بعث الله سبحانه وتعالى نبيه لوط عليه السلام لهداية الناس، حيث كان مع نبي الله إبراهيم عليه السلام. إلا أن إبراهيم توجّه إلى فلسطين بينما استقر لوط في قرية في الأردن. فما هو موقع قوم لوط بالتحديد؟
موقع قوم لوط
- قام نبي الله لوط عليه السلام بالذهاب إلى قرية سدوم في الأردن، بعد أن انتقل مع سيدنا إبراهيم إلى منطقة تقع بين فلسطين والأردن.
- حيث انطلق سيدنا إبراهيم إلى منطقة تعرف بـ(بيت إيل) الموجودة في فلسطين.
- اختار كل منهما المدينة التي يرغب في العيش بها صحبة أسرهم ودوابهم، وكان سيدنا إبراهيم قد اختار المدينة المذكورة.
- بينما توجه سيدنا لوط إلى مدينة سدوم وعمورة، وهي إحدى القرى التي تم ذكرها في القرآن الكريم ضمن قرى المؤتفكات.
- تمتاز هذه المنطقة بخصوبتها وملاءمتها للزراعة وتوجد في الأردن.
- عند وصوله إلى هذه القرية، لاحظ لوط أن أهلها (السدوميين) يمارسون الفواحش ويفعلون ما يخالف التعاليم السليمة التي علمهم إياها الله مع عمه إبراهيم.
- قرر لوط أن يهديهم إلى الطريق الصحيح ويبعدهم عن تلك الفواحش.
للمزيد من المعلومات:
موقع قرية قوم لوط
- قرية سدوم التي استقر فيها سيدنا لوط تتميز بالأرض الخصبة التي تلائم الزراعة وتؤمن الحياة الكريمة.
- تُعرف هذه المنطقة اليوم باسم منطقة البحر الميت، وتقع في جنوب بلاد الشام بقارة آسيا.
- توجد في الجهة الشرقية للبحر الأبيض المتوسط، وتذكر بعض المصادر التاريخية أن البحر الميت لم يكن موجوداً في هذه المنطقة قبل أن ينزل الله العذاب بقوم لوط.
سيدنا لوط وقومه
بعد التعرف على موقع قوم لوط، ينبغي أن نتحدث عن قصة سيدنا لوط وما تعرض له من أذى شديد من قومه:
- سيدنا لوط هو ابن أخ سيدنا إبراهيم عليهما السلام. بينما ذهب إبراهيم إلى فلسطين، اتجه لوط إلى الأردن.
- وجد لوط أن قومه معتادون على الفحشاء والمعاصي، والتي أصبحت عاداتهم.
- كانت تتضمن هذه العادات أن الرجال يتركون النساء، ويقال إن هذه العادة كانت تُمارس حتى من قبل النباتات والحيوانات.
- وهذا يتنافى مع فطرة الله سبحانه وتعالى، حيث خلق الذكر لينجذب إلى الأنثى.
- حاول سيدنا لوط إرشاد قومه إلى الطريق المستقيم، لكنهم قابلوه بالإساءة وكانوا يطالبونه باتباع عاداتهم، ولكنه كان يرفض ذلك بشدة.
- لقد عُرفت عادة قوم لوط بالشذوذ الجنسي، بل كانوا يتفاخرون بفعلهم، ويُصرّون على المجاهرة بذلك.
- بالإضافة إلى تلك الأفعال، مارس قوم لوط العديد من المعاصي الأخرى مثل السلب والنهب والسرقة وقطع الطريق.
- وما شابه ذلك من محرمات مثل شرب الخمر ولعب الميسر، وكلها أفعال نهى الله سبحانه وتعالى عنها.
- من المهم تصحيح المعتقد السائد حول ممارسة الشذوذ الجنسي، حيث أن تسمية ممارسي هذا الفعل بـ”لوطيين” غير دقيقة.
- فلا يمكن اتهام سيدنا لوط بهذا الفعل الشاذ بل يندرج تحت مسمى الشذوذ الجنسي فقط.
قصة الملائكة مع سيدنا لوط
- عندما رصد سيدنا لوط قومه يرتكبون مثل هذه المعاصي، حاول توجيههم نحو الصلاح والخير.
- وحذرهم من أنّ هذا الفعل يمس غضب الله ويعارض تعاليمه.
- لكنهم قابلوا تحذيراته بالإستهزاء والرفض.
