يُعتبر الإمام ابن القيم، رحمه الله، أحد أبرز علماء الأمة الإسلامية، حيث تميز برؤاه العميقة حول العديد من القضايا الفقهية التي كانت محور نقاش بين العلماء.
نبذة عن الإمام ابن القيم
- هو الإمام محمد بن أبي بكر بن سعد بن حَريز الزرعي الدمشقي، المعروف بلقب شمس الدين، ولقب بأبي عبد الله، واشتهر بمسمى أبي القيم الجوزية.
- وتعود شهرة هذا الاسم إلى أن والده، رحمه الله، كان يعمل في مدرسة الجوزية ويشرف عليها.
مولده ونشأته
- وُلِد الإمام ابن القيم في مدينة دمشق بسوريا عام 691هـ وتوفي عام 751هـ، ليعيش حوالي ستين عامًا.
- وقد وُدِع في مقبرة الباب الصغير بالقرب من الباب الغربي، مواجهًا باب الصابونية.
- خلال حياته، تولى الإمام العديد من المناصب المهمة، وأبدع في مجالات متعددة مثل الفقه، والتفسير، والحديث، وكان شديد الحرص على نشر العلم الشرعي.
- نشأ ابن القيم في أسرة تتسم بالصلاح والتقوى، وكان منذ صغره مهتمًا بالتحصيل العلمي.
دراسته ومعلموه
- لقد تلقى العلوم الدينية على أيدي عدد من أعلام الفقه الذين عاشوا في دمشق، المدينة المعروفة بالعلم، مثل الإمام ابن تيمية، رحمه الله.
- بعد أن انتقل الإمام ابن تيمية إلى مصر، تبعه ابن القيم وبقي ملازمًا له، حيث قيل أنه شارك في محنته عندما سُجن.
- تبنى ابن القيم نهج معلمه في الدعوة إلى الله وتعليم القرآن الكريم والسنة النبوية، وعمل على مكافحة البدع والآراء المستحدثة في الإسلام.
- كما كان له دور بارز في الدفاع عن المذهب السلفي، وقد قام بتأليف العديد من الكتب تأكيدًا على ذلك.
ومن بين الشيوخ الذين تعلم منهم ابن القيم يمكن ذكر:
- المزي.
- ابن تيمية.
- القاضي برهان الدين الزرعي.
زهد وعبادة الإمام ابن القيم
- لقد شهد طلابه ومعاصروه لعفته وزهده، حيث كان يمارس العديد من العبادات المتنوعة كالصلاة والصوم وتلاوة القرآن.
- تميز بحسن خلقه وطرقه في التعامل، وكان مثالاً يُحتذى به في الجمع بين العلم والعمل.
- عُرف بمدى طول صلاته، حتى وُصف بأنه كان يصل إلى أعلى درجات الخشوع في الصلاة.
- كان لديه قول مشهور: “من لم تكن قرة عينه في الصلاة والمسرة فيها، فأولى به أن يكون من السراق في صلاتهم، الذين ينقرونها نقرا”.
- حافظ على صلاة التهجد وقيام الليل، وكان كثير الذكر والدعاء لله العظيم، وكثير الاستغفار.
- لاحظ بأنه دائمًا يجلس في مصلاه بعد صلاة الفجر، ليذكر الله ويستغفره، ويتدبر آيات القرآن الكريم.
- قد ذكر في كتبه فوائد عظيمة للذكر، وقد عددها في مائة فائدة.
- كان يقرأ القرآن بتمهل وتأمل، وقد أدي فريضة الحج مرات عديدة، وجاء في قوله عن الحج: “إجابة محب لدعوة حبيبه، وكلما زاد العبد منها كان أحب إلى ربه وأحظى”.
- رغم تلك الإبداعات في العبادة، كان يسجل دائمًا شعوره بالتقصير في حق الله ويعبر عن أسفه لكثرة ذنوبه.
- اتسم الإمام ابن القيم بتواضع شديد وزهد عظيم في الدنيا.
- وقد أشار إلى أنه عندما وُلِد حفيده الأول، لم يكن لديه ما يهديه، فقام بتأليف كتاب وهداه له تحت عنوان “تحفة المودود”.
للمزيد من المعلومات، يُرجى الاطلاع على:
مؤلفات الإمام ابن القيم
رحل الإمام ابن القيم، لكنه ترك ورائه إرثًا كبيرًا من المؤلفات القيمة في العلوم الشرعية، ومن أبرز كتبهم:
- كتاب “إعلام الموقّعين عن رب العالمين”.
- كتاب “زاد المعاد في هدي خير العباد”.
- كتاب “الطرق الحكمية في السياسة الشرعية”.
- كتاب “شفاء العليل في مسائل القضاء والقدر والحكمة والتعليل”.
- كتاب “مفتاح السعادة”.
- كتاب “التبيان في أقسام القرآن”.
أحدث التعليقات