يتدفق نهر الراين عبر ست دول، هي سويسرا وإمارة ليختنشتاين والنمسا وألمانيا وفرنسا وهولندا. ينبع هذا النهر من ينابيع جبلية في جبال الألب السويسرية، ويتجه شمالاً نحو بحيرة كونستانس في سويسرا، التي تُعد ثالث أكبر بحيرة في أوروبا. من ثم يتسلق الشلالات الكبيرة المعروفة بشلالات الراين، ويصل إلى مدينة بازل السويسرية، حيث يتحول إلى ممر مائي تجاري يُستخدم في نقل البضائع والمواد الخام.
يعمل النهر أيضًا كحدود طبيعية بين ألمانيا وفرنسا، ويضيق داخل الوديان العميقة مع مناظر تتزين بمزارع العنب والقلاع المنتشرة على ضفافه. يستمر النهر في مساره عبر ألمانيا وهولندا قبل أن يصب في بحر الشمال بالقرب من مدينة روتردام الساحلية.
يُعتبر نهر الراين أحد أهم الأنهار الكبرى في أوروبا، ويشكل شريانًا حيويًا للاقتصاد الأوروبي. يبدأ التدفق الأساسي للنهر من مصدرين صغيرين في جبال الألب بسويسرا، متجهًا شمالًا وغربًا إلى بحر الشمال.
يُقدر طول نهر الراين بحوالي 820 ميلاً (1320 كم)، ولكن في عام 2010 تم اقتراح أن طوله الفعلي هو حوالي 765 ميلاً (1230 كم). يعد النهر صالحة للملاحة لمسافة تقارب 540 ميلاً (870 كم) حتى مدينة راينفلدن الواقعة على الحدود السويسرية الألمانية، وتفوق مساحة مستجمعات المياه الخاصة به 85000 ميل مربع (220000 كيلومتر مربع).
يُعتبر نهر الراين ممرًا مائيًا دوليًا منذ معاهدة فيينا في عام 1815، إذ يُعد صالحًا للملاحة لمسافة تقارب 540 ميلاً (869 كم) حتى مدينة راينفيلدن في ألمانيا. عرف الراين بأنه واحد من أهم طرق التجارة في أوروبا، حيث كانت السلع المنقولة عبره ذات قيمة عالية حتى القرن التاسع عشر، رغم أن صغر حجمه النسبي كان يمثل تحديًا. ولكن خلال النصف الثاني من القرن ذاته، أصبح بإمكانه نقل أحجام أكبر من السلع.
لقد ساهمت الكفاءة المنخفضة للتكاليف في وسائل النقل المائي في جعل نهر الراين مركزًا رئيسيًا للإنتاج الصناعي، مما أدى إلى الحفاظ على انخفاض أسعار المواد الخام. إلا أن هذا الأمر أدى إلى تحديات بيئية، حيث شُيدت خمسة مصانع كيميائية على ضفاف النهر، مساهِمةً في تلوث المياه بوجود ما يقارب 6000 مادة سامة.
أحدث التعليقات