل نزول الوحي.
- وهو الموقع الذي شهد بداية نزول الوحي على النبي، حيث أتى سيدنا جبريل عليه السلام إليه.
- غار حراء هو المكان الذي نزلت فيه أول آية من القرآن الكريم، حيث قال تعالى: “اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ” (الآية 1 من سورة العلق).
- يعتبر الوصول إلى قمة جبل حراء تحديًا، حيث يحتاج المتسلق إلى ساعة كاملة للوصول.
- الغار ضيق جدًا، لا يتسع إلا لشخصين اثنين كحد أقصى.
- كان النبي محمد يذهب إلى هذا الغار ليبتعد عن الناس ويتمعن في الكون ويتأمل بعمق.
- كان لديه يقين بأنه سيكتشف الإله الذي خلق الكون، إذ رفض عبادة الأصنام كما كان يعبث بها قومه.
- يتميز غار حراء بموقعه المطل على الكعبة مباشرة، حيث يمكن رؤية الكعبة والمسجد النبوي عند وقوفك على بابه.
- مع ذلك، بسبب بناء الطابق العلوي للحرم، بات من الصعب رؤية الكعبة بشكل مباشر.
- يمثل الغار الكهف، وهو جبل نادر يتميز شكله بقمة تشبه سنام الجمل.
أسباب عدم الذهاب إلى غار حراء بعد النبوة
- كان الغار هو المكان الذي نزل فيه الوحي لأول مرة على النبي محمد، وقد قضى فيه الكثير من وقته بمفرده.
- بعد تلقيه الوحي، قرر النبي عدم الذهاب إلى هناك مرة أخرى حتى لا يتجه الناس إليه.
- يعتبر الغار جمعًا لمكان خاص، لكنه ليس مخصصًا للعبادة، في حين أن المسجد هو بيت الله حقًا.
- قبل نزول الوحي، كان النبي يتوجه إلى الغار لأنه كان ينفر من عبادة الأصنام التي لا تتفاعل أو تفكر.
- كيف يمكن لتماثيل لا تتحدث أو تعقل أن تخلق الإنسان أو الكون؟ لذا اختار النبي الاعتكاف في الغار بعيدًا عن تأثيرات المجتمع.
- ظهر الأمر جليًا بمجيء الوحي من الله ليهدي النبي محمد صلى الله عليه وسلم.
- منذ أن استوعب النبي مسؤولية النبوة، قرر عدم العودة إلى غار حراء مجددًا لأنه ليس مكانًا للعبادة.
سبب تسميته غار حراء
- غار حراء تم تسميته بذلك نسبة لجبل حراء الذي يحمله منذ القدم.
- كما أطلق عليه لاحقًا اسم “النور”، ووجهت التسمية لبداية نزول الوحي على النبي محمد صلى الله عليه وسلم.
قصة نزول الوحي على النبي في غار حراء
- رجع النبي إلى غار حراء ليبتعد عن عبادة الأصنام، وذلك بعد اقتناعه بعدم جدوى تلك العبادة.
- كان يتذكر آيات الكون حيث ساعدته على التفكير في الخالق الذي يستحق العبادة.
- وفي يوم 21 من رمضان، تزامنت مع ليلة القدر، نزل الوحي عليه.
- فقد أتى جبريل عليه السلام وقال له: “اقرأ”، ورد النبي “ما أنا بقارئ”، وتكرر الأمر ثلاث مرات.
- في المرة الأخيرة، قرأ له سورة العلق كاملة، وكان على النبي أن يكرر ما سمعه.
- عاد النبي إلى منزله وهو في حالة من الخوف، وقد أخبر السيدة خديجة بما حدث.
- بعد ذلك، لم ينزل الوحي لفترة، مما أحزنه، ولكنه كان مقدرًا له فترة راحة وتأهيل.
- وبعد أن هاله الأمر، دعا النبي ورقة بن نوفل إلى غار حراء ليتحدث عن تجربته.
