أين وُفِّت أم الرسول محمد صلى الله عليه وسلم؟

مكان وفاة أم الرسول

توفيت آمنة، والدة النبي -عليه الصلاة والسلام- في منطقة تُعرف بالأبواء، والتي تقع بين مكة والمدينة، ولكنها أقرب إلى المدينة. تعتبر الأبواء إحدى القرى التابعة للمدينة المنورة، وتبعد عن الجُحفة حوالي ثلاثةٍ وعشرين ميلاً. يُشتق اسمها من كلمة “بَوّ”، وهي تعني الجلد المحشو، وسُميت بذلك نتيجة لتجمع السيول فيها.

كانت والدة الرسول تُعاني من قلة مضى من عمرها، حيث توفيت عن عمر يناهز عشرين عامًا. قامت بزيارة المدينة مع ابنها النبي -عليه الصلاة والسلام- لزيارة خواله من قبيلة بني النجار، وفي أثناء عودتها وعند وصولها إلى الأبواء وافتها المنية.

ظل النبي -عليه الصلاة والسلام- يتذكر تلك اللحظات أثناء زياراته للمدينة، بما في ذلك الدار التي نزل فيها مع والدته، والدار التي وُضعت فيها للتراب. وفي خلال عمرة الحديبية، أجاز الله -تعالى- له زيارة قبرها؛ حيث قام بترتيب المكان وبكى، مما أثار حزن الموجودين من المسلمين.

نبذة عن والدة الرسول

آمنة بنت وهب بن عبد مناف، والدة النبي -عليه الصلاة والسلام-، وُلدت في مكة المُكرمة في عائلة ذات صيت ونسب رفيع. كانت معروفة بذكائها وسلاستها في التعبير. تزوّجها عبد المطّلب ابن عبد الله.

كان أبو آمنة، وهب، سيد قبيلة بني زُهرة، ويمتد نسبه إلى فهر الذي يُعرف بقريش. وبهذا، جمع النبي -عليه الصلاة والسلام- بين النسب الشريف من جهة والده ووالدته. بعدما عاد النبي -عليه الصلاة والسلام- من حليمة رضاعته، عاش مع والدته وجدّه عبد المُطلب حتى بلغ السادسة من عمره.

حياة الرسول بعد وفاة أمه

توفيت آمنة والدة النبي -صلى الله عليه وسلم- عندما كان في السادسة من عمره، حيث انتقل للعيش مع جدّه عبد المطلب. لكنّه كان يُعاني من الحزن والأسى في لحظات الوحدة، مستذكراً والده الذي فارق الحياة وهو في بطن أمه، مما كان يُشعره بألم الفقدان كلما تذكر والدته أثناء دفنها.

عمل جدّه عبد المطلب على تخفيف حزنه واحتوائه، حيث اهتم به وسانده بقدر استطاعته. وعند احتضاره، أوصى ابنه أبي طالب بالعناية به. لذا، انتقل النبي بعد وفاة جده إلى حضانة عمّه، وعاش معه ومع أبنائه لمدة سبعة عشر عامًا. ومع تزايد عدد أبناء أبي طالب وضيق حالته المادية، بدأ النبي بالاعتماد على نفسه والعمل بالتجارة بالإضافة إلى مرافقة عمّه في أعماله التجارية.

Published
Categorized as إسلاميات