- بل كانوا يسعون لطرده من قريتهم بسبب نصيحته، كما جاء في قوله تعالى: (وَلُوطًا إِذْ قالَ لِقَوْمِهِ أَتَأْتُونَ الْفاحِشَةَ ما سَبَقَكُمْ بِها مِنْ أَحَدٍ مِنَ الْعالَمِينَ (80) إِنَّكُمْ لَتَأْتُونَ الرِّجَالَ شَهْوَةً مِنْ دُونِ النِّساءِ بَلْ أَنْتُمْ قَوْمٌ مُسْرِفُونَ (81) وَما كانَ جَوابَ قَوْمِهِ إِلَّا أَنْ قالُوا أَخْرِجُوهُمْ مِنْ قَرْيَتِكُمْ إِنَّهُمْ أُناسٌ يَتَطَهَّرُونَ (82) فَأَنْجَيْناهُ وَأَهْلَهُ إِلَّا امْرَأَتَهُ كانَتْ مِنَ الْغابِرِينَ) الأعراف.
- فكان الله سبحانه وتعالى عالمًا بما يحدث، فأرسل الملائكة إلى سيدنا لوط، متجسدين في هيئة رجال ذوي جمالٍ ساحر.
- وكانت الملائكة في طريقها إلى سيدنا إبراهيم لتبشره بمولود يُدعى إسحاق.
- كانت هذه بشرى عظيمة، حيث كانت زوجته قد بلغت من العمر عتيًا ولا تستطيع الإنجاب، لكن ستكون معجزة من الله- سبحانه وتعالى-.
- والأعظم من ذلك أن هذا الابن سيكون نبيًا.
- عندما علم الملائكة بما يجري مع لوط، شعروا بالقلق عليه.
- لكن الملائكة أخبرتهم أن العذاب سيصيب قومه فقط، وأنه سيُنجى، وقد أوصاهم الله بالخروج من أرضهم إلى أماكن بعيدة.
- وفي الواقع، اتجهت الملائكة نحو سيدنا لوط واستأذنت بالدخول، فاستقبلهم بحفاوة.
- لكن لوط كان قلقًا من أن تُخبر زوجته قومها sobre العابرين الذين زاروهم.
- زوجة سيدنا لوط المذكورة في القرآن، كانت تمارس عادات قوم لوط.
- وبالفعل، في ذلك اليوم، أبلغت رجال القرية بوجود رجال في بيت سيدنا لوط.
- فهرع رجال القرية إلى منزل لوط، طالبين دخوله، لكنه رفض.
- لكنَّ قومه أصروا على ذلك، مصمّمين على فعل الفاحشة مع الزوار، فعندما رأى لوط إصرارهم، أخبرهم أنهم ليسوا رجالاً عاديين بل هم ملائكة لا يمكنهم إيذاءهم.
- فبالفعل خرجت الملائكة مع سيدنا لوط بأمر الله- سبحانه وتعالى- ليتجنبوا عذاب أهل القرية.
- كما ورد في قوله تعالى: (وَنَجَّيْنَاهُ مِنَ الْقَرْيَةِ الَّتِي كَانَتْ تَعْمَلُ الْخَبَائث).
عذاب قوم لوط
تعرضت قرية سدوم لعذاب شديد، كما ورد في القرآن:
- حيث أمر الله- سبحانه وتعالى- الملائكة بتحطيم جميع البيوت في القرية ورفعها إلى السماء، ثم إنزالها إلى الأرض.
- وبالفعل، تساوت الأرض مع بيوت القرية، حيث خُسِفت.
- كما أمر الله- سبحانه وتعالى- أن تنزل عليهم حجارة من السماء، وهذه الحجارة كانت ليست عادية.
- بل كان مكتوبًا عليها أسماء الأشخاص الذين أوكل الله تدميرهم.
- وعندما نزلت عليهم، كانت تسبب هلاكهم.
- وفقًا لقوله تعالى: “وَأَمْطَرْنَا عَلَيْهَا حِجَارَةً مِنْ سِجِّيل مَنْضُود مُسَوَّمَة عِندَ رَبّك” وفي موضع آخر: “لِنُرْسِلَ عَلَيْهِمْ حِجَارَةً مِنْ طِينٍ”.
- تدمير القرية يُعتبر عبرة لأجيال مقبلة، حتى يتحذّروا من ارتكاب أفعال مشابهة قد تؤدي إلى هلاكهم.
- مثل هذه الأفعال تتسبب في معاناة نفسية وعصبية وجسدية، كونها تتنافى مع الفطرة التي خلقها الله سبحانه وتعالى.
أحدث التعليقات