يحتفظ الجمل بالماء داخل مجرى دمه بدلاً من التخزين في سنامه كما هو متداول. تتميز خلايا دم الجمل بشكلها البيضاوي، وهو ما يساهم في تحسين تدفق الدم داخل الجسم. وبالتالي، يمكن للجمل الاستمرار لفترات طويلة دون شرب الماء، إذ تبقى خلاياه قادرة على القيام بوظائفها الحيوية.
يمكن للجمل العيش بلا ماء لمدة تتراوح بين 6 إلى 7 أشهر، ولكنه يفقد حوالي 40% من السوائل في جسمه، وهي نسبة مرتفعة مقارنةً بالإنسان الذي يتأثر جسده بشكل كبير عندما يفقد أكثر من 15% من سوائله.
عند الحاجة، يستطيع الجمل شرب كميات ضخمة من الماء تصل إلى 76 لتر دفعة واحدة، مما يعزز قدرته على العيش في ظروف الصحراء الحارة والجافة لفترات طويلة دون الحاجة للماء.
تشمل التكيفات الفسيولوجية التي تمكن الجمل من الاحتفاظ بالماء لأطول فترة ما يلي:
عند مواجهة نقص الغذاء، يقوم الجمل بتحويل الدهون المخزنة في سنامه إلى طاقة، وهو ما ينتج عنه تفاعل مع الأكسجين لإنتاج الماء. يقدر العلماء أن تحويل كيلوغرام واحد من الدهون إلى طاقة يولد حوالي غرام واحد من الماء.
تعمل كلى الجمل بكفاءة عالية، حيث تعيد امتصاص معظم المياه إلى الدم، مما يقلل من فقدان السوائل، وبالتالي يخرج البول بصورة مركزة.
تمتاز الجمال بقدرتها على التعرق بمعدل أقل وبكفاءة أعلى مقارنةً بالثدييات الأخرى، حيث لا تبدأ في التعرق إلا عندما تتجاوز درجة الحرارة 41 درجة مئوية، ويتبخر العرق على مستوى الجلد دون وصوله إلى الوبر. هذا يمنح الجمل القدرة على تبريد جسده باستخدام كمية ضئيلة من الماء المتبخر دون فقدان الكثير منه.
تمتاز الجمال بتباين كبير في درجات حرارة جسمها، حيث يمكن أن تتراوح الحرارة الداخلية بين 33 و40 درجة مئوية، مما يمكنها من توفير حتى خمسة لترات من الماء يومياً بفضل هذا التباين وكفاءة التعرق.
تجدر الإشارة إلى أن الدماغ، الذي يعد أكثر الأعضاء تأثراً بالحرارة، يستطيع تبريد نفسه بينما تبقى درجة حرارة الأعضاء الأخرى ثابتة.
تميز أنف الجمل بقدرته على استرجاع كميات كبيرة من بخار الماء الناتج عن الزفير، وإعادته إلى سوائل الجسم.
يساهم الجهاز الهضمي للجمل بشكل فعال في تقليل فقدان الماء، حيث تمتاز شفاهه بقوتها ومرونتها لمنع فقدان الرطوبة أثناء مضغ الطعام. ويقوم الثلاث معدات بعملية تكسير الطعام للحصول على العناصر الغذائية، بينما يعيد القولون امتصاص الماء من الفضلات ليخرج الروث جافاً ويمكن استخدامه كوقود.
يخزن الجمل الدهون في سنامه لاستخدامها عند نقص الغذاء، وهو ما يعد ضرورياً بسبب صعوبة توافر الطعام في البيئة الصحراوية القاسية. يمكن للجمل العيش لفترات طويلة دون تناول الطعام، مستفيدًا من الدهون المخزنة التي تمده بالطاقة الأساسية للبقاء على قيد الحياة.
إليكم بعض المعلومات الأساسية حول الجمل:
الجمل يعد حيواناً صحراوياً قادراً على تحمل أقصى درجات الحرارة، الجوع والعطش بفضل مجموعة من التكيفات الجسدية مثل أنفه وسنامه، مما يساعده على التكيف في بيئته رغم ظروفها القاسية.
أحدث التعليقات