- عند نهاية شهر رمضان، وبينما كان عائدًا من الغار، سمع صوتًا يناديه ولكنه لم ير أحدًا، فرفع نظره لأعلى ووجد من جاءه ليؤكد له القراءة مجددًا.
- عاد النبي إلى بيته والقلق يسيطر عليه، وعادت إليه الرسالة مرة أخرى بمجيء سيدنا جبريل.
الفرق بين غار حراء وغار ثور والعلاقة بينهما
- غار حراء هو الغار الذي تلقى فيه النبي الوحي، بينما غار ثور هو المكان الذي لجأ إليه النبي وصديقه أبو بكر للتحصن ضد أهل قريش.
- بحثًا عن الأمان، لجأ النبي وصديقه إلى غار ثور، حيث كانت هناك تهديدات بالقتل في طريقهم لأداء الدعوة في المدينة المنورة.
- غار ثور يقع على جبل ثور، وسمي بذلك نسبة للجبل نفسه.
ميزات موقع غار حراء
يعتبر غار حراء واقعا على جبل النور من المواقع الإسلامية ذات الأهمية الكبيرة. وفيما يلي أبرز ميزات الموقع:
-
الموقع الجغرافي:
-
الارتفاع: يُعَد غار حراء على ارتفاع يقارب 642 مترًا عن مستوى سطح البحر.
-
المسافة إلى مكة: يبعد حوالي 4 كيلومترات من شمال شرق مكة المكرمة.
-
الإطلالة: يتيح غار حراء مناظر رائعة على مدينة مكة والمناطق المحيطة بها.
-
السير إلى الغار:
-
الصعود: يتطلب الوصول إلى غار حراء المجهود البدني، حيث يتضمن الطريق صعود درجات صخرية تمتد على مسافة تقارب 1.2 كيلومتر.
-
حجم الغار:
-
المساحة: الغار صغير جدًا، يصلح بحد أقصى لجلوس شخصين داخله.
-
الهدوء والعزلة:
-
العزلة: يوفر الغار أجواء من الهدوء والعزلة، مما ساعد النبي محمد صلى الله عليه وسلم على التأمل بعيدًا عن ضغوط حياة مكة.
مكانة غار حراء
تتجلى مكانة غار حراء في النقاط التالية:
-
نزول الوحي:
-
الأهمية الدينية: يحتفظ غار حراء بمكانة رفيعة في الإسلام كونه الموقع الذي شهد أولى كلمات الوحي للنبي محمد صلى الله عليه وسلم، حيث قال الله تعالى له: “اقرأ باسم ربك الذي خلق” (سورة العلق: 1-5). ويعتبر هذا الحدث هو البداية الفعلية للدعوة الإسلامية.
-
مكان التأمل والعبادة:
-
الاعتكاف: كان النبي محمد صلى الله عليه وسلم يعتكف في غار حراء للتعبد والتفكير قبل بعثته، مما ساعده في التحضير لتقبل الوحي وتحمل المسؤولية.
-
رمز الصبر:
-
تحمل المصاعب: تشير رحلة النبي إلى غار حراء إلى صبره وتحمله في سعيه للبحث عن الحقيقة، مما يجسد القدرة على التحمل في سبيل الله.
-
وجهة زوار:
-
زيارة الحجاج: يعد غار حراء اليوم مكانًا مهمًا يستقطب الحجاج والمعتمرين الراغبين في زيارة المواقع التاريخية المتعلقة بالسيرة النبوية.
-
رمز الإيمان واليقين:
-
الإيمان: يمثل غار حراء بداية إيمان قوي غيّر مجرى تاريخ البشرية، حيث يأتي النزول الأول للوحي بروح الإيمان واليقين العميق الذي بشر به النبي صلى الله عليه وسلم.
أسئلة شائعة حول غار حراء
أحدث التعليقات