يعتبر النحل نوعاً من الحشرات التي تنتمي إلى رتبة غشائيات الأجنحة، حيث ينتمي إليها أكثر من 20,000 نوع مختلف. تختلف الأنواع من حيث الشكل، الحجم، اللون، والتوزيع الجغرافي. يوجد النحل في جميع قارات العالم باستثناء القارة القطبية الجنوبية. يُعرف أن النحل يتواجد في أي منطقة تحتوي على نباتات، نظراً لأن غذاءه يعتمد على حبوب اللقاح ورحيق الأزهار. بينما النحل ينتشر في معظم أنحاء العالم، توجد بعض الأنواع المتواجدة في مناطق محددة، مثل فصيلة Stenotritidae التي تعتبر من أصغر أنواع النحل، وهي تستوطن أستراليا فقط.
تعود أصول أسلاف نحل العسل إلى ما يزيد عن 40 مليون سنة. وقد ظهرت أنواع حديثة من النحل، القادرة على بناء أعشاش في العراء، في جنوب شرق آسيا منذ حوالي 10 ملايين سنة. تلا ذلك ظهور أنواع تفضل بناء أعشاشها في التجاويف. انتقلت بعض الأنواع من موطنها الأصلي إلى أوروبا ومناطق آسيا المعتدلة والاستوائية، وتكيفت مع الظروف البيئية الجديدة، مما نتج عنه ظهور نحل العسل الغربي (الاسم العلمي: Apis mellifera) الذي يمتد وجوده من الدائرة القطبية الشمالية إلى جنوب أفريقيا، ومع الحدود الشرقية لجبال الأورال شمالاً، والصحاري الوسطى لأفغانستان جنوباً. يُعتبر نحل العسل الغربي النوع الوحيد المستوطن في أوروبا وإفريقيا. أما الأنواع الأصلية التي بقيت في آسيا، فتطورت إلى نحل العسل الشرقي (الاسم العلمي: Apis cerana) وأنواع أخرى. ومن المهم الإشارة إلى أن أنواع النحل التي تبني أعشاشها في العراء، مثل النحل الأسود القزم (الاسم العلمي: Apis andreniformis) والنحل القزم الأحمر (الاسم العلمي: Apis florea)، لا يمكن تربيتها داخل الخلايا ولا تصلح لممارسات إدارة تربية النحل، ومع ذلك تقوم بعض المجتمعات بجني العسل منها.
يُعتبر نحل العسل الغربي، المعروف أيضاً بنحل العسل الأوروبي، الأكثر استخداماً في إنتاج العسل وتلقيح النباتات عالمياً في الوقت الحاضر. يُعرف أن هذا النوع كان مستوطناً في إفريقيا وأوروبا والشرق الأوسط لقرون عديدة، مما أدى إلى ظهور العديد من السلالات والأنواع الفرعية التي تختلف من حيث الشكل والسلوك، مما يمكنها من التكيف مع ظروف مناخية متفاوتة. مع بدء الاستكشاف الأوروبي للمناطق الجديدة، تم نقل نحل العسل الغربي إلى مختلف أنحاء العالم، باستثناء القارة القطبية الجنوبية. وتتوزع الأنواع الفرعية لنحل العسل الغربي عبر العالم كما يلي:
تتميز أنواع نحل العسل الشرقي، أو الآسيوي، بقدرتها على تحمل درجات الحرارة المنخفضة والمعتدلة، بالإضافة إلى قدرتها على التكيف مع الأنظمة البيئية الاستوائية. يمتد توزيعها الطبيعي من مناطق جنوب وجنوب شرق آسيا إلى روسيا شمالاً، ومن اليابان شرقاً إلى أفغانستان غرباً. تم إدخال نحل العسل الشرقي إلى بابوا غينيا الجديدة في أواخر السبعينيات من القرن العشرين وانتشر حتى وصل جزر سليمان وأستراليا. على الرغم من محاولات الحكومة الأسترالية للحد من انتشار هذا النوع عبر تدمير أعشاشه، إلا أن نحل العسل الشرقي لا يزال موجوداً في المناطق الاستوائية وشبه الاستوائية شمال شرق أستراليا.
إليكم مناطق انتشار بعض الأنواع المختلفة من نحل العسل:
للمزيد من المعلومات حول مملكة النحل، يُمكنك الاطلاع على المقال “مملكة النحل”.
أحدث التعليقات