سليمان شاه

يُعتبر سليمان شاه بن قتلمش، الجد الأعلى للعثمانيين، أحد الشخصيات البارزة في التاريخ، حيث أنه جد السلطان عثمان الأول الذي أسس الدولة العثمانية. يرجع أصل سليمان شاه إلى قبيلة قايا، التي تُعدّ قبيلة صغيرة تضم حوالي خمسة آلاف فرد. إثر الهجمات المغولية، اتجهت هذه القبيلة غربًا نحو سوريا بحثًا عن الأمان. تتنوع الروايات حول سيرة سليمان شاه، إلا أنها تتفق على أنه كان سلطانًا في منطقة ماهان، التي تقع في شمال فارس قرب بلخ. وقد خرج مع خمسة عشر ألف مقاتل من الجراكسة والتركمان إلى أراضي الروم بعد الغزو المدمر لجنكيز خان لمملكة خوارزم. ويرجح أن سليمان شاه انتقل مع قبيلته إلى الأناضول من كردستان في عام 617 م. بعد وفاة سليمان شاه، عاد جزء من أسرته إلى موطنهم الأصلي، بينما اختار الجزء الآخر الاستقرار في الأناضول تحت قيادة ارطغرل بن سليمان شاه.

موقع ضريح سليمان شاه

خلال رحلة قبيلة سليمان شاه نحو سوريا وعبورهم نهر الفرات، غرق زعيم القبيلة سليمان شاه في عام 1231 م مع بعض من أفراد حاشيته، ولم يتم العثور على جثته. تم إقامة قبر يتناسب مع مكانته كزعيم لقبيلة القايا قرب المنحدرات الغربية لقلعة جعبر في سوريا. وقد حظي هذا الضريح باهتمام خاص من قبل العثمانيين عند احتلالهم لسوريا في عهد السلطان سليم الأول بعد معركة مرج دابق في 8 أغسطس 1516 م، حيث تم تجديده. شهد الضريح أيضًا اهتمامًا متزايدًا في أواخر القرن التاسع عشر في عهد السلطان عبد الحميد الثاني حيث تم توسيعه وترميمه. تم نقل قبر سليمان شاه عبر ثلاث مواقع مختلفة، إذ كان يقع أولاً بالقرب من قلعة جعبر حتى عام 1973، ثم تم نقله إلى ضفاف نهر الفرات في محافظة حلب، على بعد 27 كيلومتراً من الحدود التركية، لتفادي الفيضانات. وفي عام 2015، قامت الحكومة التركية بنقل الضريح إلى غرب مدينة كوباني على الحدود السورية التركية.

الدولة العثمانية

تأسست الإمبراطورية العثمانية قبل نحو 600 عام على يد عثمان الأول واستمرت حتى عام 1922 عند قيام الجمهورية التركية، وكانت تُعتبر واحدة من أقوى الدول في العالم خلال القرنين الخامس عشر والسادس عشر. في ذروتها، امتدت الإمبراطورية لتشمل مناطق تُعرف اليوم بتركيا ومصر واليونان وبلغاريا ورومانيا ومقدونيا والمجر وفلسطين والأردن ولبنان وسوريا وأجزاء من شبه الجزيرة العربية وشمال إفريقيا.

ترجع أصول العثمانيين إلى قبيلة قايي، كما ذُكر سابقًا، من قبائل الأوغوز التي هاجرت من آسيا الوسطى إلى الأناضول. يُنسب اسم الإمبراطورية العثمانية إلى مؤسسها عثمان الأول، الذي كان أحد أبناء ارطغرل الغازي. استطاع عثمان التوسع في ظل الفوضى التي عانت منها الإمبراطورية البيزنطية، حيث سيطر على نيقيا وبورصة، ويُعتبر أورخان، الابن الأكبر لعثمان، المؤسس الحقيقي للدولة العثمانية حيث أدارها من الناحية الإدارية والسياسية والاقتصادية.

في عام 1326، استولى أورخان على مدينة بورصة في الأناضول وجعلها عاصمة لدولته. تبع ذلك انتصار العثمانيين في معركة كوسوفو عام 1389، مما مهد الطريق لتوسعهم في أوروبا. وفي عام 1453، قام محمد الفاتح بفتح القسطنطينية، ما يعد البداية الحقيقية لازدهار الإمبراطورية، حيث نقل عاصمتها وأسماها إسلام بول، المعروفة اليوم بإسطنبول، وعمل على تجديد أسوارها. تم إعلان الإمبراطورية العثمانية كخلافة إسلامية بعد انهيار دولة المماليك في مصر والسقوط النهائي للخلافة العباسية، واستمرت في حكم أجزاء واسعة من العالم الإسلامي حتى سقوطها في عام 1924.

مراحل حكم الدولة العثمانية

قسم المؤرخون فترة حكم الدولة العثمانية إلى مراحل رئيسية، وهي:

• مرحلة القوة: تمتد من بداية الدولة العثمانية حتى نهاية حكم سليمان القانوني.
• مرحلة الضعف: تمتد من بداية حكم سليمان الثاني حتى سقوط الإمبراطورية العثمانية عام 1924.

سلاطين الدولة العثمانية