ذُكر جبل الطور في القرآن الكريم، حيث قال الله تعالى: (وطور سينين، وهذا البلد الأمين) [التين: 3،4]. ولذلك، فإن هذا الجبل العظيم يحمل قيمة دينية كبيرة. يُعرف جبل الطور، الذي ورد ذكره في القرآن، بعدة أسماء، مثل طور سيناء أو جبل موسى.
يتواجد جبل الطور في فلسطين، وتحديداً في الجزء الجنوبي من منطقة الجليل، ويقع شمال مرج ابن عامر. يصل ارتفاع الجبل إلى حوالي 588 متراً فوق مستوى سطح البحر. وتوجد على سفوحه ثلاث قرى، وهي: قرية دبورية التي تقع في الجهة الغربية من الجبل، وقرية أم الغنم التي تقع في الجهة الجنوبية الشرقية، بالإضافة إلى قرية الشبلي التي تقع في الشرق. تُعتبر قرية دبورية أكبر هذه القرى الثلاث. يمتاز الجبل بقمة واضحة يمكن رؤيتها بوضوح من مسافات بعيدة.
يحمل جبل الطور عدة أسماء إضافية غير الاسم المتعارف عليه بين العرب. أحد هذه الأسماء هو جبل تابور، وهو اسم يوناني يعني “المرتفع”. بينما يُعرف أيضاً باسم جبل الطابور، حيث يُعتقد أن هذه التسمية تعود إلى لغة “الأوغاريت” التي كانت تُستخدم في منطقة رأس شمرا بسوريا، ومعناها “البهاء والنور”، حيث كانت تُمارَس فيها عبادة إله النور المعروف بـ”طابور”. في الدين المسيحي، يُطلق على هذا الجبل اسم “جبل التجلّي”، وذلك إشارةً إلى تجلّي المسيح عليه السلام فيه حين صعد مع بعض تلاميذه على قمة الجبل، ومن بينهم يوحنا ويعقوب وبطرس.
على قمة جبل الطور، تم بناء كنيستين، إحداهما هي كنيسة التجلّي، وهي كنيسة كاثوليكية بُنيت على أنقاض كنيسة بيزنطية سابقة. أما الكنيسة الثانية فهي تابعة للرهبان الفرانسيسكان، وقد بُنيت لأمير الجبل المعروف باسم “تانكريد”، حيث قام المهندس أنطونيو بارلوزي بتخطيط بنائها. تحتوي الكنيسة على دير للرهبان يقع بالقرب منها، وتتكون من ثلاثة صحون مفصولة عن بعضها بواسطة صفين من الأعمدة، ولها أقواس تحمل برج الأجراس عند المدخل. كما يوجد مصلّيان؛ واحد في الجهة الشمالية مخصص للنبي موسى حين يستلم ألواح الوصايا العشر على جبل سيناء، ومصلّى آخر في الجهة الجنوبية للنبي إيليا. وفي الجزء العلوي من الكنيسة، وتحديداً فوق المذبح، تتواجد لوحة فسيفسائية تجسد حدث التجلي، ويتم الاحتفال بعيد التجلّي في اليوم السادس من شهر آب.
تم إنشاء كنيسة أرثوذكسية بسيطة جداً بتمويل من بعض الأشخاص في منطقة رومانيا، حيث كانت هذه الكنيسة أول بناء ديني قام به المسيحيون الرومانيون في الأرض المقدسة. وقد تم تكريسها للنبي إيليا، وفي الجزء الشمالي الغربي من الكنيسة يوجد كهف يُعرف بكهف ملكي صادق، حيث يُشاع أنه شهد لقاء النبي إبراهيم عليه السلام مع ملكي صادق، وهو موقع يرتاده الحجاج المسيحيون.
أحدث التعليقات