ظل النّبي محمد -عليه الصلاة والسلام- ومعه القلة المؤمنة في مكة المكرمة يدعون إلى دين الله تعالى ويؤمنون برسالة التوحيد، وقد بذلوا تضحيات جسيمة في سبيل الدعوة ورضا الله -سبحانه وتعالى-. وكان عزاء النّبي ومن آمن معه هو الإيمان بأن الله سيأتي يومٌ ينصر فيه الإسلام ويعزّه في الأرض. وكانت البداية المبشرة بذلك هو تأسيس دولتهم الأولى في المدينة المنورة، مما أسس للفتوحات الإسلامية وإنجازات المسلمين. فما هي تفاصيل تأسيس الدولة الإسلامية؟ ومتى حدثت هذه الأحداث؟
بينما كان النّبي -عليه الصلاة والسلام- في مكة المكرمة، التقى بعدد من القبائل العربية الذين قدموا لأداء فريضة الحج، حيث بايع عدد من رجال يثرب، بلغ عددهم اثني عشر رجلًا في بيعة شهيرة تُعرف ببيعة العقبة الأولى. أرسل النبي -عليه الصلاة والسلام- مصعب بن عمير -رضي الله عنه- معهم ليعلّمهم أمور الدين ويدعو قومهم إلى الإيمان بالله. وعاد في موسم الحج التالي مع عدد كبير من أهل المدينة الذين أسلموا، ليؤدوا البيعة للنبي ويقسموا على نصرته ومؤازرته إذا هاجر إليهم.
بعد بيعة العقبة وإسلام عدد من أهل المدينة، أذن النبي -عليه الصلاة والسلام- لأصحابه بالهجرة إلى المدينة المنورة، وانتظر هو -عليه الصلاة والسلام- حتى أوحي إليه بالأمر الإلهي بالهجرت، فغادر مكة برفقة صديقه أبي بكر الصديق -رضي الله عنه- بعد أن ترك علي بن أبي طالب -رضي الله عنه- في فراشه ليُخالف كفار قريش. وقد قضى النبي وصديقه عدة أيام في الغار خوفًا من المطاردة، حتى وصلا إلى أطراف المدينة المنورة، وتحديداً في منطقة قباء حيث أسس مسجدًا وصلى فيه. ثم أكمل رحلته إلى المدينة ونزل فيها بعد ثلاث عشرة سنة من بدء الرسالة، ليؤسس النبي -عليه الصلاة والسلام- الدولة الإسلامية الأولى هناك.
كانت الدولة الإسلامية الأولى في المدينة المنورة نموذجًا للحضارة والرفعة، حيث تأسست من اليوم الأول على أساس التقوى. أقام النبي -عليه الصلاة والسلام- الدولة على مبادئ رئيسة، تشمل: شهادة أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له والعمل بمقتضياتها، وكذلك شهادة أن محمدًا رسول الله والإيمان باليوم الآخر.
أنجز النبي -عليه الصلاة والسلام- عدة خطوات هامة عند وصوله إلى المدينة المنورة، والتي كانت بمثابة الأساس لقيام الدولة الإسلامية. ومن أبرز هذه الخطوات:
أحدث التعليقات