يُعتبر جبل الرحمة من الجبال العظيمة والمهمة، حيث إن الوقوف عليه يُعتبر ركنًا أساسيًا في مناسك الحج. سنستعرض في هذا المقال موقع جبل الرحمة، والذي يجهله العديد من الناس.

أين يقع جبل الرحمة؟

جبل الرحمة يتموضع في النقاط التالية:

• يبعد حوالي عشرين كيلومترًا في الاتجاه الشرقي عن مكة المكرمة، الواقعة في المملكة العربية السعودية.
• يجسّد حلقة الوصل بين مكة المكرمة ومدينة الطائف.
• يقع على مسافة تصل إلى عشر كيلومترات من منى، بينما يفصل بينه وبين مزدلفة حوالي ست كيلومترات.
• يمتد جبل عرفة على مساحة قدرها عشرة كيلومترات مربعة، بينما يبلغ طوله تقريبًا 3.22 كيلومتر وعرضه أيضًا 3.22 كيلومتر.
• المنطقة المحيطة بجبل الرحمة تفتقر إلى السكان أو المحلات، إذ توجد فقط بعض المنشآت الحكومية.

ما هو سبب تسمية الجبل بهذا الاسم؟

قد يتساءل البعض عن سبب تسمية جبل عرفة بـ “جبل الرحمة”، والسبب يعود إلى:

• هذه التسمية تعكس المواقف العظيمة التي يقفها المسلمون في تلك البقعة، إذ يغفر الله الذنوب ويمنح الرحمة للمُستغفرين في يوم عرفة.
• هناك آراء تشير إلى أن جبل الرحمة لا يُشير بالضرورة إلى جبل عرفة، بل يُطلق فقط على إحدى قممه، والله أعلم.
• رغم أن الاسم يعكس ما يحدث في يوم عرفة، إلا أن بعض العلماء يفضلون عدم استخدامه، حيث لم يُذكر في الأحاديث النبوية.
• يمكن الاكتفاء بتسميته جبل عرفات، الذي يُقال إن سيدنا جبريل عليه السلام حلق حوله ومعه سيدنا إبراهيم عليه السلام، ثم سأله: “أعْرَفَتَ؟”، فكان الجواب: “نعم، عرفت”.
• تتردد أيضًا حكايات حول آدم وحواء بعد خروجهما من الجنة، حيث تفرقا ووجد كل منهما الآخر عند هذا الجبل.
• قد يُطلق عليه الجبل الذي وقف عليه النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

نبذة عن جبل الرحمة

يحتوي جبل الرحمة على معلومات هامة، فبالإضافة إلى موقعه، يجب معرفة بعض التفاصيل الأخرى:

• يتميز الجبل بارتفاعه النسبي، إذ يُعتبر أكمة صغيرة ورفيعة.
• وقف عليه الرسول صلى الله عليه وسلم خلال حجة الوداع.
• يتكون هذا الجبل من صخور صلبة تعود إلى اللون الأسود الغامق.
• يمتاز الجبل بسطحه المستوي والكبير.
  • كما يحيط به حائط مرتفع يبلغ طوله حوالي 57 سنتيمتر.

أسماء أخرى لجبل الرحمة

لا يقتصر اسم جبل الرحمة عليه فقط، بل له العديد من الأسماء الأخرى:

• جبل النابت: وهو اسم غير معروف لكثير من الناس.
• جبل الدعاء: يُطلق عليه لكون الحجاج يدعون بكثرة عليه في يوم عرفة.
• جبل عرفة.
• جبل الآل: سُمّي بهذا الاسم لوقوف رسول الله صلى الله عليه وسلم على أحجار تحمل هذا الاسم، وهو اسم قديم يعود لما قبل الإسلام.
• جبل عرفات: تم ذكره في الكتاب الكريم حيث قال الله جلت قدرته: “لَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ أَن تَبْتَغُواْ فَضْلاً مِّن رَّبِّكُمْ فَإِذَا أَفَضْتُم مِّنْ عَرَفَاتٍ فَاذْكُرُواْ اللّهَ عِندَ الْمَشْعَرِ الْحَرَامِ وَاذْكُرُوهُ كَمَا هَدَاكُمْ وَإِن كُنتُم مِّن قَبْلِهِ لَمِنَ الضَّآلِّينَ” صدق الله العظيم.
• جبل القرين: وهو تصغير لكلمة قَرِين.
• جبل الموقف: يعود لكون الرسول صلى الله عليه وسلم وقف عليه.

مكانة جبل الرحمة

عندما نتحدث عن جبل الرحمة، لا يمكن إنكار منزلته الرفيعة في نفوس المسلمين، فهي تعكس الارتباط بمكة المكرمة ودورها الكبير خلال مناسك الحج.

يعتبر جبل الرحمة من أكثر المواقف تأثراً، حيث يشعر الحجاج بجمال اللحظات التي يقضونها هنا، خاصة وأن النبي صلى الله عليه وسلم أدّى حجة الوداع عليه في آخر مرة له قبل وفاته.

متى يتم الوقوف على جبل الرحمة؟

تحديدًا، يتم الوقوف على جبل الرحمة في التوقيت التالي:

• يقف الحجاج عليه عند غروب الشمس في يوم عرفة، الذي يصادف التاسع من شهر ذي الحجة، ويستمر حتى فجر اليوم التالي.
• يعتبر هذا اليوم هو الأول من عيد الأضحى.
• يحصل المسلمون على فضل كبير بصيام هذا اليوم، حيث يُعد بمثابة تكفير للذنوب.

الهدف من الوقوف على جبل الرحمة

قد يتساءل البعض عن سبب الوقوف على هذا الجبل، وهو أمر لابد منه في مناسك الحج، والسبب يعود إلى:

• تفسير العديد من العلماء حول هذا الموضوع، ومن بينهم الشيخ زكريا نور، الذي وصف الوقوف على هذا الجبل بأنه يشبه الوقوف بين يدي الله يوم القيامة.
• في يوم القيامة، سيتجمع الجميع بهذا الشكل، يتسابقون لطلب الرحمة من الله، كما هو حال الحجاج في ذلك اليوم.
• إذا كنت من الحجاج، تذكر دائماً أن الله يغفر ذنوبك مهما كانت، فالتفكر في الكبائر قد يكون أمرًا غير صائب.
• يجب أن تكون واثقًا في رحمة الله وقدرته على المسامحة، حيث يغفر الذنوب ويستجيب لدعاء الحجاج في هذا اليوم.
• قال الرسول صلى الله عليه وسلم عن يوم عرفة: “ما من يوم أكثر من أن يعتق الله فيه عبدًا من النار من يوم عرفة…”.