أين يقع جبل الشيخ؟

جبل الشيخ

يُعد جبل الشيخ من بين الجبال الأكثر شهرة في بلاد الشام، حيث تضم المنطقة في وقت سابق دولاً متعددة تشمل سوريا ولبنان والأردن وفلسطين. يقع هذا الجبل بين كل من سوريا ولبنان، ويتميز بإطلالته الرائعة على الأردن وفلسطين، حيث يستمتع الزوار بمنظره البانورامي الذي يغطي هذه الدول الأربع.

موقع جبل الشيخ

يُعرف جبل الشيخ أيضاً باسم جبل حرمون، وهو يقع على الحدود بين لبنان والأراضي الفلسطينية المحتلة. يعد الجزء الأكثر أهمية وارتفاعاً من سلسلة جبال لبنان الشرقية، والتي تمتد بين سوريا ولبنان. يمتد هذا الجبل من الجنوب الغربي عند سهل الحولة حتى بانياس، وصولاً إلى الشمال الشرقي حيث تتواجد وادي القرن ووادي الحرير ومجاز. يُحدد جبل الشيخ من الشرق والجنوب بوادي العجم وإقليم البلان وهضبة الجولان في سوريا والأراضي الفلسطينية المحتلة، بينما يُحد من الغرب والشمال الجزء الجنوبي من سهل البقاع ووادي التيم في لبنان. يتمتع الجبل بأربع قمم ذات ارتفاعات متفاوتة، حيث تُعد القمة الأعلى بارتفاع يصل إلى حوالي 2814 متراً والمعروفة بشارة الحرمون.

تسمية جبل الشيخ

تعود تسمية جبل الشيخ إلى قممه المكسوة بالثلوج، التي تبدو كأنها رأس شيخ يحمل شعراً أبيض. هذه الثلوج دفعت المؤرخين لتسميته أيضاً بجبل الثلج. أما اسم حرمون، فهو مشتق من اللغة الكنعانية ويعني “المقدس”. تم الإشارة إلى جبل الشيخ في ملحمة جلجامش السومرية، حيث ذُكر باسم حرمون، وورد فيها وصف للجبل في منطقة جبل الأرز حرمون كأرض الخالدين. عندما زار جلجامش هذه الأرض، حصل على رؤى حول مصير الكون بأسره، مما أكسب الجبل لقب “جبل الرؤى” من قبل الكتّاب التاريخيين.

مكانة جبل الشيخ

لا تأتي تسمية الكنعانيين لجبل الشيخ بحرمون أو المقدس مصادفة، إذ يعد من أقدس الجبال وأعظمها، ويُعتبر مركزاً هاماً للعبادة عند الكنعانيين. عُبد هذا الجبل من قبل الفينيقيين، الذين أطلقوا اسم بعل حرمون على أحد آلهتهم، وبنوا له معبداً بالقرب من الصخرة الكبيرة الموجودة على قمته والتي تحمل آثاراً واضحة حتى اليوم، من بينها بقايا قصر شبيب الذي يُعتقد أنه تابع لأحد الهياكل التي بنيت هناك. يصل طول هذا القصر إلى حوالي 10 أمتار، ويحتوي على فتحة دائرية كبيرة بعمق يصل إلى ثلاثة أقدام، حيث كان يُترك فيها النذور. عُثر أيضاً على قطعة حجرية في هذا المعبد بطول 18 قدماً وعرض 12 قدماً وسمك 4 أقدام، كتبت عليها نصوص باللغة اليونانية، ومن المحتمل أنها تعود لمعبد الإله إيل. وقد أولى الرومان اهتماماً كبيراً لهذه المعابد وقاموا بإعادة ترميمها. وفي تاريخنا العربي، يُعتقد أن الكعبة بنيت من حجارة تم إحضارها من خمسة جبال، وكان حرمون واحداً منها.

Published
Categorized as معلومات عامة