جبل الجن

يتميز جبل الجن بمساحة صخرية ترتفع نحو نصف ميل (670 متراً) عن مستوى المنطقة الطبيعية، مع انحدار بزاوية تصل إلى 35 درجة. يتألف الجبل من صخور ضخمة ذات أشكال متنوعة، مما يجعل من الصعب تحديد حجم كل منها. تخلق هذه الأجسام الصخرية تشكيلات هندسية جذابة تثير انتباه الزوار منذ الوهلة الأولى.

لا توجد أي إحصائيات أو دراسات تشير إلى وجود بشر في المنطقة؛ إذ تقتصر الحياة فيها على القرود التي تختفي تدريجياً مع غروب الشمس، حتى تتركز في نقطة معينة لا تتأثر بالأضواء على مدار السنة. كما تتغير هذه النقطة سنوياً، حيث تحصل كل صخرة من صخور الجبل على نصيبها من الضوء بشكل حلزوني. اعتقد الباحثون أن هذه الظاهرة تشير إلى كون الجبل نقطة موازية لنقطة ارتكاز الجاذبية، لكن هذا التفسير يعتبر ضعيفًا نظرًا لاعتمادهم على فرضيات علمية بحتة بعيدة عن الواقع، فضلاً عن عدم وجود أي وسيلة اتصال ضمن نطاق هذا الجبل.

تاريخياً، كانت هذه المنطقة تعرف باسم (جبل قاف) وفي فترة سيدنا سليمان عليه السلام كانت تُعرف بـ (سجن الجان). تعتبر هذه المنطقة مركز الأحداث الراهنة في المملكة العربية السعودية والجمهورية اليمنية، حيث تبعد حوالي 150 ميلاً عن الحدود اليمنية، وتقع داخل الأراضي السعودية في منطقة نجران، التي تعد من المناطق الجنوبية للملكة.

غرائب في جبل الجن

تتميز منطقة جبل الجن بمجموعة من الغرائب، أبرزها اللون القاتم للطبيعة فيها، حيث لا تنمو فيها الأعشاب أو الأشجار المثمرة، بل تقتصر على نوع من الأشجار المعمرة يدعى الكندر. تُستخرج من هذه الشجرة مادة تعرف بلبان الذكر، تعد من المواد المستخدمة في العلاج من المس عن طريق التبخير، وهي المادة التي يُزعم أن الجن يتغذى عليها. تتميز شجرة الكندر بإفراز هذه المادة بشكل دمعي لمرة واحدة فقط في السنة، ولكن ليس في وقت محدد، مما يجعلها غير موسمية.

من بين الظواهر اللافتة التي يمكن ملاحظتها قرب المنطقة، يمكن رؤية عدم توافقها مع قوانين الجاذبية، حيث تتجه قوة الجاذبية نحو القمة بدلاً من القاع ليلاً. أما أثناء النهار، فتتغير اتجاهات البقعة المضيئة كما ذُكر سابقاً. يُعتبر هذا التغير نقطة ضعف في الفرضية القائلة بأنها نقطة موازية لنقطة ارتكاز الجاذبية. بالإضافة إلى ذلك، أظهرت التجارب العلمية أن كل من حاول الإقامة في هذه المنطقة إما أن يصبح ساحراً أو مجنوناً أو شاعرًا، حيث تتكون لديه خواطر غير عقلانية تصف أشياء غير قابلة للتصديق. كما يظهر الجن بكثرة بأشكال متعددة، منها كائنات بشرية عارية أو أطياف غير ثابتة.