يقع المسجد الحرام في مدينة مكة المكرمة، التي تقع في جزيرة العرب، ويبلغ ارتفاعه عن سطح البحر حوالي 330 متراً. وقد تم بناء البيت الحرام بواسطة نبي الله إبراهيم وابنه إسماعيل عليهما السلام، بناءً على أمر الله -تعالى-. وقد أشار القرآن الكريم إلى أن البيت الحرام هو أول منزل بُني على الأرض، حيث قال الله تعالى: (إِنَّ أَوَّلَ بَيْتٍ وُضِعَ لِلنَّاسِ لَلَّذِي بِبَكَّةَ مُبَارَكًا وَهُدًى لِّلْعَالَمِينَ). وفي قلب المسجد الحرام تقريباً، تقع الكعبة المشرفة التي ذُكرت في القرآن الكريم، وجُعلت قبلة للمسلمين في صلاتهم في كل مكان. وقد تبع بناء الكعبة من قِبل إبراهيم -عليه السلام- عدة مراحل من الترميم والتجديد، حيث ساهم فيها كل من العمالقة وقبيلة جرهم وقريش. وتعرضت الكعبة لهجوم خلال حياة النبي صلى الله عليه وسلم، لكن الله -تعالى- حفظ بيته بواسطة طيور تحمل حجارة من سجّيل، وهو ما أدى إلى دحر المهاجمين.
سُمّي المسجد الحرام بهذا الاسم لأن الله -تعالى- جعله حرمًا إلى يوم القيامة، مما يعني أنه تم تحريمه القتل والقتال فيه، فضلاً عن تحريمه الصيد وقطع الأشجار. وقد بالغ الله -تعالى- في تعظيم البيت الحرام من خلال مضاعفة أجور الطاعات فيه، سواء كانت واجبة أم نافلة، كما أوضح العلماء. فقد ثبت أن أجر الفريضة التي تُقام في البيت الحرام يعادل مئة ألف فريضة فيما سواه، فيما اختلف العلماء بشأن ما إذا كان يمكن أن تُضاعف الأجور لبقية الأعمال الصالحة كما هو الحال في الصلاة.
اختار الله -تعالى- مكة لتكون مميزة بين سائر المدن، وجعلها من أكرم الأماكن على وجه الأرض. كما كانت مكة من أحب الأماكن لقلب النبي محمدٍ -صلّى الله عليه وسلّم-، حيث قال: (واللهِ إنّك لخيرُ أرضِ اللهِ -عزّ وجلَّ- وأحبّ أرضِ اللهِ إلى اللهِ، ولو أنّي لم أُخرج منك ما خرجتُ).
أحدث التعليقات