أين يقع أطول خط سكك حديدية في العالم؟

وسائل النقل

تعتبر وسائل النقل والمواصلات أحد العناصر الرئيسية التي تُعزز الحياة الاقتصادية وتساهم في ازدهار الدول. لذا، تُولي البلدان المتقدمة اهتماماً بالغاً بتطوير هذا القطاع وتعزيزه، نظراً لأهميته الكبيرة في ربط الأجزاء المختلفة للدولة، وأيضاً في الربط بينها وبين الدول الأخرى عبر شبكات من المواصلات المتطورة، مثل السيارات والطائرات والقطارات والشاحنات والحافلات. إذ تعكس وفرة وتنوع وسائل النقل مدى الحضارة والرقي التي تتمتع بها الأمم.

السكك الحديدية

أدت الثورة الصناعية في أوروبا في القرن الثامن عشر إلى نشوء حاجة ملحة لوسائل نقل قادرة على نقل كميات كبيرة من البضائع والمواد الخام، وخصوصاً الفحم، الذي كان حجر الأساس للصناعة في ذلك الوقت. ومع صعوبة نقل هذه الكميات الكبيرة عبر الطرق التقليدية، كان لا بد من التفكير في وسيلة سهلة وفعالة، مما أدى إلى ابتكار المقطورات التي تسير على السكك الحديدية. وقد شهدت تلك الابتكارات تطوراً ملحوظاً عبر التاريخ، كالتالي:

  • في عام 1775، قام البريطاني جيمس وات (James Watt) باستغلال قوة البخار لصنع أول قاطرة تعمل بالبخار.
  • في عام 1803، أنجز ريتشارد تريفثك (Richard Trevithick) بنجاح أول قاطرة بخارية على القضبان، حيث تمكنت من سحب خمس عربات محملة بأطنان من الحديد بسرعة بلغت 8 كم/الساعة.
  • عام 1814، قام جورج ستيفنسن (George Stephenson) بتصميم قاطرة بخارية أطلق عليها اسم “Locomotion”، مستفيداً من أفكار جيمس وات.
  • في عام 1830، انطلقت مرحلة جديدة في انتشار سكك الحديد، حيث أُفتُتح خط مانشستر-ليفربول كأول خط تشغيلي مسافته 31 ميلاً، ومن ثم تطورت وتوسعت خطوط السكك الحديدية حول العالم مع التقدم العلمي.

أطول خط سكة حديد في العالم

تُعتبر الولايات المتحدة الأمريكية صاحبة أطول شبكة سكك حديدية في العالم، إذ يبلغ طولها أكثر من 250 ألف كيلومتر. وتنقسم هذه الشبكة إلى مسارين: المسار الأول مخصص لشحن البضائع، ويشكل 80% من إجمالي الشبكة، والمسار الثاني مخصص لنقل الركاب، بمسافة إجمالية تصل إلى 35 ألف كيلومتر. تتكون شبكة السكك الحديدية الأمريكية من 538 سكة حديدية للشحن، موزعة بين سبعة خطوط: سكك حديدية من الدرجة الأولى، و510 سكك محلية، و21 سكة إقليمية تديرها منظمات خاصة.

يُعتبر كل من أونيون باسيفيك للسكك الحديدية (Union Pacific Railroad) و بنسف للسكك الحديدية (BNSF Railway) من بين أكبر شبكات السكك الحديدية للشحن عالمياً. كما تملك شبكة أمتراك الوطنية (Amtrak) أكثر من 30 خطاً قطاراً يربط 46 ولاية أمريكية ب500 وجهة مختلفة.

فوائد النقل بالسكك الحديدية

يُعد النقل عبر السكك الحديدية من أبرز إنجازات الثورة الصناعية، إذ يُعتبر الوسيلة الثانية الأهم للنقل عالمياً؛ نظراً لقدرتها العالية على نقل الأحمال الثقيلة، بالإضافة إلى الميزات التالية:

  • السرعة: مع التقدم التكنولوجي، تم تطوير القطارات لزيادة سرعتها، حيث تصل سرعة بعض القطارات الحديثة إلى ما بين 200-400 كم/الساعة، وتستطيع نقل الركاب والبضائع بكفاءة عالية.
  • الطاقة: يتميز النقل بالسكك الحديدية بقدرته الكبيرة على نقل أوزان ثقيلة بتكلفة اقتصادية أقل مقارنةً بوسائل النقل الأخرى. ومع تقدم العلم، تم تصميم قطارات ذات قدرة حصانية عالية، مما يسمح بسحب المزيد من العربات، مما يساهم في تقليل تكاليف النقل.
  • الظروف المناخية: تُعد السكك الحديدية من أقل وسائل النقل تأثراً بالظروف المناخية، نظراً لتحديد الجداول الزمنية بمواعيد دقيقة وتوجيهها عبر محطات التحكم، حيث أن التأثيرات السلبية للمناخ غالباً ما تتلخص في تأخير الرحلات فقط.
  • السلامة والأمان: يعتبر الأمان أعلى في هذا النوع من النقل لعدة أسباب، منها:
    • الصيانة الدورية للسكك الحديدية والمقطورات.
    • نظام تحكم متقدم يتضمن كاميرات للمراقبة على طول السكك الحديدية.
    • قلة التقاطعات، مما يقلل من مخاطر الحوادث.
    • تدريب سائقي القطارات بشكل صارم.
    • مواد تصنيع المقطورات تتمتع بخصائص أمان عالية.
    • استخدام نظام عزل وحاويات لحماية البضائع المنقولة من التلف.
  • الراحة: يسهم توفير وسائل الراحة مثل التكييف، والأسرة، والمطاعم، وهدوء القطارات في تحسين تجربة السفر، مما يزيد من الراحة مقارنة بوسائل النقل الأخرى.
  • انخفاض تكلفة النقل: تُعتبر تكاليف النقل عبر السكك الحديدية أقل من وسائل النقل الأخرى بسبب:
    • قدرتها على نقل أعداد كبيرة من الركاب والأطنان من البضائع دون الحاجة لعدد كبير من العمال.
    • انخفاض تكاليف الوقود بسبب تصميم السكك الحديدية الذي يقلل الجهد المبذول على المقطورة.
    • زيادة سرعة القطارات مما يسهل نقل ركاب وبضائع أكبر في وقت أقل.
    • الصيانة الدورية التي تساعد على تقليل الحوادث، وبالتالي تقليل التكاليف.
Published
Categorized as معلومات عامة